مسرحية قصيرة تهدف لمراجعة أحداث الغزوات الأربع مع استخلاص أهم الدروس والعبرة فيها
صوت الراوى
من يريد أن يعرف أسرار الانتصار في كل الحياة و ليس في المعارك فقط؟ إسمعوا و تعلموا الدرس.
هل تعرفون ممن سنتعلم؟
إنها أكبر معارك المسلمين الأوائل، تحكى لكم عن نفسها و عن الدرس الذي تعلمه المسلمون منها، فصاروا أكبر دولة مسلمة قوية و ملأوا الدنيا عدلا و سعادة و عندما تركنا تلك الدروس ضاعت هيبتنا و دولتنا و طمع كل بعيد وقريب في أراضينا و أموالنا بل ودمائنا أيضا.
إسمعوا أحبابى و تعلموا الدرس حتى تعود لنا الهيبة بين الأمم، و لنبدأ بك، من أنت؟
أنا غزوة بدر:
بعد أن ضحَّى المسلمون و تركوا أموالهم وبيوتهم ونفذوا أمر الله ورسوله بالهجرة من مكة إلى المدينة، سرق المشركون أموالهم واحتلوا بيوتهم.

أراد المسلمون أن يستعيدوا شيئا من حقوقهم. وأرادوا أيضا التضييق على عدوهم، فيعترضوا طريق قوافلهم. وكانت هناك قافلة للمشركين، ذاهبة إلى الشام. و كان قائدها أبو سفيان. عرف أبو سفيان أن المسلمين سيهاجمون القافلة، فغير طريقها. و بعث لقريش لترسل جيشا إضافيا.
نجت القافلة و أرسلت قريش ألف وثلاثمائة محارب ومعهم مائة فارس وستمائة درع، و كان عدد المسلمين فقط حوالي ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً و كان الفرق كبيرا في العدد والسلاح. ولكن أجدادكم العظام لم يخافوا وتوكلوا على الله و بذلوا أقصى جهدهم فنصرهم الله و أرسل ملائكة تحارب معهم.
فسر النصر عندى يا أبناء الإسلام هو : أن تؤدى كل ما عليك من واجب ثم تلجأ إلى الله وحده وأن تعلم أنه ليس لك معين غيره.
ثم تتراجع إلى الوراء و تتقدم الأخرى و تقول :
و أنا غزوة أحد
بعد انتصار المسلمين في بدر وقتل الكثير من زعماء المشركين، إزداد حقد الكفار على المسلمين و أرادوا الانتقام من المسلمين وأعدوا جيشا لذلك.
و كان رسول الله والمسلمون في يقظة واستعداد. وشاور النبي أصحابه. فأصر الشباب (وكانوا هم الأغلبية) على الخروج لملاقاة الأعداء خارج المدينة ونفذ الرسول صلى الله عليه وسلم، رأى الأغلبية . و اختار المكان للمعركة بحكمة بين جبلين وأمر الرماة بعدم ترك الجبل أبدا، حماية للمسلمين أسفل الجبل من أن يلف حولهم عدوهم.

