أصحاب الرسالات الحقيقية لا يتنازلون عنها مهما كلفتهم، وما بالك برسالة يبلغها نبي من رب العالمين للناس كافة. إن الله يعلم حيث يضع رسالته. فلنستعرض في ثنايا السيرة النبوية، أداء سيدنا محمد من حيث تبليغه دعوة الله وقيامه بها قياما كاملا.
- أهداف البرنامج:
- أن يعرف الطلاب قدرا من الصعوبات والمحن التي تعرض لها رسول الله.
- أن يفهم الطلاب الوسائل التي يواجه بها أهل الباطل الدعوات الصحيحة دائما فهي لا تتغير من سخرية وإيذاء ومساومة وقد تصل للاستئصال.
- أن تتحرك مشاعر الطلاب بالمحبة والتقدير لصبر رسول الله حتى يبلغنا دين الله.
- أن يتخذ الطلاب من رسول الله قدوة في وضع الأهداف والصبر والثبات عليها.
البرنامج العملي
- التشويق: نبدأ اللقاء بالفيديو التالي ثم ندير بعده حوارا
- مقطع فيديو لحصار المسلمين في شعب أبي طالب ورحلة الطائف
سلك رسول الله كل سبيل لتبليغ دعوته. تحدث إلى الناس فرادى ومجموعات وعرض نفسه على القبائل وراسل الأمراء والملوك وتحمل في سبيل ذلك الإيذاء من الكفار.
بدأوا بالسخرية والاستهزاء ثم التشويه والإيذاء ثم المساومة وانتهى الأمر لمحاولات الاغتيال. و في النهاية كانت الحرب. لكن الله نصره.
إن حماية النفس مقدمة عند الكثير من أصحب الدعوات ولكنه التبليغ عند الرسل مقدم علي كل شيء.
- نقوم بإعداد كروت مكتوب عليها أسماء وسائل مجابهة أهل الباطل للدعوات والرسالات ولتكن بعدد القصص والمواقف التالية. فنكتب عليها: سخرية – إيذاء – مساومة – اغتيال. يمكننا تقسيم الكروت على مجموعات من الطلاب. ثم نعطيهم الفرصة لتجميع الأفكار والقصص التي تعرفها كل مجموعة حول الحوادث التي تعد تحت كل عنوان. يسمح لهم بالبحث في الإنترنت، إن لم يكفي ما لديهم من معرفة بمواقف السيرة التي عاش فيها رسول الله هذه الوسائل من المشركين. ثم تقوم كل مجموعة بالعرض لما جمعته من مواقف الإيذاء والسخرية والمساومة ومحاولات اغتيال رسول الله. ولتكن المواقف التالية معينة لمقدم النشاط على المتابعة مع زملائه. وسنقدم نوعين من النماذج:
نماذج عن مواقف الكافرين منه ليثنوه عن الاستمرار بالتبليغ:
إيذاؤه وصبره على ذلك:
- عن منبت الأزدي قال : ” رأيت رسول الله في الجاهلية وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا . فمنهم من تفل في وجهه ومنهم من حثا عليه التراب ومنهم من سبه حتى انتصف النهار . فأقبلت جارية بعس من ماء فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية لا تخشي على أبيك غيلة ولا ذلة . فقلت: من هذه؟ قالوا: زينب بنت رسول الله وهي جارية وضيئة ” .
- (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت وملأ من قريش جلوس، وقد نحروا جزوراً، فقال بعضهم: أيكم يأخذ هذا الفرث بدمه ثم يمهله حتى يضع وجهه ساجداً فيضعه -يعني: على ظهره-، قال عبد الله: فانبعث أشقاها فأخذ الفرث فذهب به، ثم أمهله فلما خر ساجداً وضعه على ظهره، فأخبرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جارية، فجاءت تسعى فأخذته من ظهره، فلما فرغ من صلاته قال: اللهم عليك بقريش -ثلاث مرات-، اللهم عليك بـ أبي جهل بن هشام، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، حتى عد سبعة من قريش، قال عبد الله: فوالذي أنزل عليه الكتاب لقد رأيتهم صرعى يوم بدر في قليب واحد).
- وتستغل قريش غياب أبي طالب فتزيد من إيذائها للنبي صلى الله عليه وسلم وتضيَّق عليه، وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج ، وفي الأسواق يرميه بالحجارة ويقول : ” إنه صابئ كذاب “، ويحذر الناس من اتباعه
- ففكر الرسول صلي الله عليه وسلم أن يبحث عن مكان آخر لدعوته بسبب غلق الباب أمام الإسلام في مكة ففكر في الطائف. سافر إليها النبي ﷺ لثلاث بقين من شوال سنة عشر من المبعث (يناير – فبراير سنة 620 م) ومعه مولاه زيد بن حارثة يلتمس من ثقيف النصرة فعمد إلى جماعة من أشراف ثقيف ودعاهم إلى الله
فقال واحد منهم: أما وجد الله أحدا يرسله غيرك؟ وقال الآخر: والله لا أكلمك أبدا لأنك إن كنت رسولا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويرمونه بالحجارة ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس وألجأوه إلى حائط وقد أدموا رجليه.
