- هل تنفق ساعات طويلة تقدم دروسا لطلابك؟ بلا جدوى
- هل تبذل كل جهدك لتربية أبنائك؟ ولم تنجح حتى الآن؟
- هل تحزن على استجابة شباب الأمة لكل داع لبدعة جديدة حتى لو كانت منافية للفطرة الإنسانية السليمة؟
- هل تشعر بحجم الأزمة وتسأل نفسك لماذا؟
ملف صوتي يشرح ويلخص الموضوع
ببساطة سنقدم لكم هنا رؤيتنا للسبب والحل. نخاطب بالسلسلة التالية كل معلم ومشرف تربوي وأب وأم أو حتى أخ أكبر وربما صديق. وكي لا نظل نكرر فسنعبر عن كل تلك القطاعات بكلمة واحدة وهي المربي. حيث أنه في نظام التعليم الحديث المعلم مسؤول عن بناء شخصية طلابه تماما مثل المشرف التربوي وأيضا الوالدين. ونقصد بالمشرف التربوي مثل قائد الكشافة أو القائمين على الأنشطة الشبابية أو الأطفال في منظمات المجتمع المدني التي تعمل على بناء عقليات الشباب والأطفال ورفع مستوى ثقافتهم).
سنعمل في سلسلة من المقالات على تقديم الإجابة على السؤال الكبير: كيف تكون العملية التعليمية/ التربوية عملية فعالة؟
سنقدم لكم الحلول واحدا تلو الآخر. ولنبدأ هنا بأهم العناصر في العملية التربوية وهو المربي كما اتفقنا هو المعلم والمشرف التربوي والوالدين والأخ الأكبر والصديق.
من فضلك أجب على السؤال التالي قبل متابعة القراءة:
هل هناك فرق بين دور المربي والمدرب؟
ولنجيب علي هذا السؤال سنقارن بين دور المعلم والمدرب كما يقره أهل كلا الاختصاصين

مما سبق نصل إلى أن:
- المعلم والمشرف التربوي الحقيقي هو مدرب بالأساس . لا يقوم بالتلقين وإعطاء الأوامر والمعلومات المباشرة ويتوقف عند ذلك.
- المعلم والمشرف التربوي الذي لا يمتلك قدرات المدرب هو يفعل أي شيء غير التعليم والتربية
- المنظومة التعليمية (التربوية) التي لا تصنع شخصية الطلاب (أي تكسبهم القيم والمهارات الإنسانية) هي منظومة قاصرة ترتكب جريمة في حق المنتظمين بها.
- عليك عزيزي المربي أن تكشف وتعالج وتغير القناعات السلبية التي قد تحول بين ما تقدمه من قناعات سليمة وبين الوصول لمرحلة التطبيق والتبني من قبل طلابك. وأن تُنشئ مكانها قناعات صحيحة ثم تدربه على السلوك النابع عنها بالتدريج واستمرارية.
التدريب له أهميه قصوى في حياه البشر
وفي حياه من يمثل لهم الوقت والتحديات ونقص الموارد وسمو الغايات أهميه كبيرة
نرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكيف غير مفاهيم وقناعات؟
وحقق أعظم صور الاتصال مع كافه أنماط البشر؟
كيف حقق مناخا رائعا للابتكار والإتقان فكان أصحابه ساده الدنيا لأنه دربهم وأكسبهم مهارات
لم يلقنهم ولكنه دربهم
إن المدرب، أي المعلم، أي المشرف التربوي يمثل حجر الزاوية في العملية التربوية وفي تحويل المعارف إلى مهارات بعد أن يصحح المفاهيم ويبني القناعات
درب : أي مرن
والمدرب من الناس : أي المنجز والمجرب
ومن الملاحظ أن نظم التعليم والتربية القديمة كانت
- تهتم فقط بجودة حفظ المعلومات المجردة مثل أركان الوضوء ووواجبات الصلاة وغيرها. ولم تهتم بالمعنى الصحيح للمعرفة مثل أن الصلاة هي اتصال بالله صاحب هذه الروح وراعيها وخالقها، ليطهر نفسا ويزكي روحا ويغفر ذنبا ويعافي بدنا.
- وإن لم تركز على إبراز المعنى الصحيح للمعرفة ( المفاهيم) فهي بالتالي لم تستعمل الأدوات والمداخل السليمة لتحويل هذه المفاهيم لقناعات. وفي طريقها لهذا لم تستكشف قناعات سلبية تمنع استقرار المفاهيم السليمة في القلب والعقل تمهيدا لينبني عليها السلوك فيما بعد.
- ثم نأتي إلى إشكالية أخرى هي عدم متابعة التطبيق والتدريب عليه فنشأت لدينا أمة لا تعلم وإذا علمت لا تفهم وإذا فهمت لا تنفذ.
