بوابة الآخرة

نعاني في هذا الزمن من قسوة قلب، وتركيز على الذات وتركيز الدنيا. مادية طاغية لا تفتح بابا لكرم الأخلاق والعطاء والإيثار والتضحية. رحمة ولطف وعدالة ينشر الأمان والطمأنينة لجميع الخلق.

أهداف البرنامج
  1. أن يعرف الحضور معنى الموت.
  2. أن يتضح للحضور مكان الموت من رؤية المسلم لوجوده في الحياة.
  3. أن يضع كل من الحضور رؤية لمنتج حياته وما يحب أن يذكر به في الدنيا ومسجلا في كتابه الذي سيحاسب على أساسه.
  4. أن يعرف الحضور ما أخبرنا الله به عن الموت في القرآن الكريم.
  5. أن يتوازن المسلم بين الخوف والرجاء
  6. أن يتدرب الحضور على المشارطة والمحاسبة والمتابعة الذاتية للإقلاع عن الذنوب والتحلي بكل طاعة وجميل حتى يلقى الله وهو مطمأن النفس لمرضاته عز وجل.
بداية البرنامج بسؤال تشويقي: ما هو؟

ما هو الشيء الذي تيقن منه جميع الناس ولا يشكك فيه أي أحد؟ ولكنه يشبه الشيء المشكوك فيه من كل الناس من حيث التعامل معه بإهمال وتناسي وعدم الاستعداد له.
“ما رأيت يقينا ً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت” من أقوال الحسن البصري
إنه عنوان اليوم.. إنه الموت

  • ما هو الموت من وجهة نظرك؟
    وبعد الاستماع لما يقوله الجميع يمكننا أن تستعين بهذه الصورة لتوضيح المنظور الإسلامي للموت؟

خلق الله الإنسان وكلفه عمارة الأرض.
وأعطاه غرائز تساعده وشريعة تضبط خطواته لينجح في القيام بمهمته.
وحياته في الدنيا عبارة عن اختبار.
ينتهي الاختبار بالموت
وبعده تبدأ حياة البرزخ في القبر ثم بعث وحساب وللمحسن الجنة وللمسيء النار.
إن الله رحيم وغفور ووضع الكثير من المحطات لمغفرة الذنب والكثير من اللافتات لشد الانتباه وتوجيه الإنسان ليقيم مسيرته ويصححها.

لنشاهد هذا الفيديو سويا:
  • ماذا لو تمكنت الآن من كتابة الحديث الذي سيذكرك به الناس بعد موتك. ماذا ستكتب؟
وفي الحديث الصحيح يصف النبي صلى الله عليه وسلم ما سيحدث عند الموت، فاستمعوا:

الميِّتُ تحضرُهُ الملائِكَةُ، فإذا كانَ الرَّجلُ صالحًا،
قالوا: اخرجي أيَّتُها النَّفسُ الطَّيِّبةُ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، اخرجي حميدةً، وأبشري برَوحٍ ورَيحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ، فلا يزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى تخرُجَ، ثمَّ يُعرَجُ بِها إلى السَّماءِ، فيُفتَحُ لَها،
فيقالُ: مَن هذا؟
فيقولونَ: فلانٌ،
فيقالُ: مرحبًا بالنَّفسِ الطَّيِّبةِ، كانت في الجسدِ الطَّيِّبِ، ادخُلي حميدةً، وأبشِري برَوحٍ وريحانٍ، وربٍّ غيرِ غضبانَ، فلا يزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى يُنتَهَى بِها إلى السَّماءِ الَّتي فيها اللَّهُ عزَّ وجلَّ،
وإذا كانَ الرَّجلُ السُّوءُ، قالَ: اخرُجي أيَّتُها النَّفسُ الخبيثَةُ، كانَت في الجسدِ الخبيثِ، اخرُجي ذميمةً، وأبشري بحَميمٍ، وغسَّاقٍ، وآخرَ من شَكْلِهِ أزواجٌ، فلا يزالُ يقالُ لَها ذلِكَ حتَّى تخرجَ،
ثمَّ يعرجُ بِها إلى السَّماءِ، فلا يفتحُ لَها،
فيقالُ: من هذا؟
فيقالُ: فلانٌ،
فيقالُ: لا مرحبًا بالنَّفسِ الخبيثةِ، كانت في الجسدِ الخبيثِ، ارجعي ذميمةً، فإنَّها لا تفتحُ لَكِ أبوابُ السَّماءِ، فيرسلُ بِها منَ السَّماءِ، ثمَّ تصيرُ إلى القَبرِ؟
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

وقت البحث في المصحف. فلنبحث عن الآيات التي تذكر فيها كلمة الموت ولنقوم بتجميع الآيات من المشاركين. ثم نكلفهم يتلخيص المعلومات التي عرفوها عن الموت من خلال هذه الآيات. مع السماح بالبحث في التفسير عن تفسير الآيات غير الواضحة.
  1. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 3].
    أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ …﴾ [النساء: 78].
  2. قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجمعة: 8].
  3. قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11].
  4. وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]. 
  5. (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)
  6. فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 83 – 87].
  7. كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 26 – 30].
  8. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].
  9. وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50].
  10. اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الزمر: 42].
  11. {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْت ﴿
  12. ١٦٨ آل عمران. ﴿{قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
الموت مصيبة

