المهارات العقلية تبني مفاهيم الإيمان بالقضاء والقدر وتجيب على الأسئلة الشهيرة

الإيمان بالقضاء والقدر هو ركن أساسي من أركان الإيمان. للأطفال واليافعين الذين لم يصلوا لمرحلة الأسئلة الكبرى أو تثور لديهم الشكوك، فعلينا أن نكون استباقيين ونغذيهم بتلك المعارف والمفاهيم وتحويلها لقناعات ولكن دون إثارة السؤال والتشكيك.

وقد وجدنا طريقة بناء المهارات العقلية مدخلا مناسبا لذلك. ونتمنى أن يناسبكم هذا البرنامج ويوفر عليكم الجهد.

أهداف البرنامج: بناء المهارات التالي
  • مهارة رقم 1- حل المشكلات
  • مهارة 2:  قراءة الرسومات التوضيحية
  • مهارة 3 : التحليل
  • مهارة 4: القدرة على قراءة الرسم التوضيحي
  • مهارة 5:  استنباط الأفكار بين السطور
  • مهارة 6: القدرة على العرض أمام الجماهير
  • مهارة 7: الفهم والتعبير
البرنامج العملي
مهارة رقم 1- حل المشكلات

سأحكي لكم بداية قصة ومطلوب من كل منكم أن يضع حلا للمشكلة:

كان هناك شاب في ال 18 من عمره. توفي والده. صديقنا لديه 3 أشقاء أصغر منه ووالدته مريضة. تحتاج والدته لجراحة مكلفة جدا وأشقاؤه صغار. لا يوجد لديهم مدخرات وهو بحاجة لمبلغ كبير بشكل عاجل حتى ينقذ أمّه من الموت ويتمكن من توفير العملية الجراحية لها.
كيف يتصرف؟

خطوات حل المشكلات تتلخص في : توصيف المشكلة – تحديد البدائل لحل المشكلة أو التعامل معها – تقييم عواقب كل مشكلة -ننتهي باختيار البديل المناسب ثم نضعه في الفعل.

فلنعصف ذهنيا عن خطوات التعامل مع المشكلة السابقة ثم نسأل

المشترك هو أن الله أعطاك القدرة على التفكير وأنت حر في كثير من المواقف تتخذ القرار فعليك أن تتخذ القرار السليم

مهارة 2:  قراءة الرسومات التوضيحية

نعم يتغير الرزق والعمر بناء على أعمالنا ولكن كل هذا محاط بعلم الله المحيط بالناس والأحداث.
ولكن بالنسبة للملائكة الذين يسجلون ويوزعون الأرزاق والآجال هو قدر معلق على خيارات الناس وحسن أو سوء فعالهم

مهارة 3 : التحليل 

ما هي أهم صفة تقف خلف كلمات هذا الشاب؟ ما هو تعليقكم على ما يقول؟

السر في حديث الشاب أنه صاحب قرار وعزيمة على التزام كل ما يرضي الله.

إن الهداية التي يقدمها الله للعباد هدايتان:

الأولي قدمها لكل البشر تشرحها الآية الكريمة (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172) سورة الأعراف

بمعنى أن الله غرس في فطرة سيدنا آدم وكل ذريته من البشر المعرفة به. وليس هذا بغريب الآن ونحن نسمع عن كيف تبرمج الأمهات الحوامل أجنتهن بالقراءة لهم وهم مازالوا أجنة في بطونهن ومن بعد الولادة، كل ما يعيشه الأطفال من يومهم الأول وحتى سن السادسة يصنع رؤية الأطفال وتوجهاتهم للحياة رغم أنهم بالتأكيد لن يتذكروا الأحداث التي عاشوها في تلك الأوقات. ويؤكد العلم الحديث على ذلك. فتدل هذه الآية الكريمة على أن الله جبل فطرة الإنسان على معرفة أن له خالق. هو ما يسميه علماء النفس غريزة التقديس.

  • أعطى الله لكل عباده وسائل الاهتداء (ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين) سورةالبلد. وهنا يؤكد الله على بذل تلك الوسائل التي تشمل الحواس والعقل والقدرة على الاختيار للجميع. ويؤكد على أنه عرَّف الجميع بطريق الخير وطريق الشر( النجدين).
  • ثم أرسل الرسل للبشر جميعا(يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)سورة الأعراف)
  • ثم وعد بأن من لم يصله الحق والرسالة فلن يحاسب ( مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)

الهداية الثانية: الآن يأتي دور الإنسان واختياراته، فهو إما سيستجيب للرسل وداعي الإيمان فيكون مستحقا للهداية الثانية (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) أو أنهم سيختارون الكفر أو عدم الالتزام بالمنهج الذي أنزله الله فهؤلاء لن يستحقوا الهداية الثانية. هؤلاء هم  من لن يرد الله لهم الهداية. لكن ذلك لأنهم لم يريدوها لأنفسهم. أعطاهم الله الحرية فأختاروا الكفر على الإيمان فلن يشاء الله لهم ولن يعطيهم الهداية الثانية أبدا.

