التفويض في التربية وفن التعامل مع جيلZ

ملف صوتي يشرح هذا الملف

كلمة جيل يصف بها المختصون من عاشوا في فترة زمنية محددة و تأثروا بنفس العوامل التي أدت إلي مجموعة من السمات المشتركة وهذا الجيل بدأ عام 1996 ومن المعروف أن المؤثر الكبير علي هذا الجيل هو الإنترنت. ويسميه المختصون بجيل Z  

السمات المشتركة لهذا الجيل التي تهمنا لبناء الوعي بها وإحسان التعامل معها ومعالجتها هي:

  • يتعرض هذا الجيل إلي طوفان من المعلومات والتي قد تصل إليه في وقت مبكر جدا مما يسبب له تشويشا. وأحيانا إضطرابا Picture1عظيما. ونخص بالذكر هنا المعلومات الجنسية والقدرة علي الوصول للمواد الإباحية. وهناك دراسة تؤكد أنه بسن الحادية عشرة يكون حوالي 80% من الأطفال قد تعرضوا أو تابعوا المواد الإباحية علي شاشات الإنترنت. 
    من يشاهد هذه المواد بالصدفة أو يرسلها له صديق أو زميل يتنوع رد فعله بين:
  1. قد يصاب بنوبة هلع وصدمة نفسية ويشعر بالقذارة وينظر لوالديه باحتقار أو خوف. ولإنه طفل لا يمكنه أن يفهم ما يري، فسيؤثر هذا بالتأكيد (لو لم يتم علاجه) علي قدرته المستقبلية علي بناء علاقة زوجية ناجحة. 
  2. ربما يستمتع بالمشاهدة ويقع في دوامة الإستثارة غير المناسبة والتي قد تؤدي إلي إدمان مشاهدة تلك المواد والتي ستؤدي إلي ضرر رهيب منتهيا بعدم قدرتهم علي بناء علاقة سليمة في المستقبل.
  • هذا الجيل لديه مشكلة هوية فمن كثرة ما يتلقي ويشاهد ويتابع مسلسلات وأفلام تنتمي لثقافات أخري فتذوب ثقافته وهويته بين كل ما يري ويتابع. وفي منطقتنا العربية حيث لدينا شعور بالتأخر الحضاري و الإنهزام بالنسبة للغرب والشرق يكون أبناؤنا جاهزين جدا للتخلي عن هويتهم وتبني هوية وأسلوب حياة المجتمعات الأقوي.
  • كثرة المعلومات توحي لهذا الجيل بالتفوق علي جيل الوالدين والمربين مما يفقدهم الإستعداد لطلب النصح والتفاعل مع ما نقدمه لهم من رؤية للحياة. فهم يرون ما نقدمه غير مناسب لهذا العصر وأننا نتحدث فيما لا نفهمه من أسلوب حياتهم ونوعيات مشاكلهم. ربما يكون عندهم حق في بعض المساحات لكن هناك في الحياة وإلي الأبد مجموعة من الثوابت المتعلقة بالإيمان بالله وبالإلتزام بضوابط الدين من حلال وحرام والتي لا علاقة لها بتغير الظرف والحال. المشكلة أن حتي هذه المساحة  لدي الكثير من أبنائنا الإستعداد لاستجوابها ورفضها أو تحييدها لأنه يري أنها تضغط عليه أو لأنها لا تتوافق مع هويات الغرب التي يراها ممتعة وأصحابها هم الأقوي في هذا العالم.
  • هذا الجيل لديه مشكلة في العلاقات. فبدلا من علاقات عائلية وصداقة حقيقية تحولت إلي عدد من الإعجابات والمتابعة علي وسائط السوشيال ميديا. علي الأرض الواقع تقابلهم الكثير من المشكلات الإنسانية حول مفهوم الصداقة والعائلة والعمل في قريق.
  • يصاب الكثير من هذا الجيل بالتشتيت وعدم القدرة علي أداء عمل جاد بثبات ولفترة كافية لتحقيق ثمرات هذا العمل فهم يشعرون بالملل بسرعة وخاصة عند مزاولة الأعمال الضرورية مثل التعليم  والقراءة والفنون والهوايات 

أبناؤنا جميعا ينتمون لهذا الجيل. مما يتطلب منا جهدا خاصا لنحسن التعامل مع كل ما سبق من تحديات. نحن علي ثقة كاملة بأنه علينا أن نستقبل كل تلك التحديات ونجيد التعامل معها حتي نعطي لأبنائنا مميزات هذا العصر ونحميهم من أضراره وهذا ممكن.

لكن سيتطلب منا جهدا. لا يمكن تربية هذا الجيل بالأمر المباشر وإنما يجب علينا العمل علي ما يلي:

  1. تعميق الإيمان في القلوب بأسلوب علمي وتأكيد قناعة الأبناء حول أركان الإيمان الستة
  2. بناء الوعي لديهم حول ما هو حلال وحرام وربطه بما هو ضار وما هو نافع . 
  3. بناء القناعات حول الصواب والخطأ وما هو حلال وما هو حرام.
  4. بناء الإرادة الذاتية لدي أبنائنا علي إلتزام ما ينفعهم والبعد عما يضرهم.
  5. تحجيم زمن الإنترنت وتوفير مناشط جماعية يعيشون فيها علاقات إنسانية حقيقية مع إكسابهم المهارات الحياتية الضرورية.