- إيذاء المشركين للرسول يوم أحد كان يوم أحد يوم بلاء للمسلمين؛ ففي هذا اليوم تعرّض الرسول الكريم لأشدّ أنواع العذاب الجسديّ؛ إذ توجّه الأعداء إليه، ورمَوه بالحجارة حتى وقع، وأُغمِي عليه، وشُقَّ وجهه، وجُرِحت شفته السُّفلى، وأُصِيب في جبهته،
إيذاء قريش المعنويّ للنبيّ
- تطليق أولاد أبي لهب لابنتَي النبيّ كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد زوّج ابنتَيه؛ رقيّة -رضي الله عنها- من عتبة بن أبي لهب، وأم كلثوم -رضي الله عنها- من عتيبة بن أبي لهب، وحين جهر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالدعوة، أساء أبو لهب له، وأعلن عداوته، وبعد نزول سورة المسد، أمر أولاده بتطليق بنات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان ذلك قبل دخولهما عليهما.
- معايرة النبيّ بعدم إنجابه الذكور تعرّض الرسول للمُعايرة من قِبل مُشركي قريش؛ بعدم إنجابه الذكور، فكان العاص بن وائل السهمي ممّن عاب الرسول بذلك، فكان يصفه بأنّه أبتر، ولا يوجد له ابن ذكر يحمل اسمه، فإذا مات انقطع أثره ونَسله بموته، فنزلت سورة الكوثر؛ دفاعاً عن الرسول، ومواساة له، قال -تعالى-: (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ*إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
- السخرية والاستهزاء به استخدمت قريش وسيلة السخرية والاستهزاء؛ للتقليل من القوّة المعنويّة للمسلمين، وفتنتهم عن دينهم؛ فرمَوا الرسول بأقبح التُّهَم، وقد وصف الله -تعالى- المستوى المُتدنّي الذي وصل إليه المشركون في القرآن الكريم؛ بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ*وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ*وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ*وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَـؤُلَاءِ لَضَالُّونَ*وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ). عدّ الله -سبحانه وتعالى- سخرية المشركين واستهزائهم بالرسول ودعوته من الجُرم في حقّ الدين؛ إذ تجاوزت معصيتهم الشركَ بالله إلى جريمة الاستهزاء بالمسلمين، ومن شدّة كرههم للرسول كانوا لا يُنادونه باسمه، وإنّما ب(مُذمَّم) حتى أثّر ذلك في نفس الرسول، فقال الله -تعالى- مُواسياً له: (وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ)،وأمره بالإكثار من التسبيح، والمحافظة على عبادته؛ حتى يذهب هذا الضيق عنه، فهو -سبحانه وتعالى- لن يتركه، ولن يخذله، قال -تعالى-: (فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ*وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ).
- الاتّهامات الباطلة له اتّهم المشركون الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- باتّهامات عديدة كلّها باطلة؛ فكانوا تارةً يصفونه بأنّه ساحر، وفي ذلك نزل قوله -تعالى-: (وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)،وتارةً بأنّه كاهن وشاعر، وأخرى بأنّه مجنون، وفي ذلك نزل قوله -تعالى-: (وَقالوا يا أَيُّهَا الَّذي نُزِّلَ عَلَيهِ الذِّكرُ إِنَّكَ لَمَجنونٌ)، واتّهموه كذلك بالإتيان بالأساطير، فنزل في ذلك قوله -تعالى-: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)، كما اتّهموه بالكذب، فنزل فيهم قوله -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا).
- المقاطعة : لجأ إليها الكفار بعد فشل المساومة والسخرية والاستهزاء واللإيذاء
بنود المقاطعة : أبرموا فيها أنه على أهل مكة بكاملها في علاقتهم مع بني عبد مناف ما يلي:
أن لا يناكحوهم -لا يزوّجونهم- ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله r لهم للقتل.
هكذا في غاية الوضوح: السبيل الوحيد لفك هذا الحصار هو تسليم الرسول حيًّا ليقتله زعماء الكفر بمكة.
وقد صاغوا قانون العقوبات هذا في صحيفة، ثم علقوها في جوف الكعبة، وقد تقاسموا بآلهتهم على الوفاء بها، وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الحصار الرهيب في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة، وقد دخل بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم إلى شعب أبي طالب وتجمعوا فيه، ومعهم رسول الله ؛ وذلك ليكونوا جميعًا حوله كي يحموه من أهل مكة.
المعاناة والألم .. وصور الباطل تتكرر ومن حينها تكون قد بدأت مرحلة جديدة من المعاناة والألم، تلك التي عاشها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية، فقد قُطع الطعام بالكلية عن المحاصرين، لا بيع ولا شراء، حتى الطعام الذي كان يدخل مكة من خارجها وكان يذهب بنو هاشم لشرائه، كان القريشيون يزيدون عليهم في السعر حتى لا يستطيعون شراءه، ومن ثَمَّ يشتريه القريشيون دون بني هاشم.
