العولمة، الإنترنت، طوفان من المعلومات وتغييرات جذرية في علاقة أبنائنا بالناس والزمن والأشياء والمكان. يتشكل واقعهم ومفاهيمهم بشكل مختلف تماما عما تعوده جيل المربين الآن.
أصيب أبنائنا بالحيرة وتداخلت معتقداتهم وقيمهم بقيم ومعتقدات الغرب الأكثر تقدما ماديا وقوة سياسية. أصبح أبناؤنا يدافعون عن المثلية والإجهاض كحرية شخصية. يستجوبون فكرة العبادة والشريعة ويرفضون العبودية لله، علاقاتهم الإنسانية ضعيفة ويسيرون نحو الفردية.
لم يرتبك الأبناء فحسب بل ارتبك المربون أيضا. فمنهم من يستعمل الأساليب القديمة وبعضهم يحاول أن يفهم والبعض يحتار فيتجنب التعامل.
في سلسلة من الخطوات سنحاول أن نلخص كل ما وصل إليه العلم الحديث لنفهم هذا الجيل أولا وطبيعة التحديات التي يلقاها وما يعرض عليه من أفكار وأن نتعامل معها بأحسن طريقة حتي نصل بهم إلي بر الأمان. من هنا جاءت تلك المبادرة من موقع إتقان للمعلم والمربي بهذه السلسلة من المقالات التي ستتخذ طابعا فكريا أحيانا وطابعا عمليا أحيانا أخري لتساعد المربين في مهمتهم الجليلة غير المسبوقة. كانت المقال الأولي بعنوان أين الخطأ. ومن الضروري قراءة التعليقات علي هذا المقال التفاعلي لتتابعوا معنا
تابعونا في هذا المقال سنقدم لحضراتكم 3 أفكار أساسية:
الفكرة الأولي
في التربية نحن نستهدف العقل الباطن. الذي يتبرمج علي مدي السنين بتراكم المعلومات والخبرات التي تدخل لهذا العقل. كل ما يحدث مع الإنسان منذ طفولته والبعض يقول منذ كان في بطن أمه، من نبرات الصوت وملامح وجه ومشاعر ارتبطت برائحة معينة أو مكان معين أو شخص معين.
قد يفسر هذا كراهية الإبن للصلاة مثلا، لإنها ارتبطت دوما بتوجيه غاضب وتأنيب.
قد يكره فكرة وجود خالق، لإنها ارتبطت دوما بالعذاب والغضب والمراقبة المخيفة.
قد يكره المدرسة، لإنها ارتبطت بالإجهاد والمعلم القاسي أو الصبية المتنمرين.
قد يكره الزواج، لإنه ارتبط بصراخ وتوتر وجو عائلي مليء بالألم.
قد يعتقد عن نفسه أنه عاجز، لإنه تلقي من والدين رسائل متكررة بالتأنيب أو المقارنة ظنا منهم أنهم يحفزونه.
قد يكره تحمل المسؤولية، لأنها ارتبطت بالعذاب والألم عندما تحدثت الام عن ما تحملته من أجلهم. أو الأب عندما يقول أن يشرب المر ليحقق النفقات المطلوبة. وهكذا
تكرار تقديم الرسالة بأشكال مختلفة يغرس الفكرة.
عندما ترغب في غرس فكرة أو قيمة، راقب نبرة صوتك – ملامح وجهك – الجو العام- الحالة الشعورية المصاحبة
الفكرة الثانية
أنت لست المربي الوحيد لأبنائك أو طلابك. يشاركك في ذلك الإنترنت بكل تنويعاتها- الأصدقاء – المعلمون- زملاء المدرسة- المجتمع-الأفلام والميديا والإعلانات عموما..
يجعل هذا دورك خطيرا، لتكون معينا لأبنائك لتنقيح كل ما يدخل إليهم من مؤثرات. أن تدلهم علي الزاوية الصحيحة التي يجب أن ينظروا منها ويقيسون ما يعرض عليهم من خلالها. أن يكون لديهم ميزان صحيح يزنون به المواقف والبشر والعلاقات.
الفكرة الثالثة
لن يمكنك أن تقوم بدورك التربوي ما لم تكن أبا صديق أو أما صديقة أو عموما مربيا صديقا.
الخلاصة اليوم
- أعد ضبط علاقتك بأبنائك
- راقب نبرات صوتك وطريقتك في التوجيه
- كن واعيا لما يدور في محيط أبنائك وما يعرض عليهم من أفكار
- الحب غير المشروط معناه أنا احبك مهما كنت لكن مشكلتي مع سلوك معين أرغب في تغييره لأنه سيضرك وأنا أحب لك السعادة
نتمني أن تشاركونا خبراتكم ورأيكم ونصائحكم في خانة التعليقات
وأن تقوموا بمتابعة الموقع عن طريق الإيميل لتصلكم منشوراتنا فور نشرها . كما يمكنكم أن تشاركونا معكم في إستشاراتكم أو استفساراتكم أو تطلبوا منا موادا جاهزة تعينكم في الأهداف التي تعملون عليها.
ملحوظة أخيرة/ لدى موقع إتقان خطة كبيرة وطموحة لتقديم الخدمات للوالدين والمعلمين والمشرفيين التربويين. وتمنينا دوما أن نبذل كل برامجنا مجانية حتى لا نضع عقبات امام وصولها لكل من يحتاجها. ونفتح لكم الباب لدعم منصة إتقان للإستمرار والتوسع والتقدم نحو المزيد من الإحترافية. يمكنكم دعمنا من خلال الضغط علي العنوان التالي وتقديم الدعم من خلال موقع باتريون. الدعم يمكنه لمرة واحدة ويمكنه أن يكون شهريا وليس بالضرورة مبلغا ضخما ولكن يمكنه أن يبدأ من 5 دولار فقط.