أحب أن أبدأ بالتأكيد على أن هذا الموضوع ليس مكتوبا للبنات، بل هو مكتوب لكل من البنين والبنات حتى يعرف كل منهما دوره ومكانه وحدود علاقته بشريكه في المهمة العظيمة.
لقد غير الإسلام نظرة المجتمع للمرأة. فبعد أن كان يظل وجه الأب مسودا إذا بشر بالأنثى، أصبح يستبشر لأجر حسن تربية البنات وتعليمهن. أصبح لكل فتاة الحق في اختيار زوجها أوفراقه. لها دور في المجتمع ولديها حرية في الحركة واستقلال مادي وكرامة.
وحتى إذا كره منها زوجها خصلة قال الله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
وتتضح في السيرة النبوية الشريفة محبة وحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على بناته. حتى أنه كان يتابع شؤونهن بعد زواجهن وينصح لهن ويوصي برعايتهن. فلقد أمر سيدنا عثمان بالبقاء بجانب زوجته رقية وأن لا يخرج للغزو معهم في غزوة بدر وبشره بالأجر والثواب على ذلك. لهذه الدرجة، إن رعاية زوجته المريضة تأتي في سلم الاولويات قبل خروجه للجهاد في سبيل الله.
- ومع هذا الإنفوجرافيك والصور التوضيحية يمكننا أن نلخص الفكرة

المرأة والرجل شريكان في هذه الحياة متكاملين على مسافة واحد من الكرامة والمسؤولية. كليهما مكلف برسالة وسيحاسب في يوم الحساب عبى درجة الوفاء بها.
ولكن لكل دوره ومميزاته وخصائصه الجسدية والنفسية. واقتضى اختلاف المسؤولية تفاوتا في القوة العضلية. لكن حذار من استعمال تلك القوة في ظلم شريكتك في المسؤولية. بل ضرب رسول الله وجائت نصوص القرآن تحث على حسن المعاملة والبر والرفق بهن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ»، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ» (رواه أبو داود وابن ماجه).
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا» (رواه أحمد).
واصفًا النبي صلى الله عليه وسلم قال: «.. وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ، وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ حَاجَتَهُ» (رواه النسائي).
فقال: «مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ؛ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ» (رواه البخاري).
اللطف والتوصية بحسن المعاملة
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «إِنْ كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ» (رواه البخاري).
صلى الله عليه وسلم قال: «إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي، مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ» (متفق عليه).
للنبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره غلام يقال له «أنجشة»، وكان يحدو [نوع من الغناء تساق به الإبل] بأمهات المؤمنين ونسائهم، فاشتد سياقه أي أسرعت الإبل فصارت تهتز بشدة بمن عليها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ! رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ» (رواه البخاري)

لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعليم المرأة فقال: «أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، فَلَهُ أَجْرَانِ» (رواه البخاري).
حرية مسؤولة تضبطها قواعد الشرع
- الحر هو الشيء النقي الخالص من العيوب والقذر والتلوث والأذى.
- فالتعريف الحقيقي للحرية في الأفعال أنها أفعال جميلة راقية نقية خالية من الشوائب والعيوب وبالتالي فالحرية في الأفعال لا ينبغي أن ينشأ عنها أي نتيجة قبيحة.
فالسير بالسيارة بدون احترام قانون المرور ليس حرية لأنه سيودي بحياة الناس والضرر في ممتلكاتهم.
وسماعك لدرس أو حتى قرآن بصوت عال جدا ليس حرية فانت تقلق راحة من حولك وتمنعهم من التركيز.
وإباحية العلاقات ليست حرية لأنها تفكك الأسرة وتدمر المجتمع وتدمر حياة الأطفال فلا ينشأون في بيت مستقر وتدمر حياة كبار السن فلا يجدون رعاية في شيخوختهم وتتوه النساء والرجال في عبث بلا مودة ولا رحمة بل وحدة وعزلة أو شتات وضياع. - لا يوجد في الدنيا شيء اسمه حرية بدون أي ضوابط. تلك هي الفوضى. وفي الشريعة الإسلامية كل الضوابط هي لحماية الإنسان. فإن الله لا يحرم إلا كل خبيث ضار ولا يأمر إلا بكل نافع ومفيد.
- الحرية غير المنضبطة بحدود الشرع تؤدي دوما لمفاسد على مستوى حياة الفرد والمجتمع.
- الحجاب إعجاز في التشريع فهو يغطي فتنة المرأة فيمكنها التحرك في المجتمع بحرية بلا تطلع للعيون إلى مواطن الجمال فيها فتساهم بدورها وبموهبتها وتتقدم في مجال اختصاصها وفائدة مجتمعها وهي آمنة محترمة الكيان والإنسانية.

وهو دور كل شابة وفتاة، أن يستكشف رسالته ومواطن موهبته التي خلقه الله من أجلها. وان يحسن أدائها باتقان حتى يلقى الله وهو عنه راض.
ليس بالضورة للجميع ان يكون نجما إعلاميا وناشطا على السوشيال ميديا. كل منا حسب موهبته وقدرته ودائرة تأثيره.
انعكاس ما عرفته على حياتي
سأشعر بالفخر والاعتزاز لأنني من أكرم خلق الله عليه وسأبذل جهدي لأكون لائقا للمهمة التي كلفني بها الله تعالى.
سأستمر في استكشاف أدواري في الحياة وأطور أدائي وأقوم برسالتي بإحسان.
سألتزم (بحجابي للبنات) بضوابط الشريعة أثناء انطلاقي في حركة الحياة:
سواء كنت في موقع (طالب/ طالبة) أو (موظف/ موظفة) أو (زوج / زوجة) أو (أب أو أم)
وقد يلوك البعض شبهات عن ظلم الإسلام للمرأة وقد أعددنا توضيحا لأشهر تلك الموضوعات
- شبهات وأباطيل لخصوم الإسلام حول ميراث المرأة
- الطريق إلى السكينة والمودة والرحمة ( الحب والزواج) والرد على الشبهات حول القوامة وحق الفراش وحق خدمة بيت الزوجية