- ولسنا بحاجة لإبراز الأثر السلبي الرهيب لعدم استعمال وسائل القياس لتحديد المردود التربوي وتحديد الزمن
- والعمل على كافة المجالات بتوازن
الخلاصة:
معني التدريب أو التعليم أو الإرشاد التربوي الفعال هو:
تزويد المتدرب ( الطالب) بالمعارف والقناعات والمهارات اللازمة لكي يكون قادرا على أداء مهام محددة بشكل أفضل
مبادئ أساسية للتدريب (للتربية والتعليم): تحديد الاحتياجات الحقيقية للطلاب : مبنية على أربعة أسس:
- أولا سمات المرحلة السنية : فلا نصطدم بها بل نتلقاها بمعرفة فلا نصطدم بها ثم نوجهها للأفضل.
مثال 1: من سمات المرحلة السنية للمراهقين التركيز على الذات.
فعلينا أن نتقبلها ثم نوجه المراهق لإدراك مشاعر وإحتياجات المحيطين به من أهل وأصدقاء بل والإنسانية كلها ولكن بالتدريج وبرفق.
- ثانيا قدرات الطلاب : فمن واجب المعلم المربي أن يحفز وينمي قدرات طلابه على أقصي مستوى يمكنهم الوصول إليه بتقديم تحديات محسوبة. فلا هو يبقى في منطقة الراحة والخمول ولا يعطيه تحديا محبطا يشعره بالعجر. وإنما تحديات محسوبة تضمن استمرارية النمو. لأن تلك القدرات لو لم يتم تفعيلها فستضمر ويصعب جدا إستعادتها.
القدرات العقلية والنفسية تتبع قاعدة استعملها او افقدها. وهذا ما يؤكده العلم الحديث من أن القدرات العقلية والنفسية تتبع نفس المنظومة من القواعد التي تتبعها العضلات. فكلما دربتها ودرجت لها في الأحمال، كلما نمت وتعاظمت كفائتها
مثال 2: يقر علماء نفس النمو أن الأطفال خاصة في مرحلة الطفولة المتأخرة قادرون على تنمية مهارة إتخاذ القرار. فلو حرمنا الأطفال بهذا السن من تنمية تلك المهارة سيدخلون مرحلة المراهقة المليئة باتخاذ قرارات شديدة الأهمية بتوتر شديد والكثير من القرارات الخاطئة التي قد تؤثر على حياتهم بشكل دائم. مثل قرار: التخصص العملي – إختيارالأصدقاء – الدين – الانتماء لشلة معينة أو جماعة
- ثالثا الرؤية المستقبلية للطلاب والتي ستتطلب خصائص قد تختلف من طالب لآخر ومن مرحلة سنية إلى أخرى. لهذا وجب أن تكون هناك معايير تربوية لكل فئة من الطلاب خاصة بالعلم الذي يدرسونه أو الاختصاص الذي سيتخصصون فيه.
- رابعا التحديات التي تواجه هؤلاء الطلاب والتي ستختلف باختلاف البلد أو العصر: والتي علينا أن نكسب طلابنا الخصائص اللازمة لينجحوا في مواجهتها.
بعد تحديد الأهداف بناء علي الأسس الأربعة السابقة يجب أن يتم :
- التركيز نحو الأهداف التدريبية
- تحقيق التعزيز والدوافع لدى المتدرب( الطلاب)
- القياس الدائم للأهداف قبل وبعد وأثناء التدريب (التدريس)
- التعامل الجيد بين الفروق الفردية بين المتدربين(الطلاب)
- التدريبات العملية للمتدرب (للطالب) أثناء الدورة
- المناخ الجيد للعملية التدريبية (التربوية، الدرسية) بمعنى مراعاة الزمن المناسب للإكساب
- الإختيار الجيد والمتنوع للأساليب التدريبية (التعليمية)
- المرونة والابتكار والتطوير
تطبيق:
عزيزي المربي، إن كنت تفتقد مهارات المدرب فالتحق بدورات تدريبية لتستكمل تلك الضرورة
في الحلقات التالية سنقدم لكم المحتوى التدريبي لكيفية القيام بتلك المهمات التي ذكرناها بالأعلى ، نرجوا أن يكون في هذا عونا لكم.
تابعونا على الموقع بتسجيل الإيميل حتى تصلكم بقية السلسلة حول علاج الثغرات التي تتسبب في عدم نجاح العملية التعليمية أوالتربوية
إذا اتفقتم أو اختلفتم مع أي مما جاء بالمقال فنرجوا منكم كتابة رأيكم بخانة التعليقات، يسعدنا التواصل معكم والرد على أسألتكم.
….
إعجابإعجاب