حماية الفطرة 9/ كيف أشرح لطلابي أو لأبنائي العلاقة الخاصة بين الزوج والزوجة؟

متي أقدم تلك الرسالة وأخبر أبنائي/ طلابي بها؟

ؤكد أنه في مرحلة الروضة والإبتدائي تكون الإجابات على أسئلة الأطفال فقط بقدر ما يكفي لإشباع السؤال، فلا نعطي معلومات أكثر من اللازم. إلا إذا حدث أن الطفل تعرض بالفعل لفيض من المعلومات دفعة واحدة عن طريق فيلم أو أحد الأصدقاء. ساعتها قد نضطر فعلا لحكي كل التفاصيل الواردة هنا في هذا المقال.

12

وننصح كلا الوالدين بمتابعة ما يشاهده أطفالهم والحوار الذي يتحسس بلطف نوعية الحديث بين الطلاب بالمدرسة. أن نعطي أسئلة لا يبدو منها اننا نراقب ولكننا نفتح المجال لنطمئنهم ونشعرهم بالأريحية لأن يقولوا لنا أي شيء جديد عليهم أو غريب سمعوا عنه من أقرانهم.

أن نؤكد لأبنائنا أننا مفتوحين على الحوار معهم دوما وأن أسئلتهم أيا ما كانت هي مقبولة لدينا تماما واننا سنقدم لها أجوبة صحيحة صريحة. نريد من ذلك أن نكون نحن المرجعية لأبنائنا وليس بحث الإنترنت وليس الأصدقاء الصغار.

أما في المرحلة الإعدادية بمعني فوق 12 سنة، تكون تلك الموضوعات بالفعل في مناهجهم البيولوجية وسيدرسونها حتما. ساعتها سيكون من الواجب إضافة تلك النظرة الإسلامية المطروحة في هذا المقال، لتلك المعلومات حول العلاقة الجنسية والتكاثر البيولوجي.

من يقدم هذه الرسالة للأبناء؟

الأم للبنات والأب للبنين ، إلا إذا كان هناك عائق لذلك من عدم تواجد أو عدم قدرة على تقديم ذلك النوع من الحديث. يمكن في ذلك الوقت تفويض شخص آخر مناسب من درجة القرب والوعي من الإبن أو الإبنة.
فيمكن للأم أن تحدث الابن أو الأب أن يحدث الابنة في حالة عجز الطرف الآخر أو غيابه مع توفر القدرة على هذا الدور.

يتطلب الأمر إرساء مجموعة من المفاهيم المتدرجة المتسلسلة كالتالي:

الله هو من خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه ويسعده (لأنه هو العليم الخبير). ووضع له المنظومة التي تحفظ بقاءه وتضمن سعادته.
من محبة الله للإنسان بعث له رسلا و كتبا ليشرح له تلك المنظومة في صورة الشرائع والأحكام الفقهية.

طاعة الله تؤدي إلى الحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في الآخرة.
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)سورة النحل

كل مجتمع يتكون من ثلاث فئات:

أطفال لا يملكون رعاية أنفسهم – بالغين- كبار سن بحاجة إلي رعاية

توقف قليلا عن القراءة واقترح نظاما إجتماعيا يحفظ كرامة ورفاهية وحماية الفئات الثلاث.بعد تلك المحاولة قارنها بالمنظومة التي وضعها الله تعالى. :

نظام الأسرة في الإسلام إعجاز في التشريع. فهو يحمي كل فئات المجتمع ويضمن لكل منهم الحنان والمودة والحماية والرعاية.

العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة محورية لحماية المجتمع بكامله فهم من يرعون الأطفال إلي أن يكبروا ويستقلوا ويرعوا الأجداد إلي أن تنتهي رحلة حياتهم، لذا إستوجبت رابطة غيرعادية من التوحد والترابط.

جعل الله العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة ذات طابع خاص.

طابع مختلف تماما عن أي علاقة أخرى من التقارب وإزالة الحواجز. فلا عورات بينهم، ولا ممنوعات. وضع الله في التقارب والتلامس الجسدي متعة ولذة كبيرة لا تضاهيها أي متعة أخرى.

ذلك الإحتياج وتلك اللذة والمتعة أضاف الله لها أيضا المشاعر الجميلة من الحب والمودة والرحمة فتحقق بها الرابط الأقوى بين الزوجين. 

  • هذا التصميم للعلاقة الخاصة من تقارب شديد أثناء عملية الجماع هو فطرة الله التي فطر الناس عليها والتي أحاطها الله بقدسية عالية وإحترام وخصوصية. فلا يجوز إزدرائها أو إستقذارها أو إقامتها خارج الإطار الذي وضعه الله لها.
    ولا يجوز إفشاء أسرارها خارج الطرفين ولا تتم الا بين زوجين بينهما عقد على سنة الله ورسوله.