الشرطي

ولله المثل الأعلى: ضابط شرطة يقف على مفترق طريق فيأتي إنسان لا يعرف الطريق فيبدأ الشرطي بشرح وصف الطريقين له و يخبره عن الطريق الأفضل للوصول إلى غايته فلو أن هذا الشخص استجاب للشرطي واختار الطريق الذي نصحه فيه، فسيستمر بإعطائه بقية تفاصيل الطريق وكيف يحصل على أسهل وأمتع رحلة ولكن إذا هذا الشخص رفض الطريق الصحيح وقرر أن يسير بالطريق الآخر والذي هو أساسا لن يوصله إلى الغاية السليمة فلماذا سيستمر الشرطي في إعطاء نصائح لطريق هو أساسا لن يسير فيه .

لهذا ومن المنطقي ولله المثل الأعلى أن يتوقف عن هداية هؤلاء الكافرين  ولن يريد لهم الإيمان لأنه غني عزيز ولأنهم لم يتقبلوا هدايته الأولى . من اختار الكفر فليذهب في طريقه (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )115 النساء

هكذا نفهم قول الله تعالي ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)، وأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.

مهارة التحليل: تدريب 2
  • حلل القصة التالية

فتاتان مقربتان، قامت إحداهما  بتزوير صفحة فيسبوك لشاب. وتواصلت مع صديقتها لمدة عام على أنها شاب محب وبالفعل عاشت معها قصة حب لمدة شهور. وعندما اكتشفت أم الفتاة رسائلها للشاب اتصلت به وانكر معرفته أو مراسلته لها وتواصلت الأم مع صديقة ابنتها وفتشت الأم الأخرى هاتف ابنتها واكتشفت انها هي من خدعت صديقتها طوال تلك الشهور.

ولنذكر هنا  قصصا من أدب الجريمة حيث يكون الفاعل هو آخر شخص نفكر فيه من فرط لطفه.

  • التحليل للقصة:

كانت الفتاة تبدو صديقة مخلصة في الظاهر، لكنها أخفت غدرا وإساءة. في القصص البوليسية، كثيرا ما يتخفى المجرم في ثياب الطيبة واللطف.

الإخلاص في القلب هو الأهم في كل عمل.

ملاحظة هامة: هذا الحديث لأحاسب نفسي وأصلح نيتي، ليس لأحكم على الآخرين. أحمي نفسي بوضع إحتمال تغير الناس لكن دون سوء ظن.

ويصدّق هذا حديث رسول الله: (إنما الأعمال بالنيات ) و( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)

رسول الله عامل عبد الله بن أبي بن سلول كبير المنافقين بظاهره ولم يعلن حربه لا عليه ولا على بقية المنافقين رغم ثقته بنفاقهم. فما بالك بأناس لا نعرف ما في قلوبهم بحدود بشريتنا.

نعاملهم بالإحسان. لنا الظاهر فقط من الناس وندع القلوب لله.

احم نفسك وخذ احتياطك، دون أن تحكم على الآخرين

ونفهم من هنا حديث رسول الله : صلى الله عليه وسلم
(فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها )

أن هذا النص ورد في حق من لا يعمل إخلاصا وإيمانا، بل يعمل بعمل أهل الجنة ( فيما يبدو للناس) فقط لأسباب أخرى غير إبتغاء وجه الله.
أو أنه كان ضعيف النفس فتغير موقعه من الالتزام بالحق والصواب.
أو دخل في معصية مستمرة وغلف الران قلبه فانتكس. ومن المعروف أن هناك من يكفر بعد الإيمان بسبب إدمان معصية معينة أو شهوة معينة من ثروة أو سلطة.

و يفسر هذا تحول الكثير من الناس وانقلابهم عن طريق الحق أو انقلاب الكثير من أهل المعاصي إلى طريق الخير، لأن المسألة هي قلبية أكثر منها سلوك ظاهري فربما كان العمل الصالح جاء لأسباب أخرى غير الإيمان بالله ولربما كانت المعاصي أيضا لسبب غير الكفر أو محبة الشر.