و فعلا، انتصر المسلمون في البداية انتصارا كبيرا. وظن الرماة أن المعركة قد انتهت.و نزل معظم الرماة عن الجبل لجمع الغنائم وعصوا أمر رسول الله.
فانتهز خالد بن الوليد الفرصة و كان كافرا في ذلك الوقت و التف حول المسلمين بجيشه وارتبك المسلمون وكثر فيهم القتل وتفرقوا حتى وصل الكفار إلى رسول الله وضربه أحد الكفار بالسيف على رأسه وكُسرت سنه ووقع على الأرض وكاد يُقتل. ووقف عدد من المسلمين لحمايته. منهم نساء ورجال. وانحسر القتال على هزيمة ووجع.
وكان سر الهزيمة، هو معصية أمر رسول الله من أجل الرغبة في جمع الغنائم وطلب الدنيا
ولقد تعلم المسلمون الدرس. وجمعوا أنفسهم بعد ذلك. و أصر رسول الله على عدم العودة إلى المدينة بهذا الحال، بل ضمدوا جراحهم وخرجوا طلبا لقتال المشركين ومطاردتهم.
لم يرغب الكفار في تكرار المواجهة مع المسلمين. بل أرادوا أن يهربوا معلنين أنهم انتصروا على المسلمين. لقد خافوا، إن واجهوا المسلمين ثانية أن تضيع فرصتهم في أن يسمع العرب بنصرهم على المسلمين.
فسر النصر عندى هو طاعة المسلم لأمر الله ورسوله في كل أمر.
ثم تتراجع إلى الوراء و تتقدم الأخرى و تقول :
و أنا غزوة الخندق
جمع الكفارعشرة آلاف مقاتل مشرك من قبائل قريش وغطفان وبني سليم وغيرهم، واستشار رسول الله أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق، وجمع الصحابة أيضا ثلاثة آلاف مقاتل.
نظموا نقاط الحراسة للخندق، وفرق للقتال، وكتائب المقاومة، حتى يمنعوا المشركين من تخطي الخندق تحت أي ظرف.
وبدأ المسلمون في رشق المشركين بالنبال لكي يمنعوهم من عبور الخندق أو ردمه. حاول المشركون بكل ضراوة أن يقتحموا الخندق، ونجح بعضهم فعلا في العبور من مكان ضيق في الخندق وقاتل المسلمون قتالا شجاعا و شديدا حماية للمدينة.

و لم يكن يومًا أو اثنين، ولا أسبوعًا أو اثنين، بل لمدة شهر كامل، وكان الموقف صعبًا على المسلمين، كما كان صعبًا على المشركين. وأُسقط في أيدي المشركين، واحتاروا في كيفية حل موقفهم ذلك، حتى جاءهم الحل أخيرًا، وكان من عند اليهود.
اليهود الذين سكنوا بجوار رسول الله في المدينة، ما زالوا يفكرون في استئصال المسلمين رغم معاهدتهم للنبى على عدم التعاون مع عدوه عليه، إلا أنهم أضمروا خيانته و فتح الطريق من جهتهم للكفار للدخول إلى قلب المدينة. وانتشر الخبر و ارتعب المسلمون فعشر ألاف مقاتل يدخلون المدينة مع مقاتلين من بنى قريظة أيضا كانوا قادرين على القضاء على المسلمين بالمدينة.
في هذا الوقت جاء الصحابي نعيم ليعلن إسلامه لرسول الله. وأمره رسول الله بإخفاء إسلامه وأن يستعمل علاقته مع اليهود والمشركين ليفسد الاتفاق بينهم على خيانة رسول الله. و ينجح فعلا فى فض الاتفاق بين الكفار واليهود و أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيام الكفار و قلبت قدورهم و أصابتهم برعب شديد ففروا وتركوا المدينة.
فكان سر النصر عندى : الإبداع في الحلول بحفر الخندق و
التعاون على حماية المدينة
والثبات على ذلك شهر كاملا
ثم تتراجع إلى الوراء و تتقدم الأخرى و تقول :
و أنا غزوة بنى قريظة
عندما خان اليهود المسلمين في غزوة الخندق وتحالفوا مع عدوهم و قرروا أن يفتحوا الطريق للمشركين إلى قلب المدينة و ليس ذلك فحسب بل قرروا المشاركة في قتل المسلمين بفرق من عندهم. و بعد جلاء الأحزاب قام الرسول بحصار بني قريظة و محاسبتهم على نقض عهودهم . وفي نهاية ذلك الحصار قذف الله الرعب في قلوب اليهود، واستسلموا و خضعوا لحكم رسول الله مع أنه كان بإمكانهم المطاولة في الحصار، فأمر رسول الله بهم أن يقيدوا ونزلوا على حكم سعد بن معاذ الذي كان حليفا لهم. فحكم فيهم أن يقتل المحاربين، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال. و بهذا تلقوا العقوبة لهم على خيانتهم و تعريض كل المسلمين والدين كله للإبادة.
فكان سر النصر هو حفظ المسلمين لعهدهم و ثباتهم على كلمتهم لأننا تعلمنا أن خائن العهد يهزمه الله و لو بعد حين