وقد بلغ الجهد بالمحاصرين حتى كان يسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع، وحتى اضطروا إلى التقوت بأوراق الشجر، بل وإلى أكل الجلود، وقد ظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاثة أعوام كاملة.
وبعد أن فشل الإيذاء والسخرية في إيقاف النبي صلى الله عليه وسلم في نشر دين الله، لجأ المشركون للمساومة
- المساومة: عرض مشركوا مكة على رسول الله في القصة المشهورة أن يعطوه مالا حتى يصير أكثرهم مالا أو يجعلوه ملكا عليهم أو يزوجوه أجمل النساء في حال يقبل السكوت عن دعوته. لكنه لم يقبل.
بل قال لهم رسول الله: (ما بي ماتقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم ، ولا الملك عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً ، وأنزل علي كتاباً ، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً . فبلغتكم رسالات ربي ، ونصحت لكم ، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله ، حتى يحكم الله بيني وبينكم)
وبعد فشل المساومة، لجأ المشركون لمحاولات الاغتيال
- محاولة اغتياله:
- محاولة عقبة بن أبي معيط قتل النبي كان عقبة بن أبي معيط من كفّار قريش الذين لجأوا إلى أشدّ الأفعال شناعةً؛ لمحاولة قتل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، والتخلُّص منه؛ فقد باغت الرسول من خلفه وهو يُصلّي، ووضع ثوبه حول عنق الرسول، وخنقه خنقاً قويّاً إلى أن جاء أبو بكر -رضي الله عنه-، وأبعده عنه، وقال له: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم؟”
- محاولة أبو جهل قتل النبي عقد أبو جهلٍ اجتماعاً مع قومه ذات يوم يخبرهم فيه عن أفعال النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ من تسفيهٍ لآلهتهم، وتعييب لدينهم، ورأى أنّ قتلَ الرسول خير فعل؛ للتخلُّص ممّا جاء به، وعاهدهم على قتله، فأتى إلى رسول الله وهو يُصلّي، وأخذ يراقبه من بعيد، وعندما سجد، ووضع جبهته على الأرض، أخذ أبو جهل حجراً يُحاول أن يرميَه عليه، إلّا أنّ الله منعَه، وأنقذ نبيّه الكريم من غدره، ونجّاه من شرّه.
- بعد فشل كل المحاولات السابقة حاولت قريش قتل رسول الله ومشهورة قصة هجرته إلي المدينة وخروجه من بيته ويقف علي بابه شاب من كل قبيلة يحمل سيفا مسموما ولم يروه وهو خارج وهو يحثوا عليهم التراب ويتلوا آيات من سورة ياسين( وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون).
نماذج عن الطرق التي سلكها للقيام بعملية التبليغ:
– وارد في قصة السيرة انه كان يتغشى أهل مكة في مجالسهم جماعات. وكان يتحدث إليهم فرادى أيضا.
- ومن الثابت أنه كان يعرض الدين على كل بيت من بيوت قريش في مساكنهم (مثل أبي حنيفة – كندة – كلبا – بني عامر –بكرا….) وكان في الحج يذهب لكل القبائل في منازلها.
- كان يذهب إلى المشركين في الحرم ويظل يجادلهم طوال النهار و في عديد من المرات كانوا يتعرضون له بالشديد من الأذى.
- رحلته إلى الطائف لتوسيع دائرة الدعوة.
- تكليفه من أسلم بتبليغ من لم يسلم.
- إرساله الرسائل والرسل لتبليغ الملوك والأمراء
التطبيق : هل لديك إصرار على تحقيق أهدافك؟ هل تنفق وقتك فعلا في تحقيق الأهداف التي ترغب فيها؟
نكلف الطلاب في ورقة، أن يسجلوا أهم 3 أهداف في حياتهم.
- ثم تحليل الأنشطة التي يقومون بها يوميا مثل: المدرسة أو الجامعة – مشاهدة التليفزيون أو السوشيال ميديا أو كليهما – الكلام في التليفون – الرياضة – الأكل – الصلاة – قراءة القرآن…..
- ثم القيام بتحليل اليوم الماضي أو الأسبوع الماضي ونسبة الوقت الذي يمضونه فعليا في الانشطة التي يقومون بها.
- الوصول لإجابة السؤال: هل أنا فعلا أبذل وقتي في تحقيق أولوياتي؟ إذا كانت الإجابة نعم فالحمد لله. وإن كانت الإجابة بلا فيجب تحليل الأسباب ومعالجتها.
- هل لديكم تجربة في شيء من الأمور عددتم الطريق والوسائل حتى حققتموه؟
فلنختر أمرا ولنتواصى على الإصرار علي تحقيقه هذا الأسبوع. مثلا صلاة الفجر- مذاكرة عدد ساعات معين- تغيير عادة سيئة