خلق الله الإنسان وكان معلمه الأول واقتضت حكمته أن يختبرنا (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ولكنه لم يتركنا عبثا وإنما أعطانا غريزة التقديس فبها تتوق أرواحنا لمعرفة ربها وأرسل لنا رسلا وكتبا ليبينوا لنا الطريق. شريعة تقدم لنا الحياة الطيبة في الدنيا ومن بعدها دوام الخلود في نعيم الآخرة. وبمعرفة الله وأسمائه وصفاته تتعلق قلوبنا به. نعرفه فنحبه ونتمثل من صفاته بقدر بشريتنا تقربا منه ومحبة، عسى نتأهل لجواره في الجنة. إسم الله الجبار وهو القوي في علياءه والقاهر فوق عباده ولكنه مع ذلك يجبر المكسور ويساند الضعيف والمحتاج.
- خطة البرنامج العملية:
النشاط الأول : التشويق
يبدأ اليوم بتقسيم الشباب إلى مجموعات مع إعطاء كل مجموعة جبيرة ( عصا وقماش ) ونطلب منهم عمل جبيرة لأحد من أصدقائهم بسبب كسر في يده أو رجله.
بعد الانتهاء نتحدث معهم عن فائدة هذه الجبيرة من خلال مناقشة مفتوحة وأسئلة مثل
لماذل يضع الانسان جبيرة على العضو المكسور؟ لماذا يتم استخدام شيء صلب كعصا من خشب أو الشكل الذي به الآن
- هل يمكن تشبيه العصا التي تسند ذراعك عند الكسر بشخص قدم لك دعما في موقف في الحياة ؟
- هل صادفت من سندك في وقت كسرك وضعفك ؟
- اليوم سنتحدث عن اسم من أسماء الله من يستطيع التخمين؟
- اذا لم يتمكنوا من معرفته يمكن لعب لعبة تخمين الأحرف للوصول للاسم
تقسيم الشباب إلى ثلاث مجموعات مجموعة 1-2-3 بحيث مهمة كل مجموعة التعرف على معنى اسم الجبار من ثلاث معاني
نعطي كل مجموعة معنى من المعاني الثلاث ( جبر الكسر – القاهر القوي – العالي الذي يُجبِرُ غيره )
ولكل مجموعة أوراق بها المعنى أو أمثلة لشرح الإسم.
بعد المناقشة وفهم المعنى بتعمق نقسم المجموعات من جديد ولكن هذه المرة نقسم ثلاثيات ( نأخذ واحد من المجموع 1 واخر من المجموعة 2 واخر من المجموعة 3 )
فيقوم كل واحد بشرح الاسم الذي تعرض له وناقشه مع مجموعته لباقي أصحابه فيفهم الشاب الثلاث معاني

شرح المعاني الثلاثة:
المعنى الأول: الجبار هو العالي الذي لا يُنال لغة: الجبار هو الشئ العالي الذي لا ينال، الطويل ذو الطول، نقول نخلة جبارة أي لا يستطاع الوصول إليها فتقطف ثمارها، " قالوا إن فيها قوما جبارين " المائدة ٢٢
و الإنسان الجبار : قوي و عنيد و ممتنع ، و هو المتعاظم ، لا نقول العظيم ، بل متعاظم لأنه يتصنع العظمة و متكبر ، و هي صفة ذم في حق البشر .
صفة الجبار في الإنسان صفة ذم له لأنه يعلو على العبودية، ويستنكف أن يكون خاضعاً لله، أو خاضعاً لحكم الله
الجبار الحقيقي هو الله عز وجل، لأنه القوي الذي لا ينال و الذي يفعل ما يريد، لا يعجزه شئ في الأرض ولا في السماء، الذي لا تناله الأفكار و لا تحيط به الأبصار و لا تدركه العقول إدراكا شاملا، كل شئ خطر ببالك فالله بخلاف ذلك لأن لا توجد جهة في الأرض يمكن أن تحيط به سبحانه و لا يمكن أن تعرفه معرفة حقيقية حتى الأنبياء يعرفونه معرفة نسبية، و لا يعرف الله حقا إلا الله .
- و قال يحيى عليه السلام عن نفسه : ” و لم يجعلني جبارا عصيا” سورة مريم ، أي لم يجعلني متكبراعلى عبادة الله عز وجل.
- {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ(٣٦)أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ(٣٧)}
فكان جزاؤه:
{فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ(٤٥)النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ(٤٦)}
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ(٣٨)وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ(٣٩)فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ(٤٠)وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ(٤١)وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ(٤٢)}
- و قصة قارون ( ٧٦-٨٢ ) سورة القصص
الآثار الإيمانية المستفادة من الاسم
- تعظيم الله والخوف منه والتوكل عليه وحده في طلب الهداية والتوفيق والسداد لأنه متفرد بتصريف أمور عباده
- التواضع لله تعالى بقبول حكمه والتواضع للخلق وترك التجبر والتعالي والتكبر عليهم
الدعاء باسم الله تعالى الجبار:
عن عوف بن مالك أن النبي يقول في ركوعه “سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ” سنن أبي داوود
عقوبة التجبر يوم القيامة:
{وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ(١٥)مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ(١٦)يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ(١٧)}
المعنى الثاني: الجبار هو المصلح للأمور
الجبار كأن تقول: فلان وقع، واللهُ جبر كسره، جبر ضعفه فقواه، وجبر فقره فأغناه، الجبار هو المصلح، ومنها المقولة الشهيرة: ما عُبد الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر، كعظم مكسور جبره ترميمه.
