كنت في طفولتي أنظر للعبادات والشرائع على أنها أوامر نلتزم بها استجابة لآمر قادر علينا وواضع عقوبات لمن لا يحترم أوامره. كنت أستثقلها وأتمنى لو لم تكن موجودة. أتمنى لو أنطلق بلا قيد ولا شرط فأرتدي ما أريد وأتحدث كما أشاء مع من أشاء. أنام وقتما أحب بلا مواقيت للصلاة تلزمني بطقوس ومناسك وشروط قبول.
كنت هكذا حتى ازددت معرفة وعلما وكلما تقدم العلم واكتشف المزيد من أسرار شريعة الله وفضلها، كلما ازددت محبة لخالقي وتغيرت نظرتي لكل أمر ونهي. رأيت كيف كان الخير مخبأ في كل أمر وكيف كان الشر محجوز عني بكل نهي. ساعتها ازددت عجبا كيف أستوعب كل تلك المحبة من الله وأصبحت أنظر للشريعة من أوامر ونواه على أنها دليل محبة الله لنا. دليل على أنه خالقي فلقد أحصى كل ما ينفعني وكل ما يضرني. دليل على حكمته في كل أمر، ودليل علي أنه الخبير والودود والرحيم و رأيت أسماء الله وصفاته في أوامره ونواهيه.
الأن عرفت أن كل حرام هو خبيث( وحرم عليكم الخبائث) وأن كل فرض إنما هو لصالحنا،فالصيام والصلاة والطهارة إنما هي برامج تصنع عافية البدن ونقاء الروح وقوة الشخصية وليحفزنا الله عليها أيضا فهو يضيف على كل ذلك الأجر والثواب ومغفرة الذنب .
يسعدني أن أقدم لكم الأسباب خلف تلك الرؤية الجديدة، من خلال الروابط مجمعة بعد أن اكتملت تلك العناوين كما رأيتها. وصحيح إن كل عمل يمكن أن يضاف عليه، إلا أننا نسعى أن نقدم لأبنائنا معرفة مركزة ولكنها غير مخلة في نفس الوقت. عسى نساعدهم في مواجهة إيقاع الحياة السريع والذي ضعفت القراءة فيه أمام اليوتيوب والتليفون المحمول.
- معني الحياة
- لماذا عبادة؟ لماذا أتوضأ ؟
- لماذا عبادة؟ لماذا أصلي؟
- تأثير الصلاة على الجهاز الحركي
- كن صائما مختلفا هذا العام
- نصيب أبنائنا(12-18سنة) من رمضان في الإمتحانات
و من الواجب أن نقول هنا أن معظم تلك الأسرار لم ينكشف لنا إلا في الزمن الحديث وأن ما خفي علينا من أسرار الكون هو بالتأكيد أكثر مما عرفناه. وما زالت العلوم تنمو وتتحدث عن أثر بعض المحرمات وتسببها في ضرر الصحة البدنية والنفسية
ولا يفهم من هذا أننا نتبع فقط المصلحة ولا نطيع إلا إذا انكشفت لنا الحكمة. بل أنا أؤكد أن كل ما إنكشف لنا هو جزء من عوامل كثيرة ثبَّتت إيماننا بالله. وأننا لم نعد بحاجة لنختبر كل أمر ونهي. وأننا الآن جاهزون لنطيع كل أمر أو نهي يثبت بنص صحيح أنه من عند الله تعالى.
آمنا بأن الله خالقنا وخالق الكون والأعلم بما يسعدنا ويصلحنا وأن الشرائع ما هي إلا وسيلة لدفع كل ضار عنا ودلالة لكل ما هو ضروري ومفيد لنا. آمنت أن الله خلقنا ورسم لنا الطريق لنسعد وأعطانا أعظم منحة ألا وهي الحرية فبعضنا يسير في طريق طاعة الله والسعادة والبعض مع الأسف يختار طريق الشقاء والألم.
هي دعوة لكل من لديه إضافة وفضل من علم فلا يبخل علينا في تعليق حول نفس الموضوع واسأل الله لنا ولكم أن نكون من السعداء في الدنيا بشريعته وفي الآخرة بجنته.