في هذا العالم يظن الكثير من الناس أنهم يبحثون عن السعادة، في حين أنهم يبحثون عن اللذة. هل هناك فرق بين اللذة والسعادة؟ هل هناك خلط قد يودي بنا إلي نتائج لحياتنا غير تلك التي نرجوها. ذلك ما قدمناه لحضراتكم في صورة أفكار مرتبة بأسلوب للعرض علي الطلاب. نرجو ان تجدوه مناسبا ومفيدا.
ليبدأ النقاش بعرض صورة هذا المسجد وحكايته
وتعود قصة بناء هذا المسجد إلى رجل يعيش في منطقة “فاتح” يُدعى خير الدين أفندي، وكان عندما يمشي في السوق يردد عبارة “صانكي يدم” أي بمعنى “كأنني أكلت” بالعربية، ثم يحفظ ثمن ذلك الطعام في صندوق له ويدّخره.
وبعد مرورعدة سنوات ازدادت النقود في صندوقه شيئاً فشيئاً، حتى استطاع بهذا المبلغ الذي وفره بناء مسجد صغير في محلته أطلق عليه اسم “جامع صانكي يدم” أي “كأني أكلت”.
https://goo.gl/m53F4D موقع المسجد
ولنوجه السؤال للطلاب ، ما رأيكم في هذه القصة؟
كان هذا الرجل يشعر بالرغبة في طعام معين ، فيقول لنفسه أن بعد الإنتهاء من الطعام سيزول الشعور بلذته. فكأنني أكلت وانقضت. السؤال هو: هل حقق هذا الرجل شيئا أكبر من لذة بالفعل اشتهتها نفسه؟
نستمع للإجابات.
نعرض علي الطلاب صور متعددة : مأكولات شهية – ملابس راقية- سيارات فارهة – زوجان يوم العرس
- ماذا يحدث بعد حصولنا علي تلك الأشياء؟ تنتهي ونشتاق للمزيد أو نعتادها ونحتاج التغيير.
- من لديه تجربة شخصية عن شيئ حلم به كثيرا وربما اجتهد من أجله كثيرا؟ ونطلب منه أن يحكي تجربته عند لحظة الوصول إلي هذا الشيء.
- ماذا حدث بعدها أو في اليوم التالي؟
معلومات وأقوال للسابقين للنقاش حولها:
نعطي تلك المعلومات للطلاب ونطلب منهم ارتجال مشاهد تمثيلية حول ما جاء بها
- اللذة طابعها حسي تحتاج إلى مادة، تحتاج إلى طعام تأكله، تحتاج إلى منظر جميل تمتع عينيك به، تحتاج إلى مأوى واسع دافئ، تحتاج إلى مركبة تركبها، تحتاج إلى زوج أو زوجة، تحتاج إلى مال تنفقه، فاللذائذ طبيعتها حسية، لا تأتي من الداخل، بل تأتي من الخارج.
- وتلك الرغبة حتي لوشبعت لدرجة التخمة فإنها تعود بعد زمن وكأنها لم تحصل علي شيء. بل بعض الأنواع من اللذة تستثير المخ طلبا للمزيد منها ومع كثرة الإستجابة لها تصل إلي درجة الإدمان وكثرة الطلب عليها إلي الحد الذي يعيق الشخص عن التقدم في حياته لإنه استهلك كل طاقته في تحصيل تلك اللذة. ومشهور ذلك في الطعام فيسمن من كان يتمني الرشاقة وفي اللذه الجنسية والعادة السرية والأفلام الاباحية وألعاب الفيديو جيم
- في الدنيا اللذة إمدادُها منقطع لحكمة بالغة أرادها الله ، بل إمداد متناقص، أحيانا اللذة تزول بذاتها كفقر بعد غني او مرض يمنع من طعام مفضل.
- أحيانا تملها وتفقد معناها ويتحول عنها قلبك. ، لذلك كثير من الذين نجحوا في الحصول علي شيء معين تعلقوا به جدا، بعد أن نجحوا في الحصول عليه، شعروا بالفراغ، لأن في النفس فراغاً لا يملؤه المال، ولا المنصب، ولا مباهج الحياة.
- النعم في الدنيا إما تفارقك بعد فترة أو تفوتها أنت بالوفاة والإنتقال لحياة الآخرة. فالدنيا تغر، ومعنى تغر أنها قد تبدو لك بحجم أكبر من حجمها بكثير.
