الإستئذان عبادة نعلمه لأطفالنا كما نعلمهم الصوم والصلاة فهو أمر ورد في القرآن وسنة رسول الله. كما أنه حماية ووقاية للعورات والخصوصيات ويحمي الاطفال من رؤية ما قد يؤذي طفولتهم.
أهداف الدرس
- أن يقرأ الطفل ويفهم ويستذكر آية وحديث ترشدان لضوابط الإستئذان
- تدريب الأطفال علي طريقة الإستئذان
آداب الإستئذان:
- يبدأ الدرس بمشهد تمثيلي (تخبر المعلمة طلابها أنها ستقوم بمشهد تمثيلي) : تخرج إحدى المعلمات من الصف و بعد قليل تفتح الباب فجأة بشكل مبالغ فيه فتمثل المعلمة المعاونة أنها فزعت فزعا شديدا و تبالغ فى إظهار ذلك. ثم تبدأ المشرفة الأولى في التصرف بالشكل التالي: تختار إحدى البنات و تأخذ شيئا من أدواتها دون أن تستاذنها وتقول أنها ستكتب به، و تأخذ شيئا من أخرى و تقول أنه يعجبها و تأتي للثالثة و تطلب منها أن تترك لها المقعد و تبحث عن مقعد آخر وعندما يبدو الضجر أو يبدأ أحد الأطفال بالاعتراض، هنا تبتسم المعلمة وتعيد الأدوات لأصحابها، معلنة اعتذارها عن السلوك السابق سائلة:
من يمكنه أن يخمن ما هو موضوع اليوم والذي يرتبط بالسلوك الذي مثلته لكم الآن؟ ونطلب منهم استخراج الأخطاء التي قامت بها المعلمة في المشهد التمثيلي. على السبورة تكتب المشرفة الأخطاء التي يستخرجها الأطفال و تعطيهم مكافآت على إستخراجها. وتسألهم عن مشاعرهم إذا أخذ شخص ما أشيائهم أو دخل عليهم بدون استئذان.
ملحوظة: لو تعذر وجود مشرفة أخرى فيمكن الترتيب مع أحد الأطفال للقيام بهذا الدور من الحصة السابقة.
بعد الحديث عن حجم الأذى والضرر الذي ينجم عن عدم إحترام خصوصية الآخرين وممتلاكاتهم، نخبرهم قدر محبة الله لنا لدرجة أنه من حرصه على مشاعرنا، أنزل قرآنا ليعلمنا كيف نحترم خصوصيات الآخرين. ثم نتلوا عليهم الآية ونشرحها لهم:
سورة النور( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلّمُواْ عَلَىٰ أَهْلِهَا ذٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَا أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ *لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (
هناك أيضا القصة التالية والتي يقرأها المعلم ويستمع لها الأطفال ثم يجيبون علي الأسئلة النقاشية:
لي قَريبٌ اسْمُهُ ( أبو صالِح ) يَأتي لِزيارَتِنا دائِماً, حامِلاً مَعَهُ الْفاكِهةَ الطَّازجَةَ, واللَّبَنَ والْجُبْنَ اللَّذيذَ, وهوَ كريمُ النَّفْسِ, طيِّبُ الوجهِ واللِّسانِ, ولكنَّ مشكلَتُهُ أنَّهُ لا يَعْرِفُ آدابَ الاسْتِئْذانِِ.
إذا وَصَلَ إلى بيتِنا نادى بأسْمائِنا فَرْداً فَرْداً مِنْ خارِجِ البَيْتِ فَيَسْمَعَهُ الْجيرانُ وَيعْلَمونَ جَميعُهُم أنَّهُ قَدْ وَصَلَ, أَوْ إِذا وَجَدَ البابَ مُوارَباً دَخلَ بِدونِ أَنْ يَقْرَعَ البابَ فَنَجِدُهُ فَجْأةً بَيْننا .