لهذا تأتي إختبارات الدنيا وتصاريفها ليؤمن من آمن عن بينة ويكفر من كفر عن بينة أيضا.(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (42) سورة الأنفال. أما الصالحين في كل من قلوبهم وأعمالهم فلقد قال الله عنهم (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)سورة إبراهيم.

مهارة 4: قراءة الرسم التوضيحي

وتفصيل ذلك: وجود أوامر ونواهي في الشريعة هو دليل على أن هذا مجال اختيار. وإن أجبرك أحد على فعل محرم فيسقط العقاب عن المكره. فنحن نُحاسَبُ فقط على ما هو واقع في منطقة الاختيار الحر لدينا.إن في حياة الإنسان أمورا تجري في الكون لا حكم له عليها مثل الزلازل والبراكين والزمن…. وتلك لا يحاسبه الله عليها. وأمورا تجري عليه ولا قرار له فيها مثل من هم والديه وعرقه ونسبه ولون بشرته ودرجة طوله أو قصره وتلك لا يحاسبه الله عليها. وأمورا للإنسان فيها إرادة واختيار ……وتلك فقط هي مناط الحساب والتكليف.

سؤال كبير

•لو شاهدت مباراة لكرة القدم / وفي الدقيقة 70 قام لاعب ما بارتكاب ركلة جزاء .. ثم قمت بتسجيل المباراة وأحضرت شخص ما  لم يشاهد المباراة وجعلته يشاهد المباراة ، ثم قلت له إن اللاعب الفلاني سيرتكب ركلة جزاء في الدقيقة 70  .. فهل أنا أجبرت هذا اللاعب على ركلة الجزاء؟ بالطبع لا. هو مخيّر وهو الذي قام بارتكاب الخطأ ولم أجبره على ذلك .. ولكن الذي فعلته هو كأنني ذهبت للمستقبل وعلمت بأنه سيقوم بهذا الشيء لأني شاهدت ذلك مسبقا .. ولله المثل الأعلى.. لأن الله يعلم الغيب وما سنفعل مستقبلا، قضي بتدوين هذه الأعمال التي سنقوم بها ( بالنسبة لله هي معلومة سلفا) وهي بالنسبة لنا ( سنقوم بها لاحقا لأنها مستقبل ) .. فكل القصة هي أن الله خارج الزمان والمكان ولذلك يعلم مستقبل كل شيء ولا يعني هذا أنه يجبر العباد على فعل شيء ثم يحاسبهم عليه .

لا يحاسبنا الله على أمور قدرها علينا وإنما على ما كان لنا فيه حرية اختيار

قال الكافرون مثل هذا القول من قبل (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء من ذلك) سورة الانعام

ولتعلم ان كل ما قدره الله عليك وليس لك فيه إختيار يعد إختبارا لك. وهو مصمم تماما ليناسبك وإنك قادر على أن تنجح فيه. وأن الله يعلم قدراتك الحقيقية وقدرتك على اجتيازه ولن يطلب منك أو يكلفك أكثر من هذا. فإنه (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فهو لن يحاسبك على ما لا تستطيعه. المهم هو أن لا تقصر أو تكسل وتدعي أن هذا هو ما تستطيعه فعلا، لأن الله يعرف كل نفس فهو من سوّاها ويعلم السر وأخفى.

ولله المثل الأعلى: هناك علم في الدنيا هو علم وضع الامتحانات ويدور حول كيف تصمم اختبارا متفاوت الصعوبة يبرز الطالب المتفوق. الاختبار الجيد يجب أن:

  • يبرز نقاط الضعف عند الطالب في المساحات التي لم يتقنها، حتى يتدارك نقصه.
  • الاختبارات الراقية تكسب الطالب مهارة اثناء تأدية الاختبار، فهي تدربه وتنمي عقله.
  • ويجب اختيار كل سؤال بعناية حتى يتناسب مع المنهاج والصف الدراسي وما قدمه المعلم من تدريب.

ولله المثل الأعلى، فهو أعلم بنا وبما نطمح ونرغب وكيف نفكر والمنهاج الذي أرسله والظروف التي نعيش فيها. لا مجال للصدفة فإنه قدر كل شيء تقديرا. كل ما هو ليس من اختيارك ويمثل تحديا لك هو مختار ومصمم بعناية ليبرز أجمل ما فيك ويعلمك ما ينقصك ويزيدك مهارة وإبداعا. بشرط واحد: أن تؤدي ما عليك بشكل صحيح.

إذا أظهر اختبارك ضعفا فلا تتهم الممتحن (كما يفعل الكثير وينقمون على الله) وانما تعلم كيف تفيد من الاختبار لترفع درجتك.