لو أن الله عز وجل أصلح حال واحد لكان جابراً، إنه جبار، الجبار يصلح شأن عباده كلهم، يجبر الفقير فيغنيه، معظم أغنياء العالم كانوا فقراء جداً، يجبر الفقير فيغنيه، و يجبر الضعيف فيقويه، و يجبر الجاهل فيعلمه، و يجبر المظلوم فينصره، وأن تقول: يا جبار، يقولها التاجر أحياناً، يا جبار أصلح لي أمري، اجبر عني هذه البضاعة، أعنّي على بيعها يا جبار، كلمة جبار من عبد فقير لخالق السماوات والأرض كلمة لها معنى خاص، الخائف إذا قال: يا جبار يؤمّنه، المظلوم إذا قال: يا جبار ينصفه، الفقير إذا قال: يا جبار يغنيه، الضعيف إذا قال: يا جبار يقويه.
المصلح، المصلح يجبر القلوب المنكسرة، يجبر الخواطر، يجبر ضعف الإنسان، ويقصم جبروت الجبابرة.
الآثار الإيمانية المستفادة من الاسم
بما أن من معاني الجبار الذي يجبر كسر عباده ويغنيه الافتقار فان هذه المعاني تثمر في قلب المؤمن محبة الله والانكسار بين يديه وطلب الحاجات منه وحده
الدعاء باسم الله تعالى الجبار:
ولذلك كان من دعاءه في الجلسة بين السجدتين ( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني )
المعنى الثالث،الجبّار : هو القاهر خلقه على ما أراد من أمرٍ أو نهيٍ، كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليهوسلم : ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ﴾
الجبار هو القاهر خلقه على ما أراد”، والمقصود بالإرادة هنا الإرادة الكونية. فلله إرادتان: (إرادة كونية، وإرادة دينية)، فالكونية هي سنن الله في الكون التي تنفذ فينا وليس لنا حيالها أي تصريف: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82]، أما الإرادة الدينية فقد شرع الله لهم ما يرضيه ولم يجبرهم على فعله ولا على تركه، بل أمرهم ونهاهم وأعطاهم القدرة والاختيار فمن أطاع فله الجنة ومن عصى دخل النار
بعد فهم المعاني نقوم بعمل أركان لتطبيق الاسم وتقوم المجموعات بتبديل الركن كل 15 دقيقة الأركان
- عمل لوحة تعبر عن الاسم بمعناه ,ويتوفر فيه ( لوحة – ألوان – أدوات فنية )
- عمل أوراق تذكرة صغيرة وتوضع في صندوق ويسحب في نهاية اللقاء ، وهذه التذكرة إما أن تكون تذكرة لمعنى الاسم أو تطبيقات ايمانية وفي هذا الركن نوفر ( ورق صغير – أقلام – صندوق )
- احضار ورقة كبيرة على شكل قلب ولكنه ممزق ومقطع والمطلوب أن يقوموات بوضع بلاستر وكتابة ما الذي يمكن فعله لمساعدة شخص مكسور ضعيف ( ورقة قلب – بلاستر – أقلام )
- مسرح ظل حيث تقوم المجموعة بالتفكير في قصة عن التكبر والتعالي ثم عمل شخصياتها على لوحة سوداء والتدريب على تمثيلها ( مسرح من الكارتون والورق الأبيض الشفاف ولوحات سوداء – مقص – عصيان )
بعد انتهاء المشاركين من المرور على الأركان تقوم كل مجموعة بعرض المسرحية الخاصة بهم في مسرح الظل
ويتم عرض ما تم في كل ركن وأخذ تذكرة من ركن التذكرة
بطاقة الخروج
في ختام اليوم سيقوم كل شاب في لوحة مقسمة إلى أربع أقسام ( شيء أثر في – معلومة جديدة عرفتها – شيء ستطبقه – اسم من اسماء الله تود التعرف عليه)
يأخذ الشباب أوراق قابلة للصق ويقوم بلصق ورقة في كل قسم
قراءة الاوراق وختام اليوم
قال ابن القيم في النونية:
وكذلك الجبار من أوصافه *** والجبر في أوصافه قسمانِ
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا *** ذا كسرة فالجبر منه داني
والثاني جبر القهر بالعز الذي *** لا ينبغي لسواه من إنسانِ
وله مسمًى ثالث وهو العلو *** فليس يدنو منه من إنسانِ
من قولهم جبارة للنخلة العليا *** التي فاتت لكل بنانِ