فقه الابتلاء/ لماذا المصائب والأحزان؟

للحياة قوانين وقواعد. قوانين كونية تحكمها. من يعرف تلك القوانين ويجيد التعامل معها يصل للنجاح والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة.

أهداف برنامج فقه الابتلاء (لماذا المصائب والاحزان) :

المعرفية:
2. أن تعرف أن الهدف من الحياة بالأساس هو الابتلاء مصداقا لقول الله تعالى في سورة تبارك (  الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)
2. أن تتعرف على أسباب الابتلاءات في الحياة
3. أن تعدد فوائد المحن والابتلاءات
4.  أن تعدد خطوات واضحة للتعامل معها

المفاهيم :
١. أن توضح المفهوم الصحيح لقانون السببية
٢.أن تدرك لطف الله في كل ابتلاء

القناعية :
١. أن تقتنع بأهمية وإمكانية الصبر والافادة من المحن والابتلاءات 

المهارية:
1- أن تسعي دائما للأخذ بالاسباب لتحقيق كل هدف تسعى إليه.
2- أن تحمد الله في السراء والضراء.
3- .أن تفيد من كل ابتلاء في تقييم حالك وتطوير خطتك
4- أن تتقن التعامل مع أي مشكلة بطرق عملية فعالة

ولنتمكن من تحقيق تلك الأهداف تكون لدينا 3 خطوات:
  1. ما يخفف الألم أن ندرك:
    * قيمة الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة.
    *أن نفهم أن الاختبارات والابتلاءات وسيلة لإبراز وتنمية الخير والامكانات البشرية.
    * (أن يقتنع الطلاب أنه (عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
  2. أن أكون أكثر وعيا بأسباب الابتلاءات:
    *أن أفهم أن الله -تعالى- أقام هذا العالم على نظام محكم، وأودع فيه قوانين تنظم حركته، ومن تجاهل هذه القوانين فإن حياته سوف تفسد. أحد هذه القوانين الأساسية هو قانون السببية. ومعناه ارتباط النتائج بالأفعال.
    *أن يتمكن الطلاب من التفريق بين العواقب للتقصير في الأخذ بالأسباب على المستوى الشخصي والتقصير على مستوى الأمة.
  3. ماذا سأفيد من هذه المحنة:
    *أن يتمكن الطلاب من رؤية الفوائد التي يمكن للمسلم أن يجنيها من المحن والابتلاءات.
    *أن يكتسب الطلاب مهارة النظرة الإيجابية للمحن والابتلاءات وحسن التعامل معها.
خطوات البرنامج
المحور الأول : ما يخفف الألم

موقف ارتجالي لفتاتين تشعران بالألم وعدم فهم للمحن وابتلاءات الحياة.
أن تجد من تتحدث وتعبر أمامه عما لديك من ألم وأن تجد من يقدر هذه المشاعر ويربت عليها. سيكون من الرائع أن تهدأ النفس وتتمكن من التقدير والتحليل لتلك الابتلاءات. ربما تجد خيرا مغلفا يحتاج بصيرة لإدراكه. وربما اكتشفت سرا يحول المسار من ألم لراحة وخير. فلنسير معا في خطوات ونرى أمثلة قد تصلح لنسير عليها نحن أيضا. 

الابتلاء

إذا عرفت هذه الحقيقة فشمر عن ساعديك متحمسا لتحقيق أكبر عدد من النقاط في الاختبار لتكون من الأوائل. تذكر الحماسة التي تكون لدى من يدخلون سباقا ذو مستويات وكيف يتطلعون للمستوى الأعلى دوما. فلتظهر روعتك وبراعتك. 

