هي أسئلة مصيرية، أتعبت الكثير من الفلاسفة، وقدم لها الإسلام التوضيح البسيط والجميل والمريح في نفس الوقت. نقدم لكم في هذا البرنامج، الحكاية من البداية (مفاهيم أساسية يحتاج إليها كل مسلم).
أهداف الدرس:
- أن يعرف الطلاب من هم وما هو المطلوب منهم في هذه الحياة، وهو أن يقيموا شريعة الله في الأرض من عدالة وتسامح وحماية للإنسانية من احترام وكفاية الحاجات. وبالتأكيد عمارة الأمر ضرورة لازمة لتحقيق هذا المعنى.
- أن يدرك معنى الغريزة ودورها في تسهيل مهمة الإنسان على الأرض وكيف يتحكم فيها لتخدمه ولا تتحكم هي فيه.
- أن يدرك الطلاب أن الشريعة هي دليل رعاية الله للإنسان، لإنها تحرم كل خبيث وتأمر بكل طيب.
البرنامج العملي
التشويق: ماذا لو خرجت من البيت ولقيت كل واحد من الناس فوق رأسه لافتة مكتوب عليها سبب وفاته؟ يا ترى ماذا كان سيحدث؟ فكروا معنا ثم نرى التصور الذي قدمه صنع هذا الفيديو والذي يجيب عن هذا السؤال.
موضوع مهم فعلا.
الفكرة الأولى: تلاوة آيات القرآن لقصة بدء الخلق (سورة البقرة)
خلق الله الإنسان لحكمة يقدرها فعندما سأله الملائكة عن سبب خلق الإنسان (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون).كانت إجابة الله : (إني أعلم ما لا تعلمون) أي أن الله تعالى لم يصرِّح بالإجابة للملائكة. في هذا الوقت.
ونحن لا يمكننا أن نحيط بحكمة الله خالق السماوات والأرض في خلق الإنسان، ولكنه في موطن آخر في القرآن الكريم قال: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فنحن نعرف ما خلقنا من أجله. والعبادة بمعناها الواسع هي الطاعة في كل أمر من أوامر الله تعالى.
خلق الله الإنسان ليكون خليفة في الأرض. فأعطانا المكانة العليا في الكون بعده جل وعلا، وهي:
- أن تحكم الأرض بسم الله وأن تقيم فيها شرع الله الذي يحفظ الحقوق والحريات وينشر الخير والأمان والحياة الكريمة للجميع.
- ولنتمكن من القيام بتلك المهمة، أعطانا العلم فكان معلمنا الأول. (وعلم آدم الأسماء كلها) سورة البقرة
- ونفخ فينا من روحه فأعطانا من صفاته و بسببها أصبح لنا حريه و إختيارا و قدرة على أن نفعل أو لا نفعل. لنا قدرة على المنع والعطاء ولنا القدرة على أن نبدع ونبتكر ونستحدث أشياء.
- وأعطانا نفسا يتكون منها العقل والتمييز والاحساس والغرائز.
الفكرة الثانية: فيديو الدب الصغير الذي يهرب من الأسد
بعد مشاهدة الفيديو نطلب تعليقات. ونسأل ماذا لو لم تكن لدي ذلك الدب غريزة حب البقاء؟ ولم تكن لدى أمه غريزة حفظ النوع؟
لماذا أعطانا الله تلك الغرائز التي تنهكنا فى مكابدتها واتباع الحلال والحرام فيما تدفعنا فى اتجاهه ثم يحاسبنا إذا ضعفنا عن ذلك؟
أعطانا الله ثلاث غرائز لتساعدنا على الإستمرار في الحياة والقيام بمهمتنا التي كلفنا بها :
- حب البقاء .………….ولولاه، لما بقي إنسان على الأرض، ولأنسحبنا قاتلين أنفسنا أمام كل تحد أو مشقة
- حفظ النوع.………………. ولولاه لما كانت هناك محبة فى قلب الأم لوليدها و لا رعاية من أب لولده و لهلك الأطفال ولفني البشر.
- التدين و التقديس………. ولولاه لانفصل الإنسان عن ربه الذى هو دائما مصدر رعايته و هدايته
فبدون تلك الغرائز ما كان الإنسان يستطيع أن يستمر أو أن يؤدي مهمة الخلافة التى حمَّله الله إياها.
