يختلف أسلوب الحديث عن الله حسب مراحل العمر. ففي مرحلة الطفولة -غالبا- يصدق الأطفال الوالدين والمعلم فيما يقولونه دون كثير من النقد للأفكار التي تقدم إليهم. فما زال الوالدين والمعلم هم مصدر الثقة والأمان والمعلومات.
- لهذا يكون حديثنا إليهم بسيطا: نلفت أنظارهم للموجودات وروعة الخلق والتنوع في النباتات والحيوانات والطيور ثم نؤكد أن الله هو من خلق كل هذه الموجودات من نجوم وكواكب ونباتات وحيوانات . فوق الأرض وفي البحار والمحيطات وغيرها.
نستعمل لهذا الغرض التنزه والرحلات والفيديوهات التعريفية والأفلام التوثيقية وكل ما يمكن من خلاله أن نعرف أطفالنا علي صفات الله من تأمل خلقه:
- فالنظر إلي الفضاء يعبر عن إسم الله الواسع
- وجناح الفراشة يعبر عن اسم الله البديع
- والتأمل في الليل والنهار وحركة النجوم والكواكب يعبر عن اسم الله العليم والخبير والقوي والقدير. وهكذا.
- نؤكد علي تناسب خلق كل كائن لبيئته ونوع غذائه وحمايته لنفسه.
قد يثور عند بعض الأطفال أسئلة مثل:
لماذا لا نري الله؟
كيف يرانا الله جميعا ونحن كثيرون جدا؟
سؤال من خلق الله؟
ستجدون إجابات هذه الأسئلة علي رابط درس بعنوان: من أبدع هذا الكون؟ الله الخالق
أما بالنسبة للأطفال في نهاية مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ وهو سن التكليف يبدأ الأبناء بنقد ما نقوله لهم من معلومات عن الله وتثور الأسئلة : ماذا لو كانت تلك العقيدة غير سليمة؟ ماذا لو كان أهل العقائد الأخري علي حق؟
وهذه شيء طبيعي جدا، بل وصحي أيضا فاحذر أن تعترض علي السؤال أو تستنكره فهذا تماما هو ما حدث مع سيدنا إبراهيم عندما تفكر أول مرة : من هو ربي؟. ستحتاج شيئا من علم لتحسن الإجابة. إن لم تتمكن من ذلك يمكنك تفويض هذه المهمة لمعلم أو شيخ ذو قدرة وحداثة في العرض. سأكتب لحضراتكم الآن التسلسل المنطقي لتثبيت القناعة بالإيمان بالله الخالق في نقاط أساسية بعد استقراء الكثير من مما كتبه العلماء وخاصة المختصون برد شبهات الإلحاد:
بالطبع كل نقطة من هذه النقاط لها شرح كثير وله دلائل وشروحات. واجتهد في إثباتها الكثير من العلماء والمتخصصين. فقط أحببت أن ألخص الأفكار حتي تكون واضحة مركزة. وسأضع لكم رابط في الأسفل به مزيد من الشرح والتفصيل
أولا: لفت النظر إلي إستحالة أن يكون هذا الكون الدقيق الصنع خلق بالصدفة أو خلقته طبيعة عمياء بلا علم وقدرة وخبرة. فلو اختل معيار واحد من معايير هذا الكون، لكان كفيلا بفناء الكون وما فيه .
فإذا أيقنت أن هناك خالق، فكيف أستدل عليه؟
ثانيا: كيف أستدل علي وجود خالق للكون؟
- الحواس الخمس غير مؤهلة للحكم في تلك القضية. فبفحص الحواس الخمس.، نثبت أنها محدودة وأنها غير قادرة علي إدراك الكثير جدا من الموجودات التي ثبت بالقطع وجودها .
- هناك الكثير من الموجودات التي نؤمن بها ولا نراها مثل الجاذبية الأرضية والكهرباء والقوي المغناطيسية. نحن آمنا بوجودها لأننا رأينا آثارها الأكيدة. وبالتالي الطريق للإيمان بالله هو رؤية أثر خلقه في الكون.
- بالتأمل في الكون من وحدة النظام وثبات القوانين نصل إلي أن الخالق واحد.
- وبتأمل صنعته نستشف صفاته وأسمائه.
- وللإجابة علي السؤال الشهير من خلق الله:
في دنيانا لكل شيء سبب ولكل موجود من أوجده. هذا القانون هو قانون السببية، الله تعالي هو من وضعه للكون فهو موجود قبل هذا القانون ولا يخضع له.
لا يستطيع عقلي المحدود أن يدرك ذات الله اللامحدودة. لهذا لا معني لسؤال من خلق الله؟ لأنه سؤال خاطيء يحاول أن يجعل الله محكوما بقوانين هو من وضعها وهو موجود من قبلها.
عقلي أنا محكوم بحدود الزمان والمكان التي خلقها الله إطارا للكون. لهذا لا يملك عقلي إدراك ذات الله التي خلقت هذه القوانين. لهذا علمنا رسول الله أن نتفكر في خلق الله ولا نتفكر في ذاته. لأن التفكير في ذات الله مستحيل علي العقل البشري فيقينا سيتوه ويشت.
وأن لو كل مؤثر إحتاج لمن يثيره ليقوم بفعله فلابد أن نصل في النهاية لمؤثر قادر علي البدء وحده وإلا لما قامت الحياة ولا بدء الخلق. لابد من مؤثر مستقل بغير حاجة لمن يبدؤه حتي تبدأ عملية الخلق. في غيب هذا الخالق الذي لا يحتاج لمن يوجده لما قامت الحياة من الأساس.
هذا الموضوع مشروح بتفصيل أكبر في درس بعنوان :أعرف أن الله موجود. يمكنكم الدخول عليه بالنقر علي العنوان، لمزيد من التفصيل
التكليف:
- للصغارعلينا أن نحكي لهم عن الله الخالق البديع كما ذكرنا بالأعلي.
- للمراهقين: لا تثير السؤال. فقط نتحسس بلطف حال استقرار أيمان أبنائنا بالله وإن كان لديهم قلق أو سؤال حتي نعمل معهم علي الإجابة عليه.
في المرة القادمة سنستكمل كيف أن تثبيت الإيمان بالأنبياء والأديان السماوية توضح لنا بقية الصورة. فهو الشق الثاني من الشهادة. فنحن نقول : لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
أرجوا أن تضعوا لنا أي سؤال أو استفسار أو إضافة في خانة التعليقات
إتقان للمعلم والمربي 