نتعلم من هاتين الآيتين من سورة تبارك:(وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (13) أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (14):
- جمال معرفة الله بأحوالنا ومتابعته لنا.
- وتوضيح الله لنا الخير والشر في القرآن والسنة. فبهذا ينعم المؤمن وينال الكافر عقابه بعدالة.
- كما يتضمن الدرس تدريب على مهارات حل المشكلات والتعامل معها.
أهداف الدرس
- أن يفهم الأطفال الفرق بين الكلمات الثلاث السر والعلن وما هو مخفي بذات الصدور.
- أن يعرف الأطفال أن الله السميع العليم يعرف كل هذا عن كل إنسان.
- أن يشعر الأطفال بالامتنان لهذه المعرفة.
- تدريب على مهارة حل المشكلات والاختيار بين البدائل.
- أن يفهم الأطفال معنى أسماء الله اللطيف والخبير وانعكاس هذا الفهم على حياتنا
يبدأ الدرس هذه المرة قبل موعد اللقاء بأيام
- يرسل المعلم هذا الفيديو للأطفال. يطلب منهم مشاهدته وأنه سيتم النقاش حوله في الصف.
وفي الصف يقومون بالنقاش التالي:
- من يمكنه أن يعيد حكاية القصة؟
- جابر عثرات الكرام في البداية أعطى المال لخزيمة ولم يعلم أحد فهل كان هذا الإحسان (سر أم علن أم فكرة بذات الصدور)
- ثم بعدها اضطر لأن يخبر زوجته فتحول من …إلى….
- من هي أكثر شخصية أعجبتك؟ لماذا؟
وقت الحكايات

كانت هناك فتاة اسمها ماجدة. كانت مجتهدة جدا، وكانت تتمتع بذكاء شديد كما أنها كانت ميسورة الحال. كانت ماجدة ترغب دوما في مساعدة أصدقائها. كانت تتطوع دوما للشرح لزميلاتها ما يصعب عليهم فهمه في الصف. وكانت كثيرا ما تشتري بمصروفها الشخصي حلوى وتوزعها على زميلاتها. لم تكن ماجدة تنتظر من صديقاتها التصرف بنفس الشكل.
ثم انتقلت لصفهم فتاة جديدة. لاحظت ماجدة بعد قدوم هذه الفتاة أن زميلاتها يبتعدن عنها شيئا فشيئا. أصبحن يتجاهلنها ولا يرغبن في اللعب معها. بل حتى عند تحية الصباح، لا يردون عليها. حزنت ماجدة كثيرا ولم تعرف ماذا تفعل وما السبب؟
لو كنت مكان ماجدة؟ ماذا يمكنك أن تفعل للتعامل مع هذا الوضع؟ ما هي الاحتمالات والبدائل؟ ما هي عاقبة كل احتمال؟
- يمكنها أن تصرخ فيهم مهينة لهم مذكرة إياهم بأفضالها عليهم من شرح وهدايا
- يمكنها أن تتقبل بعدهن عنها وتعيش وحيدة مكتفية بذاتها.
- يمكنها أن تختار أقربهن منها وتسألها عن سبب التغيير.
- يمكنها أن تذهب لمعلمة الصف، لعلها تساعدها في الحديث مع البنات والتفهم لما يجري بينها وبين صديقاتها.
لقد فكرت ماجدة في عاقبة كل تصرف. هي لا تريد أن تمن عليهم ما فعلت من أجلهم حتى لا يضيع أجر عملها الصالح. ولا تريد أن تعيش وحيدة فهي تحب الصحبة وتستمتع بها. ولم ترد أن تلجأ للمعلمة بل أرادت أن تتصرف بمسؤولية عن علاقاتها وأن تفهم هي بنفسها.
ذهبت ماجدة بالفعل لمن كانت الأقرب إليها من البنات وسألتها عن سر التغيير. وكانت المفاجأة أن الزميلة الجديدة، تحدثت عن ماجدة بأنها تشرح للزميلات حتى تشعرهن بفضلها عليهم وأنها متكبرة ومتباهية وتحب إذلال الآخرين. وأنها تعطيهن الهدايا لتثبت لنفسها أنها أفضل وأغنى منهم. وأن كل هذا بهدف الحصول على المكانة العالية والتميز وأنها تفعل ذلك حتى تفوز في انتخابات مسؤولي الصف. وأن مسؤولي الصف سيستفيدون من ذلك المنصب سيخرجون في رحلات ويحصلون على درجات إضافية وتخفيض كبير بل ربما يتم إعفاؤهم من مصروفات المدرسة.
