تفاجأت كثير من الأسر بنوعية شريك الحياة التي إختارها الإبن أو البنت. وكيف يحدث كثيرا أن تأتي اختياراتهم معاكسة تماما لبيئة بيته الذي نشأ فيه. ويمكننا أن نفهم ذلك من خلال الصورة التالية:
الصورة توضح كيف أن المؤثرات الخارجية مثل:
- السمع: الأصوات من الكلمات والضحكات والبكاء ونبرات الصوت
- الصور: ملامح وجوه وتعبيرات ولغة جسد . الدموع والابتسامات…
- اللمس: من خشن وناعم مؤلم دافيء وبارد
- التذوق: سكر ومر وحامض مالح
- الشم: رائحة عطر او شواء أو طعام أو رائحة كريهة
ومنذ حداثة سن الطفل وهو يستقبل كل تلك المؤثرات ويحصل منها علي معاني بتحليل وأحيانا تحريف وتعميم وربط ويخرج من ذلك بإستنتاجات . إذا ما تكررت تلك الإستنتاجات تتحول من أفكار إلي معتقدات حول الناس والعلاقات والكون وكيف يمكنه ان يتعامل مع الكون بتفصيلاته تلك. ومن هنا تنتج شخصية الطفل وتنشأ رغباته وتفضيلاته. تحصل تلك العملية بمنتهي الهدوء والتتابع والتراكم حتي تصل إلي الثبات والإستقرار.
وبالتالي رؤية الشاب والشابة لشريك حياته المستقبلي تبدأ في التكون من بدء قدرته علي الإدراك للأصوات والصور ويمكننا أن نشد الإنتباه للمجالات الرئيسية التالية:
العلاقات الاسرية: ملاحظة أفعال الوالدين خارج المنزل وداخله. تقييم الابن لطريقة الأب والأم في تدينهم وطريقة حياتهم فإذا كانت تقييماتهم جيدة للنموذج الديني الذي يقدمه الوالدين جيدة فسيكون هذا جزءا من صورة زوجة أو زوج المستقبل. صورة الفصام بين الرقة مع الناس وطريقة الحديث عنهم في غيابهم أو طريقة تعاملهم مع أهل البيت. حكي الأب والأم عن بعض أو شكوي أي منهم لآخر. الخلافات الزوجية لو حدثت أمام الأبناء تكون ذات تأثير خطير ومدمر. الأطفال يعيشون كل تلك التفاصيل ، يستقبلونها يحللونها بإمكاناتهم المتاحة ويطورونها لتصل إلي رؤية للحياة.
المواد الاعلامية الصورة التي يتصورها الإبن أو البنت لشريك حياته بالمقارنة مع الممثلين والممثلات، يجعل ذلك خياراتهم صعبة إذ يحدث كثيرا ان يتمنوا شريك حياتهم بمعايير الممثلين والممثلات من الجمال والاناقة المستمرة. أيضا الأفلام والدراما عموما تضع قواعد ونماذج حطيرة لتلك الحياة المستقبلية. يقوم العقل الباطن بتخيل كل تلك الدراما وكأنه واقع وكأنه جزء منها . قد يؤدي هذا الي ضعف صعوبة قبول إنسان عادي أدني من مستويات النجوم وقديتطلعون إلي علاقات رومانسية تفرط بشكل غير واقعي لإنها بعيدة عن مسؤوليات الحياة اليومية.
التعليقات العفوية: تصدر بين الأب والأم أو من أحدهم في غياب الآخر وتعلق في ذهن الأولاد. أحد الشباب علق معه تعليق الأب عن ممثلة جميلة وقارن بينها وبين زوجته. لكن زوجته تقول: ان تلك الممثلة يقف خلفها جيش لتزيينها وليست مسؤولة عن بيت وأطفال . مثل ذلك الحوار، تري سيرجح في أي كفة عند ذلك الطفل عندما يصبح شابا.
الخلفية الدينية:وما تلقاه الطفل من تربية حول السيرة النبوية ونموذج علاقة الرجل والمرأة في الإسلام. وتري ماذا كانت الرسائل التي استقبلها وسطية معتدلة أم كانت متشددة ممزوجة بالثقافة أكثر منها تطابقا مع حقيقة الدين.
نصيحتنا لكل من الوالدين:
- راقب المدخلات التي تصل لأبنائك.
- فسر لهم المواقف.
- إحذر أن تتحدث عن شريك حياتك بشكل سلبي أمامهم.
- تعلم نظرة الإسلام الصحيحة والوسطية للعلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام وعلمها لهم مبكرا.
- إذا كانت في حياتك حالة إستثنائية فاحذر أنهم قد يعممونها. فمثلا كل الرجال ظالمون أو كل النساء يفضلن المال علي الحب أو…
- اسأل أولادك عن تصورهم حول شريكة الحياة المستقبلي ؟ ما هي صفات الزوج الصالح او الزوج غير الصالح. أدر نقاشا حول تلك الصفات ولماذا نختار أيها.
- تعمد اعطاء التعليقات الإيجابية عن الإنسان والإنسانة الصالحة وحول ذكر الصفات المختلفة لهم.
- أسقط تلك التحليلات علي بعض النماذج الإيجابية في الدائرة المحيطة بالاولاد حتي تتشكل لديه الصورة الذهنية للشخص المناسب للزواج.
ونتمني أن تلك الموضوعات التي أعددناها بهذا الشأن تكون مفيدة وميسرة عليكم:
تجدونها علي الروابط التالية في محور إعداد أبنائي للزواج
- ابنتي/ابني زوج المستقبل! ماذا أقول لهم؟!دور كل من الزوجين في بناء الأسرة. الحلقة 1 https://wp.me/p9ho0b-kn
- ابنتي/ابني زوج المستقبل! ماذا أقول لهم؟ العلاقة بين الرجل والمرأة فى الإسلام .الحلقة2 https://wp.me/p9ho0b-kr
- ابنتي/ابني زوج المستقبل! ماذا أقول لهم؟ فن صناعة الحب .الحلقة 3 https://wp.me/p9ho0b-jB