و بالتالي فالغريزة هي برمجة أصيلة غرسها الله فى التكوين البشري وهي جزء من طبيعة الإنسان لا يمكن إنكارها أو تجاوزها أو كبتها و هي موجودة منذ أن خلقه الله و هي وُجدت لتحفظ الإنسان و تساعده.
وكل غريزة تعلن عن نفسها في مظاهر وسلوكيات تُظهر الغريزة. و لكن تلك السلوكيات والمظاهر لا تشكل جزءا من حقيقة الانسان. و بالتالي يمكن بالدين ضبط تلك المظاهر للغرائز بوضع قواعد حاكمة لها. فتجعلها في خدمة الإنسان ومساعدة له في تنفيذ مهمته. أما إذا استعملها الإنسان بشكل خاطيء فهي بالطبع ستكون ضارة به.
فعلى سبيل المثال: حب الطعام هو سلوك يهدف لحصول الإنسان على حاجته من الطعام اللازم لبناء جسده ومده بالطاقة. فلو التزم الإنسان شريعة الله وسنة رسوله ( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه) فسيحصل على المنفعة ولا يصاب بأي ضرر وسيفيد لذة الطعام أيضا. أما إذا تحول الطعام إلى هدف وعاش الإنسان فقط ليأكل وامتلكته تلك الشهوة فسيعاني من الأمراض والسمنة وسيخسر سعادته. ونفس الشيء يقاس على الغريزة والميل للجنس الآخر والإنجذاب لهم.
بالجدول التالي، نضع لكم تلك المظاهر وكيف يضبطها الشرع لتكون منفعة للإنسان ومتعة في نفس الوقت
يمكن تقسيم الطلاب إلى 3 مجموعات، ثم نوزع عليهم لكل مجموعة إحدى الغرائز وهم يقومون بالتفكير : ما هي مظاهرها وما هي الضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية لضبط تلك المظاهر لحيز المنفعة والحماية من الضرر. إذا وجد الطلاب صعوبة في استنتاج المظاهر، يمكن للمعلم أن يساعدهم بإعطاء مؤشرات أو دلائل

تلك الغرائز تهدف لحماية الانسان و بقاءه ودوام اتصاله بربه.
لا يمكن و ليس من مصلحة الانسان إلغاء الغرائز ولكن بالتأكيد يجب معالجة و ضبط مظاهرها حتى لا تتحول من خادم له إلى عدو يدمره. وهنا يأتي دور الشريعة التى أنزلها الله إلينا مع الرسل فيبين الله لنا في أحكامها الطريقة التي تضبط تلك الغرائز وتجعلها تخدم الإنسان وتوضح المحرمات وهي الأعمال التي تحرف الغريزة عن مصلحة الإنسان. ويجب إشباع تلك الحاجات الحيوية للانسان ولكن بالشكل المناسب والصحيح الذي يحفظ رقيه وسمو مكانته كنائب عن الله فى الأرض.
- فاصل بالأنشودة التالية: ونقاش حول معانيها:
كلمات الأنشودة
لا لا تحسب أن الدين بعيد عن حب وحياة
وبهجرك للدين ستحيا تعشق ما قلبك يهواه
أو أن الأيام ستحلو وترى الدنيا شط نجاة
دينك بحر من آمال شط لجميل الأحلام
ليس الدين كما تخشاه ذا ممنوع ذاك حرام
فالإسلام جميل حقاً هذا ليس هو الإسلام
كل أوامره تهدينا وتنادينا للخير
ينهانا عن كل طريق يأخذنا نحو الشر
فالله رحيم وحليم يدعو دوماً للبر
في الدين صلاة وسلام وكذلك فرح وسرور
والمتدين من تلقاه مبتسماً حلواً كالنور
يسعى ليعمر دنياه وهو رقيق الطبع صبور
الإسلام سلام فينا يزرع فينا حب الناس
الإسلام سفينة حب يدفعها أجمل إحساس
ما أحلى الدنيا لو عشنا وجعلنا الإسلام أساس
الفكرة الثالثة: مسابقة في التمثيل بين 2 من الحضور، يكلفان بتمثيل سلوك وعكسه تماما.
- مثلا أثناء مشيه في الطريق إعترضه طالب صدقة. فمرة يكرمه ويحسن اليه ومرة ينهره بعنف.
- أو مع أخي الصغير الذي لعب بكتبي وأفسد ما كتبت. فمرة أشرح له بهدوء ومرة أعنفه وأضربه
- ونقاش بعد المشاهد حول العوامل التي تجعلني أقرر أي التصرفين أسلك.
