قلب سليم مرتاح وتصالح مع نفسك والآخرين

في بوست سابق، سألت عن القدرة على التسامح. وكان هدفي الحقيقة إن الاحتفاظ بالغضب والحقد على من أخطأ في حقنا، سيؤذينا نحن فيظل الضرر مستمرا. سيستهلك هذا طاقتنا بالتأكيد لنكبت نلك المشاعر المؤلمة ويتبقي لنا قدر ضئيل من الطاقة النفسية للانطلاق في الحياة.

لهذا ترى الكثير من الناس يعيش حياته كئيبا مهموما ولا يدري ما السبب؟.
في بعض الأحيان قد يكون كبت مشاعر الألم هو السبب حتى لو نجح في إخفائها عن السطح.

لم أقصد بالتسامح أن يفلت الجاني من العقاب. لكن أن نفلت نحن من استمرار الأثر. في السطور التالية سأحاول أن أوضح لماذا أخطاء الناس أو حتى جرائمهم لم تعد تترك مثل ذلك التأثير القاتل على نفسي.

• تعلمت أن البشر، لكل منهم فهم خاص بالأمور. زاوية نظر قد تتسبب فيها ضغوط او مؤثرات خارجية أو ظروف نفسية او حتى إمكانات عقلية فقد يسيء إليك عن غير قصد.

• تعلمت إن نفس الإنسان يمكنه أن يكون أرقي من الملائكة في بعض الأحيان ويمكنه أن يكون أسوأ من الشيطان في أحوال اخرى . هو هو نفس الإنسان. فلا يوجد أبيض وأسود وانما كلنا موزاييك لكن بنسب مختلفة.
  أنا ايضا اخضع لنفس تلك القوانين.
  أنت أيضا قد تجرح وتؤلم وتحرق آخرين وأنت تظن أنك تفيدهم أو تنصحهم. أو على أقل تقدير، تأخذ ما هو حق لك. فلتتعامل مع الجزء الصالح ولتحمي نفسك من الجزء الشرير.

• تعلمت إن الحياة اختبار وانه يتم اختبارنا ببعض. سواء بالشر الذي ننزع إليه أحيانا أو بسوء تصرف قد يكون مبني على حسن النية.
• تعلمت إن الجحود والنكران متأصل في النفس البشرية حتى القرآن يؤكد هذه الحقيقة. فلم يعد هناك ما يفاجئني.
• تعلمت ان لا أتوقع شيئا ناهيك أن أتوقع الكثير ممن حولي حتى لا تخيب امالي.

• أنظر للبشر على أنهم أدوات في يد القدر، لم يصيبوني إلا بشيء قد كتبه الله علي فتركت الحقد عليهم وبحثت في السر وراء هذا الابتلاء.

• تعلمت ان لا أحكم على الناس فليس لدي العلم الكافي لذلك، لكن في نفس الوقت أحمي نفسي من أي ضرر متوقع.

• تعلمت أن أحتسب إساءات الناس عند الله، لكن المهم أن لا يمنعوني عن تحقيق أهدافي. كيف أتعاون معهم أو على الأقل أحيدهم.

• عندما نظرت للناس على انهم أدوات لقدر الله ارتاحت نفسي من الحقد على أشخاصهم.
  ( مهما كانت أخطائهم)
  لماذا أحقد؟ هناك يوم سترد فيه كل الحقوق. يشغلني فقط ان أكون يومها في الجانب الصحيح. أن أقوم بالشيء الصحيح في الوقت الصحيح مع الشخص الصحيح. ذلك هو معني الحكمة.

• تعلمت أن أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون عدوا يوما ما. وابغض عدوك هونا ما، عسى أن يكون حبيبا يوما ما. الناس يبدلون مواقعهم في حياتنا بشكل شائع فكن جاهزا لذلك حتى لا تعتمد على أي علاقة.

• تعلمت إنني إنسان وحدوث الغيبة أو الخذلان أو الإساءة لي شيء لا يقلل من قيمتي. وأنه عادي الحدوث جدا في هذا العالم. المهم كيف سأتصرف وما الرسالة التي سأوصلها وما هي مسؤوليتي عما حدث؟

تعرضك للإساءة، سيقتضي في البداية تقييم جيد للموقف، لمعنى ما حدث وأسبابه والوجهة التى تريد أن توجه علاقتك بالمسيء لك إليها،بعد هذا الموقف. ربما تحتاج مساعدة خارجية من مستشار حكيم لو شعرت بعدم قدرة على تفسيره. ويمكنك أن تختار بين البدائل للتعامل مع الإساءة تبعا لذلك:

– ادفع بالتي هي أحسن
– أعرض واصفح
-والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
– وجزاء سيئة سيئة مثلها
وللمسلم أن يختار المنزلة التي تتناسب مع الموقف ومع المسيء إن كان ذو رحم أو غير ذلك بما لا يتعارض مع الشرع. وبحساب عواقب كل طريقة تعامل.

جرب النصيحة التالية واخبرني بالنتيجة في التعليقات:
أغمض عينيك
تذكر شخصا أساء لك وإسائته تحرمك الراحة
قل بصوت وكأنه أمامك: لقد آلمتني كثيرا عندما فعلت كذا وكذا
قل :سأترك فعلك هذا لله ليقيمه ويحاسبك عليه
: ثم ضع قواعد تدير بها علاقتك مع الشخص المسيء فيما بعد
تأكيد من تقييمك للموقف. ربما تحتاج مشورة طرف ثالث منفصل عن الحدث ذو عقل يمكنه أن يساعدك في التقييم
لو كان ذو حق عليك( عضو في العائلة مثلا) قم بواجبك تجاهه
لو كانت إسائته مستمرة، قلل التعامل معه بقدر الإمكان
لا تنتظر منه أن يقوم بواجبه تجاهك، سيقلل هذا الألم المستمر

وختاما، لربك فاصبر وارضى بالقدر طلبا للأجر من الله تعالى