قصة تبرز الآية الكريمة وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم 

في قصة يحكيها د. راتب النابلسي:
التقيت مع طبيب من كبار الأطباء قال لي: يوم كنت طالباً في الجامعة.. كنت في سيارة عمومية لخمسة ركاب.. صعدت إلى المقعد الأول …وجاء شخص فتح الباب. لم يتكلم ولا كلمة. أمسكني من ثيابي وحملني وألقاني خارج السيارة وركب مكاني! ولم يقل لي إنزل .. والله لو قال لي إنزل لما حزنت! لم يكلمني أبداً كأنني ذبابة. قال: كدت أموت من الألم النفسي . وأقسم بالله لو كان معي سلاح لقتلته! إحتقار لا يحتمل .. طالب طب جالس في سيارة .. يأتي إنسان كالوحش يحمله من ثيابه ويركب مكانه ويقول للسائق امشي ..!!المهم مشى السائق..وانا انتظرت ساعتين إلى أن جاءت سيارة اخرى .. فركبت ..وفي الطريق .. وجدنا حادث مروع نزلنا لنحاول إسعاف أو مساعدة الركاب ففوجئت بأنها السيارة التي أنزلوني منها .. انقلبت والركاب الخمسة ماتوا جميعا !!! سبحان من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي خلال ثانية انقلبت حياتي .. من بؤس للمهانة التي تعرضت لها ، إلى شكرلله عز وجل. وأنت هل في حياتك مثل هذه القصة؟ هل يمكن أن تشاركها معنا في خانة التعليقات.

ونستحضر هنا أمثلة قرآنية من سورة الكهف: 
وكيف كان خرق السفينة إنقاذا لها
وقتل الصبي رحمة به وبأمه
وبناء الجدار في أرض اللئام له حكمة

ومن سورة يوسف وكيف خرج من البئر إلى القصر ومن السجن إلى الملك

لله المثل الأعلي:

لو أن الأم التي تربي إبنها صححت أخطاؤه له وقامت بدلا منه بأداء واجباته لنشأ ضعيفا فاشلا فاقد القدرة .ولأتهمنا تلك الأم أنها هي السبب في فساد ذلك الإبن وضعفه. فكيف بنا ونحن نحاسب الله علي أخطائنا ونطلب منه أن يتداركها ويصوبها ويتدخل ليوقف آثارها.

2الابتلاء

يريد لنا الله لنا أن نستفيد من اختبارات الدنيا فنكتشف ما يحتاج الاصلاح منها ونزيد من قدرتها ونستفرغ وسعنا فننمو ونرقى فتلقاه يوم القيامة ونحن في أحسن أحوالنا جديرين بجواره في جنة النعيم.

الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة هي قصيرة جدا. تكاد لا تساوي شيئا فإن أنت قسمت متوسط عمر الفرد علي مالا نهاية الأبدية فهي لا تساوي شئ فعليا. تخبرنا سورة النازعات عن الحال يوم القيامة ووزن الدنيا عندما تتضح الصورة الكلية: ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)46 سورة النازعات

أنشودة كفاصل ترويحي بين الخطوة الأولى والثانية


المحور الثاني: أن أكون أكثر وعيا بالسبب:
تابعوا الفيديو التالي:

دقق في القصص الثلاث بالأسفل والفيديو. و الآن سؤال
ما هو الرابط بين الفيديو والقصص ثلاث ؟

d8add8b2d98ad986-1.jpg

السيدة مريم تهز جذع النخلة عند ولادة المسيح.
وسيدنا موسي يضرب الحجر لتنبع عيون الماء
وغزوة أحد ينهزم فيها المسلمون عندما هبط الرماة من الجبل قبل إنتهاء المعركة.

إن الله -تعالى- أقام هذا العالم على نظام محكم، وأودع فيه قوانين تنظم حركته، ومن تجاهل هذه القوانين فإن حياته سوف تفسد. أحد هذه القوانين الأساسية هو قانون السببية. ومعناه إرتباط النتائج بالأفعال. فيكلف السيدة مريم أن تهز جذع النخلة لتحصل علي التمر ويأمر سيدنا موسي بضرب الحجر بالعصا لينبع الماء.

