التزامه الكامل بتطبيق ما يدعو إليه

أن نعرف رسول الله حقا، هي الخطوة الأولى لتثبيت الإيمان به. معرفة صفاته هي بوابة محبته. وهناك صفات لا غنى عنها للأنبياء والرسل. ومن أهم تلك الصفات، التزامه بما أخبر عنه أنه من أوامر رب العالمين. فإن كانت تلك أوامر الله التي ينقلها إلينا، فهو الأحرى باتباعها وتنفيذها. فلنبحث ونرى كيف كانت درجة التزام رسول الله بما دعا أليه.

البرنامج العملي

التشويق، يبدأ المعلم الدرس وهو يتعمد أن يقوم ببعض الأمور وينهى الطلاب عنها:

مثلا يمضغ اللبان، يتحدث وينظر إلى التليفون المحمول . يصرخ فيهم ثم يأمرهم بالحديث بشكل لطيف.يمكنه أن يحكي مع أحد الطلاب بمزحة فيها كذب أو تطاول ثم يلتفت إلى الطلاب ويخبرهم كيف أنه يجب عليهم إلتزام الصدق الكامل و المزاح الراقي فيما بينهم.

  • ولتراقب إذا ما علّق الطلاب على ذلك السلوك أم لا. وإن لم يفعلوا فليقم المعلم بالتوضيح والتأكيد على قيمة
    أن من لا يلتزم بما يقوله من أوامر هو شخص فاقد للمصداقية. ثم ننتقل للبحث في سيرة النبي الكريم عن مدى تحقق تلك الصفة لديه.
ومن التكاليف التي أمر بها رسول الله واخترناها لرؤية تطبيقه العملي لها هي ما يلي :

يمكن كتابة نص الآيات والأوامر ونطلب من الطلاب أن يحكوا ما عرفوه من سيرة رسول الله حول تلك الأوامر أو من الممكن أن نسمح لهم بالبحث عن ما ثبت عن رسول الله في تلك المجالات.

  • أ-  قوله تعالي: (  بل ٱللَّه فَٱعْبُدْ وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِینَ)

أخرج الشيخان عن عائشة قالت : ” (كان النبي يقوم من الليل ( أي مصلياً لله ) حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبداً شكورا ؟! “

  • ب – قوله تعالى:  (وَیَسْأَلُونَكَ مَاذَا یُنفِقُونَ قُلِ العفو) (وَلاَ تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا).

وعن أنس – رضي الله عنه – قال : ” ما سئل رسول الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها ” رواه مسلم .

  • ج- قوله تعالى: (وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِینَ)

أخرج أبو نعيم في الدلائل عن أنس – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله من أشد الناس لطفاً، والله ! ما كان يمتنع في غداة باردة من عبد ولا من أمة ولا صبي. وما سأله سائل قط إلا أصغى إليه أذنه، فلم ينصرف حتي يكون هو الذي ينصرف عنه، وما تناول أحد بيده إلا ناوله إياها فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه ” .

  • د- قوله تعالى :((یأَٰیُّھَا ٱلنَّبِيُّ جَاھِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِینَ وَٱغْلُظْ عَلَیْھِمْ)

والمعروف أن رسول الله ثبت في غزوة حنين في عشرة من أصحابه، أدار بهم المعركة التي فر فيها أثنا عشر ألفاً ثم كان النصر بعد الهزيمة .

وفي غزوة أحد كان المشركون أضعاف المسلمين ودخل الرسول المعركة، وأفشل المعركة بعض المتسرعين الذين لم يلتزموا خطة رسول الله وأصيب المسلمون يومها إصابات كثيرة وانفصل الجيشان، ولكن رسول الله ما كاد يصل إلى المدينة حتى أمر من دخل المعركة بالجهاز السريع فخرجوا بجراحهم وآلامهم، وساروا وراء قريش، فبلغ قريشاً الخبر ففرت وتحولت الهزيمة إلى انتصار، وأكثر من هذا أنه قطع على قريش خط الرجعة إذ فكروا وهم عائدون أن يرجعوا إلى المدينة ليدخلوها فاتحين مستأصلين لجذور الإسلام . مع ملاحظة أن رسول الله بقي يقاتل يوم أحد حتى كف المشركون أنفسهم عن القتال ولم يفر رسول الله أبدأ.

وفي كل معركة وموقف كان رسول الله صامدا ثابتا متحملا مع صحابته الجوع والبرد والخطر

ه- أحكام التبني وإلحاق المتبنين بالنسب والميراث: فلقد كان رسول الله قد تبنى زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بنه محمد ثم وبعد نزول آية: قال الله تعالى : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) سورة الأحزاب وعاد يدعى زيد بن حارثة مرة اخرى.

  • و في مجال الخلق:

أمر رسول الله بكل خلق جميل وكان النموذج الأعلى في الخلق.

  1. فلقد كان رحيما لم يعنف طفلا أو امرأة قط. وكان خير الناس لأهله رغم كل مشاغله.
  2. وكان صادقا في مزاحه وجده.
  3. وكان شديد الحياء ولم يمس يد امرأة قط.
  4. وكان حليما مع الجميع، حتى الأعرابي الذي بال في المسجد. علمه بلين ورقة بدون غضب بل أمر أصحابه أن لا يقطعوا عليه بولته. ثم علمهم إزالة النجاسة وعلمه آداب قضاء الحاجة.
  5. كان يأمر المسلمين بالدعاء والاستعانة بالله، ومأثور قدر إلحاحه على الله يوم غزوة بدر بعد أن أخذ بالأسباب ورتب جيشه، ظل يدعوا الله أن ينصرهم على عدوهم.

ولن ينتهي الكلام عن كل شريعة وأمر أو نهي إلا وسنجد قمة الالتزام به في خلق رسول الله.

التطبيق : 

قياس وضعنا الآن من حيث تلك الصفة في مجتمعنا.
أن نلتزم بكل ما نعرف أنه صواب وننصح به الآخرين.
نتفق على أن نلتزم بما ندعو الآخرين إليه من الخير.
ونختر شيئا من أوامر رسول الله فيه ضعف في أدائنا ونقوم على تحسين أدائنا فيه

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.