التعليق: نتج عن الغرائز والحرية والعقل والقدرة على الاختيار نمو الإرادة وهي تعرف بأن أحكم على شيء عن طريق العقل والوجدان بأنه ينبغي أن يُفعل أو لا يُفعل ثم أرغب فيه وأقدم على فعله.
و يؤكد هذا قول الله تعالي : (و نفس و ما سواها فألهمها فجورها وتقواها.قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها) سورة الشمس (وهديناه النجدين) سورة البلد
ثم نعرض عليهم الصورة التالية ونسألهم أن يقارنوا بين الشخصين في الصورة

وتنمو الإرادة أو تضعف تبعا لعدة عوامل مثل:
- الثقة بالنفس – تصور المثل العليا – قوة التفكير – معرفة النفس و الإيمان بها
- وضوح الهدف – تحمل المسؤولية – التدريب و المتابعة وهو العامل الأقوي والأهم. فكما تنمو عضلات البدن بالتدريب تنمو قوة الإرادة بدوام إلزام النفس بما ينفعها حتي لو رغبت واشتهت غيره.
- لا يولد الانسان ضعيف أوقوي الإرادة و انما تنمو بالتمرين و الممارسة مع بذل الجهد اللازم لذلك.
- من ضعفت إرادته قد يعاني من ضعف الاندفاع فلا يتوجه لشئ أو قوة الاندفاع دون حساب النتائج والتوابع أو التشتت فتراه يتنقل من شئ إلى شئ دون ثبات على هدف أو تحقيق إنجاز.
- القرآن يشدد على أن الدنيا دار اختبار وابتلاء وقد أقر القرآن دائما ذلك الشيء:(ولنبلونكم بشي من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات…) سورة البقرة (يا أيها الإنسان إنك كادح….) سورة الإنسان
فلدى كل البشر نقطة بداية واحدة من فطرة سليمة وعقل قادر وإرادة ولكن فى أى خط سيسير فيما بعد فذلك نابع من عند الإنسان ذاته حيث كان من تكريم الله لنا أن أعطانا الحرية وسمح لنا بالاختيار.
- سؤال: إذا سافرت إلى بلد أوروبي متحضر وستقود هناك سيارة برخصة دولية. ما هو أول سؤال يجب أن تسأله؟
الإجابة: سأسأل هل هناك قوانين مرور مختلفة عن القوانين في بلادي ويحمل القياس على حياتنا الدنيا: - ما هي القوانين الحاكمة لحياة الإنسان على الأرض؟
وتكون الإجابة في كتاب الله ومن محبة الله لنا ؟أنه تعهدنا بالكتب والرسل حتى يعلمنا ويرشدنا إلى الطريق. فالقرآن يوضح الطريق ويحدد الهدف. - عندما تقرأ في القرآن عن: قصص السابقين وتري فيها نماذج أهل الإيمان وأهل الكفر وعاقبة كل منهما، تتضح أمامك صورة حقيقية لنفسك وملامحها ونقاط قوتها ونقاط ضعفها وتتمكن من الغوص في أعماقك.
- . ومن محبة الله لك أنه يحرم كل خبيث من شأنه أن يفسد عليك حياتك أو يحرف غريزتك عن كونها خادم لك. ويفرض كل ما من شأنه أن يزيدك سموا وقوة إرادة وحسن خلق. وأنه يوفر علينا عناء التجربة واكتشاف الضرر حماية ومحبة وتيسيرا علينا.
- المسلم لا ينظر إلى الإسلام على أنه قهر بل إنه يرى أنه دليل على محبة الله وهدايته لنا لما يحقق السعادة ويحمي من الأذى.
- قدم الله لك كل وسائل الدعم ولكن أرادك أن تقترب منه اختيارا وبقوة إرادة. تلك التي يمتحنها صراع مع النفس والشيطان لتصل إلى علاقة محبة مع الله وولاية واصطفاء فإذا وصلت لذلك وصلت للخير كله:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : إن الله قال (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ) رواه البخاري .
الخلاصة:
من محبة الله لنا أرسل لنا الرسل والشرائع ليساعدنا على التوازن والاقتراب منه والنجاح فى مهمتنا.
- الواجب العملي: يعطي الطلاب اقتراحات لسلوكيات يلزمون بها أنفسهم للفترة القادمة. تكون مثلا فرائض متروكة أو سنن مهجورة . أو الإقلاع عن سلوك خاطئ
- مصادر للتوسع والاستزادة
https://youtu.be/NhC0LxLRJaI