كثر الجدل حول القوامة ومعناها وتطرف البعض في جعل القوامة هي فقط قيام الزوج بشؤون زوجته ومصالحها وجعلها البعض الآخر سلاحا على رقبة المرأة وكأنها حق استعباد الرجل للمرأة.
وفي المقال السابق أكدنا على أن النموذج الإسلامي يكون فيه الرجل هو المسؤول عن الإنفاق والحماية والرعاية وأنه على الزوجة أن تجعل من البيت مكانا للراحة وواحة للحنان وتجديد الطاقة. حضنا دافئا يتربى فيه الأبناء ، أشخاصا أسوياء صالحين مشبعين بالحب والحنان يشعرون بالأمان ويحصلون على تأهيل مناسب للحياة فيعرفون ربهم ويتعلمون كيف يديرون شؤون حياتهم.
وهنا أركز على القوامة واتخاذ القرارات في الأسرة.

اسمحي لي ابنتي الحبيبة :عليك هذا الواجب فعلا، لكن هناك نقطتان يضبطان هذا الحق ويمنعان الظلم لك.
- أولا: أنت بالأساس صاحبة الحق في اختيار هذا الزوج الذي سيكون عليك طاعته. فلتحسني الاختيار لشريك حياتك. أن يكون صاحب عقل راجح وذوق وتواضع. أن يكون بينكما احترام يحثه على احترام مشورتك ورأيك.
أن يكون ذو وجدان يقدر مشاعرك ويضعها في حسبانه عند اتخاذ القرار.
- ثانيا: في حال كان هناك قرار مهم جدا بالنسبة للزوجة واتخذ الزوج قرارا يؤثر جدا على استقرارها وراحتها، في حال شعرت بظلم من قرار لم يمكنها أن تتفهمه أو شعرت أن زوجها لم يقدر مشاعرها وظروفها وحاجاتها فيمكنها أن تلجأ لحَكَمٍ من أهلها وحَكَم من أهله ليتدخلوا ويتناقشوا مع الزوجين للوصول لأفضل حل.
ولن نحتاج للتأكيد على أن هذا الحل الأخير محفوظ فقط للأمور الكبيرة وأن الأصل أن تحل الأمور بين الزوجين في إطار من المودة والرحمة واحترام كل من الطرفين لرأي الآخر.
- وكلمة لك ابني الحبيب صاحب الحق، هناك متغير حقيقي في العصر الحالي. لقد تعلمت المرأة وخرجت للعمل وأصبحت تشارك في نفقة البيت وصارت تعرف الكثير وتطورت إمكانات النساء ومن الصعب جدا الآن إغفال حقها في المشورة.
- خفف عن نفسك ولا تشعر أنك الوحيد الذي يجب أن يعرف الصواب الكامل. تشاوروا سويا وأن كانت زوجتك ذات رؤية ونظر وجاءت المشورة بخير فلا يمنعك عنها كبر ولا موروثات ثقافية ليس لها أي علاقة بالدين.
تتناسب الحقوق مع الواجبات. فعليك أن تتفهم وتتوازن مع الوضع. أن تكون أكثر مرونة، بما لا يخل بأنك صاحب الكلمة الأخيرة والمسؤول عن حفظ مسيرة الأسرة. أنت المسؤول على أن لا تحيد الأسرة عن مراد الله منها. حافظ على مهمتك
وكلمة ختامية لكما معا:ناقشوا معا بذكاء وحكمة الأمور الكبرى الهامة بالنسبة لكما وتأكدا أن لكما نفس الرؤية لها ونفس طريقة التفكير أو على الأقل تقارب كبير فيها. وذلك لتأمين حياة هادئة بلا نزاعات وظلم لطرف دون الآخر.
تدربا سويا على مهارات التفكير واتخاذ القرار وحل المشكلات وعلى استعمال قاعدة أفوز ويفوز غيري لتجدوا دوما حلا يمكنه أن يكون مريحا لكل منكما. تدربا على مهارة الإنصات وأن تتفهم ما يقوله الآخر وأن تعبر عن نفسك لتكون مفهوما للآخر.