لهذا خلق الله الجهازين التناسليين للزوج والزوجة بحيث يتقاربان ويتداخلان ويتوحدان في كيان واحد.(وهنا يمكن للوالدين أو المعلم أن يستعمل رسوما إيضاحية ونعطي أعضاء الجسم الأسماء الصحيحة لها)

ذلك الجهاز هو جزء مكرم من جسدي شديد الخصوصية لهذا أعتز به وأستره . لا أخجل منه بل أحفظه لدوره  المميز الخاص الذي خلقه الله له. وهو دور مقدس وجميل وراق.( نحن لا نريد لأبنائنا أن يشعروا بالإشمئزازمن أعضائهم التناسلية أو أن يهملوا نظافة هذه الأعضاء)

عندما تتم العلاقة الخاصة في إطار الزواج فهي تصميم الخالق العظيم الذي جعلها مقدسة وراقية ومغلفة بالمودة والرحمة ومتوجة بالمتعة الطاهرة واللذة النقية. تعطي للطرفين راحة وإستقرار نفسي وهي تدعم وتعوض الزوجين عن تضحيات وجهود كبيرة سيقدمونها بإستمرار لرعاية أطفالهم حتى يتمكنوا من الإعتماد على أنفسهم ولكبار السن الذين ضعفوا واصبحوا بحاجة لرعاية مستمرة. وذلك مصداق الآية

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

لا يجوز بأي حال من الأحوال إفشاء تلك العلاقة مما يحدث اليوم على الشاشات في الأفلام الإباحية.
لا يجوز بأي حال من الأحوال مشاهدة تلك الأفلام ولو بدافع العلم بالشيء. من يفعل ذلك فهو معرض لأذي نفسي شديد وخاصة الأطفال والمراهقين فهم لن يتمكن أن يستوعبوا ما يرونه وكثيرا ما تولد لديهم  ردود فعل سلبية على علاقاتهم الزوجية مستقبلا مما يحرمهم المتعه الطاهرة الحلال. وهذا ما لا نريده فعلا.

فمما توارد على ألسنة الأطفال من إنطباعات عند مشاهدة تلك العلاقة عن طريق الخطأ في بيوتهم أو عن طريق الافلام:عنف- قذارة – إمتهان – كرهت أبي- إحتقرت أمي…..

المجتمعات التي أخرجت العلاقة الخاصة من كونها حصريا في إطار الزواج لعلاقات عشوائية متعددة ، ربما حصلت متعة عاجلة لكنها خسرت الكثير:

خسرت ترابط الأسرة ونتج عن ذلك أن الأطفال الناتجون عن تلك العلاقات خارج إطار الزواج غالبا إما يعيشون مع أب فقط… فخسروا حنان ورعاية الأم الدائمة.

أو مع الأم فقط فخسروا حماية ورعاية الأب. واضطرت الأم للعمل الإنفاق على أطفالها فخصم ذلك من قدرتها على تقديم الحنان والحب لهم. وتعذبت هي لقيامها بدوري الأب والأم معا.

البعض يفضل ترك الأطفال للتبني أو دور الرعاية وتلك كارثة أخرى. حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يقدم مشرفي تلك الدور الحب الكافي لبناء شخصية سوية عطوفة وإيجابية تفيد المجتمع.

تكاثرت حوادث العنف ضد المجتمع بدءا من السرقات (الغير مرتبطة بالفقر) والإحتيال ووصولا إلى حوادث إطلاق النار العشوائي في الأماكن العامة.

التقصير في حق الأطفال والذي كان سببا في شعورهم بعدم الإنتماء لوالديهم فعندما كبر الوالدين في السن واحتاجوا للرعاية العالية والحب لم يجدوا الرصيد الكافي لذلك عند أبنائهم فاهملوهم. فخسر جيل كبار السن الرعاية والإهتمام ومن لم يكن لديه تأمين يكفيه لدار المسنين لم يجد من يرعاه. ناهيكم أن هذا السن لا يحتاج إلي خدمة ميكانيكية فقط ولكن لديهم إحتياج عاطفي كبير جدا لا يقل عن إحتياج الأطفال.

تفشت الأمراض التناسلية وظهرت فيروسات خطيرة مثل فيروس الإيدز وغيره لائحة طويلة من الأمراض التي تنشأ بسبب العلاقات الجنسية المتعددة خارج إطار شريعة الله ( الزواج) وفطرته التي فطر الناس عليها.

هناك دراسات أكاديمية كلها تثبت أن المتزوجين أسعد حالا وأطول عمرا وأبعد عن إحتمالات  الإصابة بالكآبة والأمراض النفسية الناشئة عن ضغوط الحياة.

ملحوظة: يمكن بالطبع تقسيم تلك الرسائل ولا ضرورة لتقديمها دفعة واحدة. إنما يمكن التأكيد علي اتلك المفاهيم بذلك الترتيب  علي فترات تبعا لوجهة نظر المربي والمربية.

تابعونا ولا تبخلوا علينا بتجاربكم في هذا المجال إثراءا وتعميما للنفع

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.