- أما إذا كانت اللذائذ في الحرام فبعد المتعة كآبة، وشعور بالذنب، واختلال توازن، واحتقار للذات.
لا بد من توضيح هذه الحقيقة، أنت أيها الإنسان، أنت مهيأ لمعرفة الله، فطبيعة نفسك لا نهائية، الخطر الكبير أن تختار هدفاً محدوداً، قبل أن تصل إليه أنت تحلم به، فإذا وصلت إليه وأحطتَ به، بعد ذلك بقليل شعرت بفراغ لا يوصف، لأنك اخترت المحدود، وأنت مهيأ للامحدود، اخترت شيئاً يموت، وأنت مهيأ للإله عظيم حي باق على الدوام.
- تحليل للقصة التالية: شاب يعمل في محل تجاري، وهو ذو دعابة، فكان يكنس المحل، ويضع المخلّفات في علبة فخمة، ويغلف هذه العلبة بورق هدايا غالٍ، ويضع شريطا أحمر، وكأن هذه العلبة فيها قطعة ألماس غالية جداً، يضعها على طرف المحل التجاري، يمر إنسان فيظنها ألماسا، يأخذها، ويمضي سريعاً، فيتبعه صاحب المحل، بعد مئتي متر يفك الشريط أولاً، وبعد مئتي متر أخر يفك الورق، وفي مئتي متر الثالثة يفتح العلبة، فإذا فيها قمامة المحل، فيلعن، ويسب، وما إلى ذلك، إنها خيبة أمل.
المطلوب تطبيق القصة التي تعد مزحة علي الحياة الواقعية ومن لديه قصة من الحياة عاشها أو رآها وتشبه شيئا من ذلك.
- (الدنيا تغر، وتضر، وتمر) نطلب من الطلاب تعليق علي تلك الجملة بالقبول أو الرفض
إذا أصبحت اللذة هي الهدف مجردا عن الضوابط والقناعة بالمتاح، ستكون مصدرا للألم وليس للسعادة. السعادة الحقيقية متنامية لا متناقصة. السعادة الحقيقية تعقبها راحة نفسية، وتوازن، واستقرار، وثقة، وتفاؤل، ويقين، ونفس متألقة
- أتحدث هنا عن سعادة تنبع من إيمان عميق بالله ومعرفة بحقيقة وجود الإنسان في الأرض كسيد لها ومستأمن علي جعلها مكانا أفضل للعيش. حاكم للأرض ومكلف بنشر الرحمة والعدل وإحترام حقوق الإنسان.
- ولأنه سيد للأرض فمن علامات السيادة أن تكون حرا في قراراتك. لكن حرية من دون محاسبة ستؤدي إلي الفوضي وأن البعض ممن سيختارون البعد عن منهاج الله وسيظلمون الصالحين أو الضعفاء فلابد من التلويح بعواقب لذلك الظلم مما سيوقف الكثير منهم. وذلك سيحميهم من أنفسهم وأيضا سيحمي الضعفاء.
- نتحدث عن سعادة نابعة من إيماني بنفسي وأني أرقي وأعظم خلق الله في الأرض.
- من معرفتي بطبيعة الحياة الدنيا وأن كونها اختبار فلابد من مشقات ونواقص وعقبات تظهر روعة معدني.
- سعادة تنبع من الرضا بالقدر وبما رزقني به الله.
- سعادة نابعة من حديث رسول الله 😦 عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
- سعادة نابعة من رؤية واضحة لدوري في الحياة واستفراغ وسعي ثم تفويض أمري لله بلا خوف علي النتائج، لأن الله تعبدنا بالسعي ولم يتعبدنا بالنتائج.
- نعم يمكنك أن تكون راضيا وشاكرا وصابرا ومستشرفا للعدالة المطلقة يوم تلقي الله وقد أديت الامانة وبلغت ما كلفت به من رسالة.
أنها سعادة قد يعتريها في بعض الأحيان وجع وفي بعض الأيام حزن ولكنك ستبرأ سريعا وترجوا من الله المكافأة في كل حال. إنها سكينة في الدنيا ووضوح للرؤية ، ثم سعادة تتم وتكمل في حياة أبدية تدوم فيها النعمة ويخلد فيها الإنسان فلا يفارق النعمة ولا هي تفارقه.