ذاتَ يَوْمٍ جاءَ أبو صالحٍ كَعادَتهِ, وَكانَتْ أمِّي تَسْتَقبلُ جارتَها في غُرْفةِ الضُّيوفِ, فَدخلَ عَلَيْهِما أبو صالحٍ بَغْتةً, فَفَزِعَتْ الْجارةُ وَانْزَعجَتْ, وَهَبَّتْ واقِفةً, وخَجِلَتْ أمِّي وقالَتْ:
عِنْدَنا ضُيوفٌ يا أبا صالحٍ ! ألا تَسْتأذِنْ قَبْلَ أنْ تَدْخُل ؟
فَلَمْ يَحِرْ أبو صالح جواباً وانْصَرفَ خجلانَ.
وَمَرَّةً أُخْرى كُنْتُ في غُرْفَتي أُبدِّل ثِيابي, حيَن سَمِعُتُ صُراخَهُ بأسْمائِنا خارِجَ البَيْتِ فَلَمْ أَهْتَمَّ, وَفَجْأةً انْفَتحَ بابُ الْغُرفةِ, وَدَخلَ أبو صالحٍ وَأنا نِصْفُ عُرْيانَ, فَخَجِل وخَجِلْتُ.
كَمْ مَرَّةً حَدثَ مِثْلُ هذا, وَمِثْلُ ذاكَ, وَقُلْتُ لأبي: إِنَّ هذا يُغيظُني يا أبي! أَفَلا يَسْتطيعُ أبو صالحٍ أَنْ يَكونَ أَكثرَ هُدوءاً وألْطَفَ عادةً.
قالَ أبي: الْحقُّ مَعكَ, وَلكِنَّهُ تعوَّدَ ذلِكَ فَيَصْعُبَ إصْلاحُهُ، وَمعَ ذلكَ سَأنْصَحُه في الْمَرَّةِ الْقادِمةِ إنْ شاءَ الله ُ.
وَلَمَّا جاءَ أبو صالحٍ أخذَهُ أبي إلى غُرفةِ الضُّيوفِ، وَنصَحهُ بِرفْقٍ، وَتلا عَليهِ قَوْلَ اللهِ تَعالى:( يا أيُّها الَّذينَ آمنوا لا تَدْخُلوا بُيوتاً غَيْرَ بُيوتِكُم, حتى تَسْتأنِسوا وَتُسَلِّموا عَلى أهْلِها, ذلِكُمْ خَيرٌ لَكٌمْ لَعلَّكُمْ تَذَكَّرون ).
وَأَذْكرُ أنَّ أبا صالح غابَ بَعدَها عنَّا فَظَننّا أنَّهُ قَدْ وَجَدَ في نَفْسهِ عَلينا، وَلكِنَّهُ عِنْدما أَتى أَخيراً قَرعَ البابَ، فَسألَهُ أبي عنْ سَببِ تأَخُّرِهِ عَليْنا قالَ: في مُدَّةِ غِيابي هذهِ كُنْتُ أُعلِّمُ النَّاسَ في القَريةِ تِلكَ الآيةَ الكَريمةَ، وَتَعلَّمْتُ آدابَ الزِّيارَةِ. فَسأَلْتُهُ: وَما هيَ آدابُ الزِّيارَةِ يا عَمّ ؟
فقالَ أبو صالِح:
- “أوَّلاً أنْ تُراعي وَقْتَ الزِّيارَةِ, فَلا تَزورَ الآخَرينَ في وَقْتٍ يُزْعِجُهُم كَوَقْتِ الظِّهيَرةِ أوْ في وَقْتٍ مُتَأخِّرٍ منَ اللَّيْلِ.
- ثانياً أنْ تَسْتأذِنَ ثَلاثَ مرَّاتٍ فَقَطْ فَإنْ أُذِنَ لَكَ دَخَلْتَ وإلاّ فَارْجِع.
- ثالِثاً ألاّ تَقِفْ وَوَجْهُكَ مُقابِلَ الْبابِ حتىَّ لا يَقعَ نَظَرُكَ عَلى أسْرارِ الْبُيوتِ.
- رابِعاً إذا قيلَ لكَ مَنْ أنتَ فَاذْكُرِ اسْمَكَ, ولا تَقُلْ أنا لأنَّ ذلِكَ مَكْروهٌ شَرْعاً.