مهارة 4: قراءة الرسم التوضيحي
التدريب الثاني

لنفهم هذا الأمر نحن بحاجة إلى أن نفهم الحقيقة التالية:

قوانين الزمن ماضي وحاضر ومستقبل هي من خلق الله. تلك القوانين تمثل قيودا لنا فانا لا أستطيع تغيير الماضي ولا أستطيع أن أعلم ما يأتي في المستقبل. لكن الله هو الذي خلق تلك القوانين وبالتالي فهي لا تحد قدرته ولا تعجزه. فهو يعلم ما في المستقبل والذي هو علم الغيب بالنسبة لنا.

مهما حاول عقلنا أن يدرك كيف هذا فلن يستطيع لأن عقلنا مخلوق في إطار الزمن ومحكوم بقيوده.

مهارة 5:  استنباط الأفكار بين السطور

قصة حدثت للعالم مصطفي محمود قبل تحوله من الإلحاد إلى الإيمان أن شاهد في نومه صديقين له يمشيان في مكان ويتحدثان بكلام وعندما التقوا وحكى لهم منامه تعجبوا كثيرا لأن كل ما حكاه حدث فعلا.

يحدث هذا مع كثير منا، أن نرى رؤيا وتتحقق فيما بعد كما رأيناها من قبل. حاول د. مصطفى بكل طريقة أن يتعامل معها كموهبة ويسترجعها أو ينميها وسافر للهند وقابل البراهمة والكهان واشترى الكتب ومارس كل التمارين الممكنة ولكن عبثا لم تتكرر معه ثانية. كانت الفكرة التي وصلته:

  • هذا الغيب الذي هو غيب عني مكتوب في مكان ما ويشاء الله أحيانا أن يطلعنا على سطور من ذلك المكتوب لسبب معين.
  • فالله كتب في اللوح المحفوظ ما سيجري إلى يوم القيامة لأن علمه محيط به وليس لأنه ألزمنا أن ننفذ ما فيه.

ولله المثل الأعلى: كمعلم يعرف من طلابه من يستذكر ومن يهمل دروسه فيمكنه أن يقرر من الآن من سيحصل على علامات عالية وآخر سيحصل على علامة منخفضة. فلا يمكنك أن تلوم المعلم لأنه عرف النتائج ولكن الطالب يلوم نفسه لأنه لم يذاكر دروسه.

مع الفارق أن هذا المعلم يتنبأ مع احتمال الخطأ ولكن الله يعلم حقا ما كان وما سيكون.

تسجيل كل شيء في اللوح المحفوظ لا يعني أن الإنسان مقهور علي أداء ما كتب فيه بل هو سبق علم

مهارة 6: القدرة على العرض أمام الجماهير

يتم التقسيم لمجموعات للتدريب والعرض للموقف التمثيلي: المعلمة تدخل الصف وتقول  بسبب الكورونا، لن يكون هناك اختبار ولمعرفتي بكم سأعطي لكل منكم درجة أقيّمه أنا بها.أسماء 90 – هناء – 60  – سمية   70  -يعترض الطلاب لأنهم لم يأخذوا فرصة حقيقية للتعبير عن أنفسهم والتقييم الواقعي لها. وأنهم كانوا سيبذلون جهدا ويستحقون معه درجات افضل.

مهارة 7: الفهم والتعبير
التدريب الأول
  • ولنفهم ولنعبر عن رأينا في هذا الفيديو لطيف:

نحن في الدنيا لننمو ونثبت ذواتنا ونتحلى ونتخلى ونرتقي فنصبح مؤهلين لجوار الله والخلود في جنة بالقرب منه

لأن الاختبار ليس لله ولكنه لي أنا. فلو حكم الله على بالنار بدونه لاعترضت وقلت هذا ظلم لم أكن لأفعل تلك الأفعال السيئة. وكم من البشر يظن بنفسه الخير وعندما يقع تحت التحدي تنكشف حقيقة نفسه. ورأينا كثير من الناس يحكون أنهم عندما تعرضوا لاختبار معين، إكتشفوا من نفسهم أداءا مختلفا تماما عما كان يظنونه عن أنفسهم. فسبحان الله حتى أننا لا ندرك حقيقة أنفسنا أحيانا وتكون مواقف التمحيص في الحياة فرصة لنا لكي ندرك تلك الحقيقة ونكتشف نقطة الضعف أو العيب.

