نبدأ برسم الصورة التالية و نطلب من الطلاب ان يعلقوا : ماذا يرون فى الصورة؟
تعليق المعلم:
- المجتمع يتكون من 3 فئات :
أطفال و بالغون و كبار سن.
هناك فئتان عاجزتان عن رعاية أنفسهم و فئة واحدة هى من تستطيع ذلك.
من الإعجاز فى التشريع الإسلامى لنظام الأسرة أنه يكفل الرعاية و الحماية لكل فئات المجتمع الثلاث.
البالغون يعيشون معا زوج و زوجة فى رباط معلن مقدس هم ينجبون الأطفال و يرعونهم حتى يكبروا و يصبحون قادرين على على رعاية انفسهم بل و رد الجميل للآخرين.
الزوج و الزوجة يرعون كبار السن أيضا. و بالتالى فإن الجميع تحت الرعاية و الحماية من الضياع.
- نلعب لعبة:
طالبان يضعان كفيهما مبسوطتان
طالب ثالث ضغط عليهما للاسفل محاولا فصلهما عن بعض.
تكرار المحاولة و لكن هذه المرة نطلب منهم تشبيك أصابعهم بقوة.
الطالب يكرر المحاولة.
نسألهم هل تتوقعون ان القوة المطلوبة فى المرة الثانية اكثر او اقل من المرة الاولى.
تفتكروا ما علاقة هذا بالموضوع؟
لإن الزوج و الزوجة هما المسؤولان عن حماية الفئتان الاضعف فلزم بالتالى ان يكون الرباط بينهم قويا و يستحق كل الضوابط التى تحميه من أى هجوم خارجى.فإن إنهدام الأسرة معناه ضياع المجتمع بالكامل.
- تجربة الغرب :
قرر الغرب ان يعيشوا حرية العلاقة بين الرجال و النساء ولا مشكلة فإن الاطفال الذين ينشأون عن تلك العلاقة يمكن تربيتهم بمؤسسات الرعاية الجماعية و التى تشبه دور الأيتام و الملاجئ ولكن بمنتهى النظافة و جودة الطعام والرعاية الصحية . ظنوا أنهم بهذا أحسنوا و لم يظلموا هؤلاء الأطفال.
لكن الحقيقة التى لم يعرفوها أن الطفل عند ولادته يظن أن أمه جزءا منه و انهما كيان واحد و انها هى مصدر الرعاية و الحماية و لهذا يبكى كثيرا رفضا لبعدها عنه و ان تغير المربيات عليه بهذا الشكل أدى إلى شعوره بالقلق و الحرمان لا تنمو مشاعره بشكل طبيعى. نشأ هذا الجيل و بداخله غضب شديد فحتى لو وجد طعاما و نظافة و لكنه لم يجد حبا و حنانا. بدات تظهر أحداث العنف و القتل بدون سبب احيانا نسمع عن شخص يدخل مكانا عاما و يطلق النار على الجميع . سمعنا تلك الاحداث كثيرا .
هذا الجيل الذى نشأ على هذا الحرمان العاطفى برأيكم :
كيف سيكون عندما يكون هو الفئة الشابة القوية ،كيف سيتعامل مع فئة كبار السن؟
نعطيهم فرصة للإجابة
- ظن الغرب أن حرية العلاقات ستجعلهم اكثر سعادة و لكن الحقيقة كانت على العكس تماما فالصغار ضاعوا و الكبار فقدوا الرعاية ايضا.
- يثبت علم النفس أن الإنسان عندما يصل الى مرحلة الشيخوخة يشبه جدا الطفل الصغير فى شدة احتياجه للرعاية و الحنان. ولكن عندما لم يقم بدوره الذى كان عليه ظنا منه أنه سيستمتع أكثر خسر أكثر مما أفاد.
- عصف ذهنى
ما هى الوسائل التى كفلها الإسلام ليدعم الأسرة و يحفظها ؟ نترك للأبناء محاولة إجابة السؤال
- لم يحرم الله التعامل بين النساء والرجال مطلقا و إنما وضع أطر محددة وضوابط للإختلاط
توضيح : شدة الاختلاط تجعل الرجال فى نظر المرأة شئ عادى و تفقدها الشعور بأهمية الزوج و بالتالي إن لم يكن مهما فلماذا أتحمل معه مسؤوليات الاسرة؟
عندما تكثر الخلطة تتطلع العين لكل ميزة فى كل شخص و بالتالى مع المقارنة يصعب على الشاب أو الفتاة الشعور بالاكتفاء بشخص واحد.ولهذا كثر فى هذا الزمن ان نجد شبابا لا توجد لديهم عقبات مالية و لكنهم يعزفون عن الزواج لانهم لا يجدون الشخص الذى يملأ عيونهم و ان جاز التعبير.