- تفاجأت ماجدة مما سمعت وتألمت كثيرا. وأكثر ما آلمها هو أن زميلاتها صدقن هذا الكلام وأنهم بالفعل ابتعدوا عنها
والآن وقت النقاش:
ماذا تفعل ماجدة الآن؟
هل تقرر معاقبة زميلاتها لأنهن صدقن فيها هذا الظن؟
هل تتحدث إليهن واحدة فأخرى لتشرح موقفها؟
هل تذهب للمعلمة لتساعدها في تصحيح تفكير البنات ونهيهن عن الظن والإنصات للغيبة والتفاعل مع النميمة؟
هل لديكن اقتراح آخر؟
ذهبت ماجدة للمعلمة وأخبرتها وهي تبكي وطلبت منها المساعدة.
قالت المعلمة لماجدة، حبيبتي، أولا اطمأني، فأنت فعلت الخير وكنت تطلبين الأجر من الله تعالى والله يعلم ما قلت وما فعلت، فإن الله يعلم السر والعلن وما تخفي الصدور. فأجرك عند الله محفوظ.
سوء تصرف زميلاتك هو اختبار لك: هل ستظلين ملتزمة أخلاقك الجميلة معهم أم ستتغيرين عليهم. فإذا كان هدفك مرضاة الله فستستمرين في الإحسان إلى من حولك. وإن كان هدفك محبة الناس فقط فستتوقفين عن العطاء والإحسان.
أما بالنسبة لزميلاتك فانا سأشرح لهم الدرس القادم عاقبة سوء الظن والغيبة والنميمة وأتوقع أنهن سيفهمن خطأهن ويصححن تصرفاتهن.
هل أعجبكم تصرف ماجدة؟ لماذا؟
هل أسأت التعبير يوما وغضب منك صديقك أو أحد والديك؟ هل قمت بعمل بنية جيدة وتمت إساءة الظن بك؟ شاركونا خبراتكم في الموضوع
لقد فهمت الأستاذة ما قالته لماجدة من الآيات التالية من سورة تبارك:
وَأَسِرُّواْ قَوۡلَكُمۡ أَوِ ٱجۡهَرُواْ بِهِۦٓۖ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ (13) أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ (14)
- فلنتعلم حسن التلاوة ومعاني الآيات.
والآن سأصف لكم عددا من التصرفات وأنتم تقوموا بالتصنيف إن كان هذا سرا أو علنا أو مخفيا في الصدور، كما تصنفون هذا التصرف إذا كان صالحا أو غير صالح
- في نهار رمضان، دخل محمد إلى المطبخ وتلفت يمينا ويسارا، فلم يجد أحدا فشرب العصير وأكل قطعة كيك…. عمل سر وسييء
- وقف طالب في فناء المدرسة وأمام الجميع صرخ في زميله وشتمه…علن وعمل سيئ
- رن جرس المنبه قبل طلوع الشمس فقامت سماح للوضوء والصلاة وكل أهل البيت نائمون….عمل سر وصالح
- دخل سمير فراشه مساءا وقد قرر أنه سيصوم اليوم التالي ولكنه لم يخبر أحدا أبدا…ذات الصدور وهي نية صالحة.
- كان الصف فارغا تماما، فدخلت سلوى وعبثت بحقيبة صديقتها وأخذت منها قلما بدون إذن صاحبته ولم تخبرها بذلك….عمل سر سيئ
- خرج محمد إلى المسجد وشارك في صلاة الظهر جماعة. …عمل علن صالح
- قدمت صديقة منار لها قطعة من الحلوى فاعتذرت وقالت إني صائمة اليوم….عمل علن صالح
- اتفق الصف على إحضار هدية للمعلم ليشكروه على حسن رعايته لهم….عمل علن صالح
- قامت سمر بتوجيه دعوة لبنات صفها لجمع تبرعات لجمعية الرفق بالحيوان…علن وعمل صالح
- قرر خالد أن ينتظر زميله بعد المدرسة ويضربه ولكنه لم يخبر أي أحد بنيته تلك…..بذات الصدور وهي نية سيئة
- مذيعة في برنامج تليفزيوني تشرح تفسير القرآن….علمل علن صالح
- المعلمة في الصف تنصح الطلاب….عمل علن صالح
- قررت سميحة أن تدخر من مصروفها وعندما يكبر المبلغ ستتبرع به لدار الأيتام…..ذات الصدور وهي نية صالحة
ولنلاحظ أن العمل الصالح لابد أن يكون معه نية صالحة. أقصد قد يكون العمل صالحا ولكن النية التي في قلبي غير صالحة والله سيعلم ذلك. ولن أحصل على الأجر، إلا إذا كانت النية صالحة، ومثال ذلك:
من يعطي صدقة ليقول الناس عنه كريم. هنا العمل في العلن يبدوا صالحا لكن ذات الصدور كشفت أنه غير صالح.