تلك أكبر نعمة في امتحانات الدنيا، إذ أنك إذا اكتشفت نقطة الضعف وموطن المرض تمكنت من العلاج. فتلقى الله يوم القيامة وقد تطهرت من عيبك وحققت أعلى درجة كمال بشري ممكنة وأصبحت لائقا للجنة. وهناك من سيكتشف سوء نفسه وعند حسابه لن يشعر بالظلم لأنه يحاسب على ما قام به فعلا بحرية وباختيار.

مهارة الفهم والتعبير
التدريب الثاني
  • راقبوا هذا الفيديو، ما الفكرة خلفه وما تعليقكم عليه

ولله المثل الأعلى: تقوم شركة السيارات بإختبار منتجها على تحمل الصدمات بكل الطرق، رغم علمها أنها استعملت أفضل المعادن لصناعتها. ولكن مازال التحدي الواقعي هو الذي يظهر نقاط الضعف ومن ثم تتمكن الشركة من تحسين منتجها لتجعله الافضل.

الشركات التي لا تختبر منتجها، فسيظل رديئا ولن تكون لديه فرصة للتطور. البعض سيجتهد ويصحح الخلل فيسبق الشركات الأخرى.

أنت أيضا عندما تمر بمواقف الحياة التي أعدها الله لك، إعلم أن الله أعدها محبة منه ليساعدك على أن تتبصر بمواطن عيب نفسك. قد تقول سبحان الله كنت أتوقع من نفسي أداء أفضل من هذا. سأصلح من نفسي وسأكون أفضل المرة القادمة.

وقد تلقي اللوم على الآخرين والظروف وتظل مغلقا عينيك وتدعي أنك رائع.

اختبار الحياة الدنيا نعمة لكل من أراد أن يكون بصيرا بنفسه على حقيقتها وأراد أن يعمل على إصلاح قلبه وتنمية ذاته.

تحليل القصة التالية:
  • كانت طفلة لأسرة متوسطة. كان بداخل تلك الفتاة محبة لله وللقرآن ورغبة دائمة في أن تكون نموذجا صالحا يرضي الله وينشر الخير والحكمة والعدالة والسعادة في الارض. كانت تجتهد في ذلك بقدر ما يتاح لها من إمكانات. كانت تكثر من القراءة في الدين وتتعلم كيف يكون المسلم الصالح قويا كريما صادقا وفيا محبا للخير للجميع. وبالطبع هي تتبني كل ما قرأته وحسبت من نفسها أنها على هذا القدر من الروعة.

 تحكي أنها مرت بمواقف في حياتها تتحدي تلك الصفات. خافت يوما فكذبت. وثارت غيرتها من أخرى فحسدت ورأت محتاجا وكان لديها ما تعطيه فضنت وهناك من تسبب لها في شيء من أذى فله الشر تمنت. وفي كل مرة كانت بعد الموقف تقيم حالها وتفاجأ بما صدر عنها وسلكت طريق الصالحين من توبة وندم وعزيمة على عدم التكرار ووعد لله أن لو تكرر الموقف لأرينك من نفسي أفضل ما يرضيك عني وبالفعل أعطاها الله تلك الفرصة فنجحت. كانت النتيجة نقاء أكبر وتطورا للأفضل وتحققا أصدق وقربا من الله أعلى وسعادة في الدنيا وأملا في سعادة الآخرة من بعد.

 استشعرت صديقتنا أن تلك الاختبارات نعمة ساعدتها على معرفة نفسها ورأتها رمزا لرعاية الله لها الذي من فوق سبع سماوات يعرفها أكثر من نفسها يتعهدها بالإرشاد ويساعدها على اكتشاف الخلل ويعلمها كيف تصححه. حتى إذا قابلته يوم القيامة، جائته وقد تعافت من عيبها وأكملت نقصها فرضي عنها ورفع درجاتها من الجنة.

التفرقة بين القدر ونتائج أعمالنا

خلق الله الكون وجعل له قوانين ومنها قانون السببية. ويعني أن إذا أردت تحقيق شيء فعلي أن أتخذ الأسباب التي تؤدي لذلك. على سبيل المثال:

  • طالب لم يستذكر درسه فرسب هذا عمل يديه وليس بسبب القدر
  • شاب يقود السيارة بأقصى سرعة ويقوم بحركات بهلوانية وأصيب في حادث بشلل رباعي، فهذا نتيجة عمله وليس بسبب القدر

فقط عندما يحدث شيء لم يكن نتيجة عملك، يمكنك أن تعزوه إلى القدر

One comment

  1. طريقة طيبه لتعليم الناشىة والوصول الي الفكرة من طرق متعددة
    اعجبتني فكرة القصة والتعليق عليها والفيديوهات المصاحبة

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.