وردتنا الإستشارة التالية
إبني في صف الأول الثانوي. منذ فترة يشعر بالملل من الصلاة ولا يريد ان يصلي.. يستثقلها جدا . هل هناك كتاب رقائق حول الصلاة تحديدا يمكن أن يقرأه ويساعده علي الصلاة ويحببه فيها.
شخصية إبني في العموم أنه يسعي نحو التسلية بما لا يفيد. كرتون وفيديو جيم حرب وضرب. ممكن طبعا الشخصيات تكون لابسة بشكل غير مناسب لكنه لا يشاهد مقاطع إباحية. حسب علمي علي الأقل.
التسلية الأساسية له مع أصدقاؤه هي لعب كرة القدم. أويلعب على موبايله في البيت بما يشغل كل الفارغ من وقته تقريبا
عادة الأفكار التي يعارضني فيها نتناقش.. ليس شرطا أن نصل لنتيجة في النقاش لانه ممكن يصر على رأي خطأ.. خلال النقاش قد يرتفع صوتنا (أنا وهو) لكن بدون تطاول (مقصود على الاقل).. عادة رد فعله بيكون الملل.. ويتأفف
مع والده في أي نقاش، يقول حاضر ويهز رأسه ويقره عليه ولو كان رافضها تماما ويرفض اي نقاش مع والده ( ويقول لي: هأطلع انا الغلطان في الاخر زي كل مرة) . بأحسه زهق من كونه الصح دايما وعايز شويه يبلطج ويبقى الغلط.. وزهق من تكاليف كونه الصح (سخرية أصحابه ونفورهم منه وحرمانه من حاجات بيعملوها تبدو مسلية لكنها خطأ
الإجابة:
سيدتي لا تقلقي فما تحكينه عن إبنك يشرح كونه نموذج للمراهق الطبيعي . ففي مرحلة المراهقة :
- يتسم المراهقين بالملل من كل التكاليف وخصوصا المنتظمة والثابتة
- يشعر المراهق بحاجته لأن يقول لا لأنه يريد ان يبني هوية خاصة ولا يريد أن يكون نسخة مكررة لما حوله. فلو البيت متدين ممكن يضطر يقول لا للصح.
- لدي المراهق بقايا طفولة تجعله يحب اللعب ولكن لديه تطلع إلي الإستقلال بالرأي
- من المفهوم أنه يناقش ويعارض الأم لأنه يشعر بالأمان وبقدرته علي إبراز قوته أمامها خاصة لو هي من النوع الحنون. ومن الواضح أن الوالد هنا شديد السطوة والهيبة لهذا لا يستطيع أو لا يرغب في النقاش معه توقعا للهزيمة في النقاش. خاصة لو البيت بيت صالح وستكون حجة الإبن الراغب هنا في التمرد ضعيفة.
والآن نأتي لماذا يجب أن أفعل:
أولا نحتاج للوعي بكيفية غرس قيمة الصلاة عند أبنائنا ثم ستفكرين حضرتك إذا ما كان هناك ضعف في أحد تلك المكونات ، كيف يمكنك إستكماله في ضوء ظروفكم .
غرس قيمة الصلاة يتطلب: غرس قيمتين تأسيسيتين هما:
- غرس محبة الله في القلب، من خلال تدريب الأبناء علي مشاهدة نعم الله ومدارسة أسماء الله الحسني
- بناء القناعة بأن الشرائع كلها دليلعلي محبة الله لنا، لانه يأمر بما ينفعنا ويحرم علينا ما يضرنا
أما بشكل مباشر حول الصلاة نفسها فنحتاج:
- أولا: تعميق الجانب المعرفي حول الصلاة. أي نعلمه الآيات والمعلومات الخاصة بالصلاة بحيث أني لو سألته عن موقع الصلاة بالدين ماهي أهميته؟ وكيفية تأديته؟ يمكنه أن يجيب
- ثانيا: بناء القناعة بالصلاة. وهي قناعة بالأهمية مثلا البحث عن فوائد الصلاة وقناعة بالإمكانية
- ثالثا: بناء عاطفة محبة للصلاة لانها تفيدني ولأن الجو العام الذي تعلمتها فيه كان محاطا بالحب والمودة.
- رابعا: مرحلة القدرةعلي الدفاع عن قيمة الصلاة. فماذا تقول لأحد لا يصلي وتريد أن تنصحه بالصلاة.
ثم هناك عدة مفاهيم ضروري أن نعلمهم إياها:
- القضية ليست أن أستشعر الروحانية أثناء أداء الصلاة، القضية أن الصلاة ركن من أركان الإسلام فأنا لابد أن ألتزم بها حتي لو لم أشعربها
- أصدقائي يستمتعون. لا نمانع أبدا في المتعة الحلال لكن يجب أن أفهم أن ديني يعلمني الصبر عن اللذة العاجلة والتطلع للذة الدائمة وخاصة أنه لا يحرم إلا كل خبيث وضار.
المطلوب ختاما وملخصا:
- مراجعة المفاهيم التأسيسية حول محبة الخالق والقناعة بالشرائع عموما و الصلاة خصوصا والتفكير إذا ما كان هناك ضعف أو نقص في أي منها لإستكماله.
- بالتأكيد يكره المراهقون أسلوب المحاضرات خاصة من الوالدين فيكون الأمل ساعتها في معلم المدرسة أو مشرف تربوي بنشاط شبابي أو حتي معلم خاص متطوع او مدفوه الأجر أو عم او صديق كبير للأسرة
- الأم يمكنها أن تقرأ في المفاهيم السابقة وتعطيه جرعات صغيرة في إطار حوار عام بلا تطويل (كان رسول الله يتخولنا بالموعظة مخافة السأم) ممكن ترسل له فيديوهات موجهة تناسبه أو ترسل صورة وتحكي له إنطباعها عنها وهكذا.
- لا تعانديه أو تضغطي عليه ليؤدي ما هو ليس فريضة ولا تمنعي عنه المباحات لكن بالتأكيد المحرمات خط أحمر
- نحفزه علي أداء الحد الأدني من الفرائض وندعوا له بأن يصل إلي الحد الأعلي بقراره الشخصي في الوقت الذي يناسبه.
- لو جو البيت يفتقد الروحانية فطبعا ده هيكون مؤثر . ممكن العمل علي بث الهدوء والتعبير عن الحب غير المشروط وتأكيد الثقة في الإبن وإنه صاحب قرار.
مع الشكر الجزيل للمعالجة النفسية أ. كوثر موسي والتي قامت بالرد علي هذه الإستشارة
موضوعات أعددناها يمكن أن تساعد حضرتك في معالجة هذا الأمر:
محور تثبيت الإيمان بالله في القلوب:
محور بالقناعة والإمتنان للتشريع والعبادة
- لماذا عبادة؟
- هل العبادة قيد/هل الشريعةإذلال؟
- لماذا عبادة؟ لماذا أتوضأ ؟
- لماذا عبادة؟ لماذا أصلي؟
فقه الصلاة
- فقه الصلاة(1) للمرحلة السنية من 12-18 سنة
- فقه الصلاة(2) للمرحلة السنية من 12-18 سنة
- فقه الصلاة(3) للمرحلة السنية من 12-18 سنة
نتمني أن تسجلوا متابعين عن طريق الإيميل ليصلكم كل جديد ننشره
وأن تكتبوا إضافاتكم أو أسألتكم في خانة التعليقات.
يمكنه قراءة كتاب فاتتني صلاة متوفر بصيغة pdf
إعجابإعجاب