ومثله من يحارب في المعركة ليقول الناس عنه أنه شجاع
أن أقدم خدمة لشخص ما، حتى يقبل أن يقدم لي خدمة في وقت آخر. ربما هذا ليس ذنبا، لكن لن يكون له أجر من الله.
ما رأيكم، أخبروني؟
ما رأيكم في فتاتين تصرفتا في موقفين مختلفين وأريد تقييمكم لتصرفاتهن؟
البنت الأولى دفعت صديقتها على الأرض. والبنت الثانية دعت صديقتها إلى حفلة عندها في البيت.
البعض سيكون رأيهم أن البنت الأولى أساءت، والثانية تصرفت بكرم ولطف.
فتجيب المعلمة: ماذا لو عرفتم أن الأولى دفعت صديقتها لأنه كان هناك شىء ضخم سيسقط على رأسها وهى أنقذتها والبنت الثانية كانت تخطط لمقلب تسخر به من صديقتها أمام الجميع.
ولهذا يجب أن نطمأن جميعا أن الله سيحاسبنا يعدالة لأنه يعلم الظاهر والباطن، السر والعلن و ظاهر الأمور وحقيقتها. نطمأن أننا سنأخذ حقنا من الأجر والثواب. لن يظلمنا الله في حين أن الناس قد يسيئون الظن أو يسيئون الفهم.
- وهناك موقفين آخرين:
الموقف الأول: بنت تمشي في الطريق تجد مالا ملقى على الأرض تنحني وتأخذه ما ظنكم بها ؟
. سيقول الأطفال العديد من الآراء بعضها ظن سييء وبعضها ظن حسن. فنؤكد على أن الله يعلم السر والعلن وما تخفي النوايا في الصدور
- الموقف الثاني: فتاه أدخلت رأسها من باب المسجد نظرت يمينا ويسارا لم تجد أحدا ينظر فمدت يدها في جيب معطف معلق وأخذت ما به من مال وخرجت ثم عادت بعد ذلك وجلست بالمسجد كأن شيئا لم يحدث ؟ ما ظنكم بها ؟
قد يظن البعض أنها :سارقه آثمه. ألم تجد مكانا تسرق منه إلا المسجد؟ وما هذه الجرأة لتعود وتجلس في المسجد.
لكن إذا علمتم ان الفتاه هي صاحبة المعطف. ستقولون هي السبب في ظننا بها لأنها ظلت تنظر يمينا ويسارا قبل أن تأخذ المال فأثارت في أنفسنا الشك فيها.
وماذا لو علمنا أنها نظرت يمينا ويسارا حتى إذا وجدت أحدا ينظر توضح له أنه معطفها وستأخذ منه شيء حتى لا تثير الشك فيها ولما لم تجد أحدا ينظر أخذت منه المال وخرجت ثم عادت مرة أخرى وجلست في المسجد
التطبيق: نعرض البوستر بالأسفل على اللوح ونقرأه مع الأطفال ونؤكد على فهمهم للمعنى وكيف يشعرون بعد أن علموا أن الله يتابعهم لييسر أحوالهم ويصلح شؤونهم ويرعاهم.

أطمأن في كل مكان فإن الله معي هو يرعاني.
ألجأ إلى الله في كل أزمة فهو يقدر على إصلاح أحوالي من حيث لا أحتسب ولا أدري.
أطيع أوامر الله ونواهيه لأنني أعلم أن كل أوامره مبنية على علم وخبرة بما فيه الخير للدنيا والآخرة