وكان المقصود من الإشارة إلى مصيبة الموت في القرآن أن يصبِّر الله عباده على هذا الابتلاء من خلال توضيح الأجر العظيم الذي ينتظر الذي يصبر على فراق أهله وأحبته أو الأجر الذي ينتظر المتوفى الذي يموت على دين الإسلام في الآخرة من الخلود في الجنة والتمتع بِكل ما وعد به الرحمن عباده الصالحين.

(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله) وروى البخاري
ولنؤكد أن من يحسن الظن عليه أن يحسن العمل

مشهد تمثيلي بين فتاتين: احداهما مطمئنة جدا لرحمة الله لدرجة استسهال الذنوب
والأخرى مرتعبة وتخاف من الله لدرجة اليأس من رحمته
وفي النهاية كلتيهما تصلان إلى التوسط في الفهم والمشاعر فترجوا كلتاهما الرحمة وتخاف من العذاب.

هادية: تقترب هادية من صديقتها همت وهي في قمة الراحة والابتسام وبدون حجاب ومع زينة صارخة. وتقول هاي هللوا
همت: تنظر لهادية بانزعاج وتقول لها ما هذا؟ ما كل هذه الزينة وتقوم بإبراز تحسسها للرائحة (تشم بانفها مع حركة مبالغ فيها) وما هذا العطر؟
هادية: وما المشكلة؟
همت: الا تعرفين أن الله سيغضب عليك بسبب هذه الزينة وهذا العطر وقد تصيبك اللعنة وينتقم منك أشد انتقام.
هادية: يا بنتي إن الله غفور رحيم. هل سيلعنني الله وأنا فتاة ضعيفة وصغيرة وهو العظيم.
همت: إن الله سيحرقك في ناره وسيعذبك أشد العذاب بسبب غوايتك وفتنتك للشباب في الطرقات.
هادية: أنت لا تقدرين الله حق قدره. إن الله هو الرحمن الرحيم. إنه غفور كريم.
إنه ودود لطيف و…
تقاطعها همت: لا أنت غلطانه، إنه أيضا شديد العقاب، إنه الجبار والقهار وذي الطول وكما انه الباسط فهو القابض وكما أنه المعز فهو المذل وكما أنه الغفور فهو العزيز.
كيف يمكنك التركيز على صفات الرحمة دون صفات العذاب؟
لقد خلق الله نارا وعذابا لمن يعصاه.
هادية: ولكنه خلق الجنة ويعفو عن كثير
همت: أنا سأقاطعك ولن أتحدث معك بعد الآن فأنت فاسقة لاهية بعيدة من الله في الدنيا وستعذبين في الآخرة.
هادية: بل أنا التي لا أريد أمثالك..
همت: أنت لا تفهمين كل هذه الرحمة هي لمن يقع في الذنب عن غقلة أو يتوب عنها.
لكن من يعرف الذنب ويصر عليه ويكابر ويعاند فلا رحمة له أبدا. أنت لا تستحقين الرحمة.
هادية: تبكي بحرقة وتقول لها ابتعدي عني، لا أريد أن أراك بعد الآن.

  • بعد المشهد مطلوب إثارة الأفكار التالية:
  1. التوسط بين الخوف والرجاء.
  2. استيعاب أسماء الكمال وأسماء الجلال كليهما وعدم الركون إلى جانب ونسيان الآخر.
  3. أهمية حسن النصح وحسن الظن بالله.
  4. لا أحد يمكنه أن يصادر على حكم الله على عباده.
  • وفي نهاية الفقرة نستمع إلى نشيد فرشي التراب:
التطبيق
  • لنضع مشارطة على النفس لما يجعل الموت بوابة للجنة فالتوبة والاقلاع عن ذنوب والالتزام بطاعات وعمل صالح. ولو تشككت في قدرتك على ذلك فراجع ما قاله الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله تعالي:
  1. حينما اقف للعمل ساعات طويلة فان جسدي يتحمل وحينما اصلي اقرأ قصار السور مع ان جسدي قادر ولكن قلبي غير قادر فالخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي.
  2. كم من مرة سهرت علي اتفه الامور ولكن لا استطيع قيام الليل ولو بركعتين فالخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي .
  3. حينما اجد وقتا للقيل والقال واعجز عن الجلوس نصف ساعة لقراءة القران  فالخلل ليس بجسدي ولكنه بقلبي.

المشكلة في النهاية ليست اننا لانستطيع فالله لا يكلفنا الا بما نستطيع لكن قلوبنا لا تستطيع. 
ومع ذلك فلنبدأ بخطوات بسيطة صغيرة ونتقدم نحو الأعلى بثبات وإرادة والتزام.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.