ومن لا يقوم بواجبه يخسر حتي لو كان صالحا. فانهزم المسلمون في بداية غزوة أحد عندما عصي الرماة أمر رسول الله. وعندما تركن الأمة الموحدة للكسل والتنافس علي الدنيا والتقاتل فيما بينها، تتسلط عليها الأمم الأخري وتسرق أقواتها. أي أن ما يحدث لنا ليس بالضرورة قدرا مفروضا علينا وإنما كثيرا ما يكون هو نتيجة عملي علي المستوي الشخصي أو علي مستوي الأمة:

مثال علي المستوي الشخصي:

  • أنا أقود سيارة بسرعة 200كم/ساعة وتنقلب السيارة وأصاب بشلل رباعي………هذه نتيجة عملي
  • أنا لا أذاكر فأرسب في الإختبار………..هذه نتيجة عملي
  • شخص يدخن ويصاب بالسرطان………..هذه نتيجة عملي
  • شخص يفرط بالأكل ويصاب بالسمنة………..هذه نتيجة عملي

مثال علي مستوي الأمم: الأمة التي تركن للدعة وتترك مهمتها في إعمار الأرض و البحث العلمي والريادة وتسلم نفسها للراحة والكسل وتتلقف كل ما يقدم إليها من شبهات وتسعي فقط لإدراك الشهوات هي أمة تركت أسباب قوتها وإبتعدت عن أوامر الله الذي :

  • دعا إلي التفكر وإعمال العقل.
  • دعا إلي إتخاذ وسائل العلم واستعمالها في إصلاح وإعمار الكون.
  • دعا إلي اتخاذ القوة التي تحمي بها الحقوق وترفع الظلم عن المظلومين.
حزين 2

فعندما تتهاون الأمة في حمل مسؤولياتها فتؤكل وتستعمر وتستضعف ويقتل أبناؤها فهي مسؤولية الأمة التي تراكمت أخطاؤها وعليها أن تتحمل النتيجة.

إن الله علي المستوي الفردي والجماعي لم يفرض إلا ماهو مفيد وضروري ولم يحرم الا ما هو خبيث وضار من بداية آداب قضاء الحاجة التي تفيض رقيا وصحة إلي تشريعات الإقتصاد والسياسة والإقتصاد والعهود والمواثيق مع الدول. ولهذا وبعد أن أوضح الله لنا كل التشريعات في كتابه الكريم وسنة رسوله كان علينا أن لا ندعي ان ما خسرناه بسبب مخالفتنا لما أنزله الله إلينا، كان ظلما من الله.

لذا فحتي الأشخاص الذين أصابتهم الإبتلاءات والمحن لو تعاملوا معها بالمعطيات الربانية:

  • إذا كان هناك تقصير علي المستوي الفردي:  فعلينا العمل علي تدارك الخطأ. الأخذ بأسباب القوة لرد الظلم وبالعلم لشفاء المرض. عموما علينا الأخذ بالأسباب لتحقيق المصلحة المرجوة. أن تسعي ولكن بشرط أن تسعي في الإتجاه الصحيح .والنتيجة ستكون إحدي حالتين:
  1. إما أن تكون فعلت قدراتك وتطورت إمكانتك وحققت أهدافك واكتسبت خبرات من التجربة الشاقة.
  2. أو قد لا تحقق أهدافك بعد الأخذ بالأسباب فعليك ساعتها بالصبر الجميل. فلعل هناك حكمة من وراء تأخير تحقيق أهدافك. وساعتها يكون جزاءك الأجر العظيم ورضا الله والجنة فقد يكون الابتلاء:
    مغفرة للذنب(النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه متفقٌ عَلَيهِ.

أو رفع لدرجاته عند الله لمنزلة كان يستطيع الوصول إليها لكنه قصّر في القيام بمتطلباتها:عن أبي داوودوأحمد يقول النبي صلي الله عليه وسلم (إن العبدإذا سبقت له من الله منزله لم يبلغها بعمله ابتلاه في جسده أو في ماله أو في ولده ثم يصبره حتي يبلغه المنزله التي سبقت له منه )

  • عندما يكون التقصير علي مستوي الامة : وأن أكون أنا كفرد عاجز عن إحداث تيار قوي لتعديل مسار الأمة ، فساعتها أنا اقوم بدوري الذي أستطيعه و سيقبله الله مني، لإن الله وضع لنا ضوابط: تذهب الهم عن نفوسنا وهي :
  1. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
  2. وأن لا تزر وازرة وزر أخري
  3. و تلك الحياة الدنيا القصيرة أمامها خلود في النعيم لمن قام بدوره فعليا حتى لولم يتفاعل معه الناس في الخير الذي نصحهم فيه. تلك حياة الأبطال من الناس الذين يسعون للإصلاح  فهم يتحملون مشقة ويجهدون فعلا وربما يصابون بالأذي ولكن إذا وضع الأجر مقابل العمل تتضح الصورة.