- خامِساً ألاّ تَرْفعَ صَوْتكَ عندَ الْكَلامِ لِكَيْ لا تُزْعجَ أصْحابَ البَيْتِ.
- سادساً أنْ تَسْتَأذِنَهُم عِندَما تُريدُ الذَّهابَ”.
سُرِرْتُ جِدّاً مِنْ أبي صالِحٍ فَقدْ تَحَوَّلَ إنْساناً آخرَ بِفِعْلِ أدَبِ الإسْلامِ.
المناقشة:
- ما هيَ مُشكلةُ أبي صالحٍ ؟
- اذكرِ المواقفَ المخجِلةَ الَّتي حصلتْ معَ أبي صالحٍ بسببِ عادتهِ السَّيِئةِ ؟
- كيفَ نصحَ الأبُ أبا صالحٍ ؟ وما هيَ الآيةُ الكريمةُ الَّتي ذَكَرها لهُ؟
- لماذا غابَ أبو صالحٍ فترةً طويلةَ ؟
- ما هِيَ آدابُ الزِّيارةِ ؟
ثم نشاهد ذلك الفيديو والذي يشرح الآيات. كما أنه يوضح معني الإستئناس وكيف أنه يزيد عن مجرد السماح وإنما لابد أن نطمئن أن صاحب البيت فعلا مرتاح ومرحب لاستقبالنا

والآن فلنلعب لعبة ماذا يحدث لو: ولنرى أي من الأطفال سيعطي إجابات أكثر إبداعا:
- لو كانت البيوت بلا أبواب.
- لو كان من حق أى شخص أن يدخل عليك في أى وقت.
- لو كان من حق أي إنسان أن يأخذ أي شىء فلا ملكية خاصة بأحد.
- لو كان كل إنسان له رأسين.
- لو كانت الشوارع كلها مملوءة بالماء.
لماذا أستأذن؟
لأستر الآخرين فلا أراهم في وضع يكرهونه وأحفظ عيني عن منظر يؤذيني
أنشودة عن حسن الخلق :
(حديث شريف: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَحِلُّ لامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى جَوْفِ بَيْتٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ
يعني دخل ببصره وبدون إذن. وقال رسول الله أيضا( إنمت جعل الإستئذان من أجل النظر.(
لعبة أحسن ضيف وأحسن صاحب بيت
ويمثل كل من الاطفال أحد الدورين. مرة هو ضيف وأخري هو صاحب البيت. نشرح لهم المطلوب من الضيف:
- أطرق الباب ثلاث مرات متباعدات بهدوء
- أذكر إسمي عندما يسأل صاحب البيت: من؟
- اقف بجانب الباب اليمين أو اليسار
- غض البصر عند الباب
- القاء السلام
أذا كنت أنا صاحب البيت فعليا أن أهتم بالآتي:
- ستر عورات البيت قبل فتح الباب
- الترحاب والبشاشة للضيوف
- الإعتذار بشكل لطيف إذا كان ظرف البيت غير مناسب لاستقبالهم
يقوم المعلم/المعلمة بتدوين تقييم الأطفال أثناء التمثيل تبعا للنقاط اليابقة وتحديد أحسن ضيف وأحسن صاحب بيت مع إعطاء هدايا
ولنعرف أن الإستئذان نوعان: أستئذان لدخول بيت عندما نكون ضيوفا علي آخرين. واستئذان لدخول غرفة بالبيت مثل غرفة نوم والدينا او أشقائنا أو الجد والجدة. وفي كلا الأحوال نلتزم نفس القواعد.
نختم بعمل فنى جماعى : نقسم المجموعة قسمين و كل مجموعة تكتب او ترسم آداب الأستئذان و يتم تعليقها بالصف .
نتفق مع الأطفال علي الإلتزام بالآداب التي تدربنا عليها ومن الممكن عمل جدول متابعة في صورة دوائر كثيرة.ويقوم الأطفال بتلوين دائرة كلما استعملوا آداب الإستئذان التي تعلموها.
تنويه واجب:
لعبة أحسن ضيف وأحسن صاحب بيت، مأخوذة من كتاب التربية الجنسية أصول شرعية وقصص واقعية
لل د. عبد الله محمد عبد المعطي