للنجاح في القيام بتلك الخطوات سنحتاج لعلم كثير وصبر كبير ومثابرة وعدم ملل أو كسل أو فقدان للأمل فالموضوع هو أبناؤنا. أبناؤنا وحمايتهم من الضياع ودعمهم ليتمكنوا من تأسيس حياة فعالة سعيدة ناجحة وأن تبقي فطرتهم نقية جميلة رغم كل الملوثات التي تصل إلي هواتفهم ليل نهار.

ماذا لو لم يكن لديك وقت أو علم كافي أو قدرة علي الحوار مع أبنائك لتحقق ما هو بالأعلي من وسائل؟ 

هناك حل من إثنان:

  1. إما أن تعمل علي إكتساب ما ينقصك من مهارات وعلم حتي تنجح في أداء دورك المقدس كأب أو أم أو معلم ونحن علي منصة إتقان نعد لكم كل ما يمكنه أن يدعمكم وييسر لكم هذا بإعداد عصري ملخص للمفاهيم وكيفية غرس القناعات الضرورية لدي أبنائنا. ونحن جاهزون دوما للتواصل معكم لمدكم بما تحتاجونه لذلك.
  2. أو أنك تفوض شخصا آخر للقيام بهذه المهمة (التفويض التربوي). قد يكون هذا الشخص معلما خاصا أو عم أو خال أو قريب. يمكنك أن توظف مشرفا تربويا (ولا مانع أن يكون له راتب مقابل وقته حتي تضمن إلتزامه بالمهمة) يكون له لقاء منتظم مع أبنائك وأن يكون لديه خطة تربوية  ذات وعي ورؤية.

بالطبع لن يلغي هذا الدور التربوي للوالدين ولكنه سيخفف من عليهم الضغط بقدر ما، خاصة في مساحات يشعر الوالدين أنهم سيعجزون عن غرس القناعات الصحيحة لدي أبنائهم فيها بسبب الحرج أو عدم توفر العلم الكافي. وأيضا نحن علي منصة إتقان جاهزون لمعاونة هذا المشرف/ المشرفة التربوية في وضع رؤية وخطة لبناء مفاهيم وقناعات ومهارات الأبناء.

وختاما، كلما نجحت في إحاطة أبنائك بمجتمع صالح ناجح كلما كانت مهمتك أسهل. فمن الضروري بناء علاقات صداقة بين العائلات التي تحمل نفس الهموم التربوية والرغبة في حماية أبنائها. وأن يتزاوروا  ويخرجون سويا للأماكن المفتوحة ومناشط رياضية وهوايات مشتركة

سيكون من الضروري جدا والداعم جدا لهدفك التربوي ( لو تيسر) إختيار مدرسة تتبني الهوية الإسلامية المعاصرة والحديثة في أسلوب الطرح مع الأصالة في المحتوي.

مع أطيب تمنياتي لكم بالنجاح في مهمتكم السامية وتذكروا أننا جاهزون علي منصة إتقان لدعمكم دوما في وضع خطط تربوية وتوفير المصادر لها بأقصي ما نستطيعهمن جهد، فتواصلوا معنا من خلال الإيميل أو خانة التعليقات.

5 comments

  1. الحل الأمثل تربيه مراقبه الله تعالى في نفوس الاولاد منذ الصغر وكثره الطرق عليها
    في كل مناسبه مره بالقصه ومره بالاستفادة من الحدث حتي الموت فهو لسن المراهقه مؤثر جدا جدا عند موت عزيز نبدا في مناقشتهم بالحب والرحمه عن الرجوع لله والقبر والمحاسبة وان كل ذلك دليل حب الله وليس عقاب
    ثم بناء صداقه معهم تقوم على الصدق والثقه ولن يحدث ذلك إلا بالتغافل عن الأخطاء والتغافر لان كثره العقاب يورثهم الكذب
    واخيرا والأهم هو الدعاء لله والإلحاح بالستر
    وإخراج الصدقات بنيه صلاح الأبناء

    Liked by 1 person

    1. تربية مراقبة الله وتعزيزها في نفوس الأبناء هي عمل استراتيجي ولها انعكاس إيجابي ومثمر ولو بعد حين.

      إعجاب

      1. صحيح ، أتفق مع حضرتك جدا. ونتمني أن نحصل علي تجاربكم العملية في كيفية بناء قيمة مراقبة الله فمن الواضح ان لكم تجربة في الموضوع

        إعجاب

  2. جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع وكتب الله ذلك في ميزان حسناتك يادكتوره
    هل لديكي (المفوضين في التربيه)
    وكيفية دعم الموقع كيف؟
    استفدنا منه كثيرا والله

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.