و ليست تلك دعوي أن أتغافل و ارتبط بأى انسان و انما هي دعوي للوعي بأن الله أعطى كل شخص ميزات و لم يعطه الاخري و اننى يجب ان اعلم من نفسي ما هي أولوياتي و احتياجاتي التى لا أتنازل عنها و ان اتقبل غياب البعض الآخر حتي أتمكن من إنشاء علاقة زوجية ثابتة و مستقرة. وأن أدرك أنا أيضا أن لدي ميزات و لدي نقائص فلا أنتظر الزوج الكامل فأنا نفسي لن أكون الزوجة الكاملة.
و من تلك الاطر الضابطة للاختلاط :
- غض البصر
- تحريم تعدد العلاقات خارج إطار الزواج
- الحجاب
- و ماذا أيضا نوجه لهم السؤال؟
- جعل الله لعلاقة الزوج بزوجته طبيعة خاصة و متعة كبيرة كما أن عليهم مسؤولية عظيمة.وجب أن تكون تلك الرابطة ذات طابع فريد لإن تلك العلاقة هى المسؤولة بإستقرارها عن الراحة و الاستقرار للمجتمع باسره و هى أيضا المسؤولة عن ضياعه
- من محبة الله لنا أن وضع لنا علامات تنبهنا الى ان هذا الطريق الذى نسير فيه خطا حتى يحمينا من السقوط فى هوة أكبر.فكان نتيجة للإباحية التى ظهرت فى الغرب أن فشت فيهم الاوجاع و الامراض التى لم تكن لتظهر الا بسبب العلاقات المتعددة و أصبحت هناك تصنيفات خاصة بتلك النوعية من الامراض التى تنتشر بتلك الطريقة على سبيل المثال و اشهره مرض الإيدز و الزهرى و غيرهم كثير من الامراض التى تفقد الانسان صحته و جمال الحياة.ان متعةقصيرة خارج الاطار الذى وضعه الله لتتلوها تعاسة طويلة.
ليس فى دين الله حرمان و انما يوضع الشئ المناسب فى الوقت المناسب.
- سؤال : لم لا أعيش علاقة مؤقتة استمتع فيها الى ان يأتى الوقت المناسب للزواج؟
إجابة :
- هذا النوع من العلاقات يكون خياليا بلا مسؤولية حقيقية بين الشخصين و بالتالى عند قيام علاقة الزواج الحقيقية بمسؤولياتها التى نعرفها جميعا و يطلع كل شريك على شريكه فى حال المرض و الغضب .فى حال غير مزينة و لامعطرة فيقارن كل هذا بتلك العلاقة غير الحقيقية التى اتقن كل طرف فيها التمثيل و التزين و التحلى فبالطبع يخسر الواقع و يكسب الخيال.
- ينشأ عن هذا شعور بعدم الرضى يتزايد مع عدم غض البصر عن الآخرين والتطلع للوهم المفقود مما يولد شعورا بعدم الرضا وعدم الاكتفاء بشريك حياتي و يتبع ذلك إساء تعامل معه و عدم شعور بحب له و عدم الاستمتاع بالقرب منه.
كونوا على ثقة :
- لم يحرم الله علينا إلا كل خبيث و ضار يصعب تصحيح ضرره
- لم يفرض علينا إلا كل ما هو شديد الاهمية و مفيد بدرجة لا يمكن تعويضها بغيره
- كل ما هو نافع و لكن يمكن تحقيقه بسواه فهو مستحب
- كل ما فيه ضرر و لكن يمكن علاجه فيما بعد كان مكروها.
كل منا يستفيد فى مرحلتين…..الطفولة و الشخوخة
و يتحمل المسؤولية فى الشباب.
تعليق ختامي :عندما يضع الله شريعة فهى تخدم الفرد و تحمى المجتمع ككل. و تسقط الحرية الفردية دوما إذا كان لها ضرر على الآخرين. وبالتالى فإن من يفرط فى الضوابط التى وضعها الاسلام للعلاقة بين الرجل و المرأة فهو لا يؤذى نفسه فحسب و انما يؤذى الآخرين و الامة جميعا.
و ليس الغريب أن يتقرب عبد إلى ربه و إنما الغريب حقا هو رب يتقرب إلى عبده و يرعاه و يقدم له الهداية و النصيحة و لكنه يردها عليه ظنا منه أنه أحسن حكما على الامورمن رب خلقنا و يعلم ما يصلح امرنا و ما يفسده.
الحمد لله رب العالمين.