ولنا عبرة في قصة الرجل الذي جاء من اقصي المدينة يسعي في سورة يس: جاء يدعو قومه للإيمان فقتلوه قتلة شنيعه وعندما رأي الجنة قال : يا ليت قومي يعلمون.



المحور الثالث: علي أن أسأل نفسي، ماذا سأفيد من هذه المصيبة
  • إن لم تكن المصائب والإبتلاءات نتيجة تقصيري. أي أنها ليست تكفيرا لذنب فهي لرفع الدرجات أو للترقي وإبراز روعة معدن الإنسان. ولمزيد من التوضيح:
    خلق الله الإنسان ليسعد ولمحبته. وحياته الدنيا بإختباراتها تساعده للترقي في الكمالات البشرية حتي يصبح أليق للقرب من الله والخلود في الجنة.
  1. فمثلا: ماكينة عد الاموال ليست أمينة ولكن إنسان يعيش إحتياجا ماليا ويصمد أمام مال ليس له يستحق الإكبار.
  2. الكمبيوتر ليس صادقا ولكن إنسان يمكنه ان يحقق مكسبا قريبا بالكذب ويؤثر الصدق فهذا الذي يستحق التقدير.

لهذا كانت الإختبارات والإبتلاءات وسيلة لإبراز وتنمية الخير والكمالات البشرية.

  1. الإبتلاءات هي فرصة للإنسان ليكتشف حقيقة نفسه فيصوب من خطأها. فكم من مواقف ظننا بأنفسنا خيرا ثم ظهر الضعف فقط مع التحدي.

مثال: الطبيب يقوم بعمل رسم قلب مع بذل مجهود ليظهر إن كان هناك عيب في القلب لا يظهر مع الحركة المعتادة.

-إن الحياة الدنيا فرصة للإنسان ليعمل علي إكتساب أعظم قدر ممكن من صفات الرحمة والعلم والخبرة والقدرة والإبداع. بشكل أوضح أن التقرب من الله وإستحقاق الخلود في النعيم والوصول إلي مقام المحبة لله يكون من خلال إكتساب تلك الصفات. وتكون درجة قرب كل إنسان من الله هي بحسب قدرته علي إكتساب تلك الكمالات. ولن يكون هذا إلا بالعمل والإجتهاد. أن تكون مؤهلا لمقام المحبة لله فلابد أن تتشبه بصفاته. (ألا إن سلعة الله غالية ،إلا إن سلعة الله الجنة)  (وللذين أحسنوا الحسني وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة.أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون)26. يونس

  • ولنبحث سويا من خلال الإنترنت عن الآيات القرآنية التي تحتوي كلمة الابتلاء ولنعرف تفسيرها لنفهم ما يريد الله أن يعلمنا إياه عن الابتلاء:
    سوره الشوري الآيه ٣٠ يقول الله تعالي ( وما أصابكم من مصيبه فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
    ( ونبلوكم بالشر والخير فتنه وإلينا ترجعون ) الأنبياء٣٥
    (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )البقره ١٥٥
    ( ولو أن أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بماكانوايكسبون)الأعراف
     فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ۝ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )([طه:123-124]

إن أصابتك محنة فأقترح عليك أن تتعامل معها كالتالي:
• إحمد الله عليها وابحث كم من الروعة سأكتسب أثناء إجتيازها؟
• ما هي نقاط ضعفي التي سأكتشفها وسوف أعالجها ؟
• ما هي المهارات التي سأكتسبها؟
• ما هي الطريقة السليمة والحل الأفضل لتلك المشكلة وماهوالجهد المطلوب وخطة التنفيذ؟
• ثم توكل علي الله وانطلق وأحمد الله رب العالمين علي محنة إما ستغفر ذنبا أو ترفع درجة أو تكسبك كمالات أعلي وتعطيك قوة وخبرات في الحياة ستزيد من روعة نجاحك ومتعته.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.