إذا كنت مربيا / فتلك مهمتك رقم 1

الجزء الأول من الورشة بعنوان:
مهمة المعلم رقم 1 / بناء التقدير الذاتي لدى أبنائك أو طلابك.. فكن مستعدا

المقدمة
أنت تعطي من نفسك قدوة لما أنت عليه فعلا ولهذا فعليك أن تعمل على نفسك معدا لها لتكون الشخص الكفء المناسب لتلك المهمة ذات الشرف العالي. لهذا فإن كنت أبا أو أما او معلم صف أو مشرف تربوي فإن تلك الرسالة هي لك أنت.

عليك أن تتقن المهارات التربوية حتى تتمكن من أداء مهمتك:

  • .أن تكون ملهِمَا ومُبدِعا وتحول من تربيهم إلى فريق
  • أن تدرك صاحب الألم من بينهم وتشعر بهمه وتساعده على تخطي أزمته.
  • ستحتاج لأن تكون قارئا مستمرا حتى ينمو إبداعك وقدرتك على التعليم.

ولتعلم أنه في أحد الاستبيانات سألوا الطلاب عن أكثر الصفات التي يحبونها في معلميهم فتراوحت إجاباتهم بين :
أن يكون عادلا ، مرحا  وباعثا على الأمل.

السر حتى تنجح في التربية هو أن تنجح في شد انتباه طلابك.

وإليكم نتائج تلك الدراسة وهي  ربما شهيرة لكن تتطلب التشديد عليها:

  • الطلاب يتعلمون بنسبة 5% بأسلوب المحاضرة
  • ويتعلمون 10%  بالقراءة
  • ويتعلمون بنسبة 15% مع استعمال الوسائل السمع بصرية
  • ويتعلمون 30% بالعمل الجماعي
  • يتعلمون 50% بالنقاش
  • ويتعلمون 75 % إذا نفذوا الشيء بأنفسهم
  • ويتعلمون بنسبة 95 % إذا شرحوه لشخص آخر

اجعلهم فاعلين،فيما بينهم وفي مجتمعهم المحيط فتضمن أعلي درجات التعليم.

  • في كل مهمات الحياة ومن الأحرى كمعلم راقب قاعدة 80/20 وهي باختصار أننا نبذل الكثير من الجهود لتحقيق أهداف معينة . إذا راقبنا ودققنا تلك الأنشطة سنجد أن 20 % فقط من تلك المناشط كانت مسؤولة عن 80% من الإنجازات. وبالتالي هي دعوة للتدقيق في الجهود المبذولة للتركيز على ذلك النوع من الجهود القليلة الكلفة والعظيمة المردود. بالطبع في الكلفة هنا، لا نقصد الكلفة المادية فقط وإنما الكلفة في الوقت والمشاعر والجهد.

  تدريب : إكتب أهدافك و ما هي الأنشطة التي تقوم بها فعلا ودقق جدوى كل منها وأرصد الأنشطة الأكثر فعالية والأقل كلفة في الوقت والجهد والمال. إبتكر وسائل جديدة.

الآن نأتي للمهمة رقم 1 للمعلم والمربي وهي أن تبني التقدير الذاتي لطلابك

 التقدير الذاتي وهو كيف ترى نفسك وتقيمها وتتقبلها، كيف تثق فيها وتؤمن بها وكيف تتقبلها دون قيد أو شرط وتؤمن بحقها في السعادة
ولهذا تحتاج أولا أن تعرف ما هي مواصفات الطالب الذي يعاني من ضعف تقدير الذات، وذلك لأن التشخيص هو أول خطوة في العلاج:

  • .يغضب بسهولة – كثير الشكوك 
  •  لا يمكنه أن يقول لا بسهولة وهذا خطير جدا، حيث يتعرض هذا النوع من الطلاب للتنمر او التحرش او يسكت لأي أذى يطاله بدون أن يحتج.
  • لديه عقلية الضحية ويشعر أن الجميع يضطهدونه ويقصدون إيذائه أو يهملونه.
  • .يشعر دوما بعدم الأمان وانه معرض للأذى في أي وقت
  • .متعالي وقد يكون هذا نظاما دفاعيا ليخفي فيه شعوره يالضآلة وعدم الثقة بالنفس
  • .غير قادر على التكيف مع الواقع

كل الطلاب سيحتاجون للاستمرار في دعم بناء تقديرهم الذاتي ولكن من يعاني من نقص التقدير الذاتي سيحتاج عناية خاصة لتضميد الجرح النازف فعلا.

  • مواصفات الطالب صاحب تقدير الذات العالي:
  1. صاحب قرار
  2. معتمد على نفسه في معظم الأحوال.
  3. قادر على تطوير الذات
  4. متواضع
  5. مبدع
  6. مشاعره إيجابية تجاه الآخرين

الخطوة الأولى هي التشخيص تمهيدا للعلاج.

نصائح وأنشطة للمعلم ليساعد الطالب على بناءه تقديره الذاتي:
  1.  أن تبين لكل طالب  أنه أعظم خلق الله على الأرض وخليفته وإيمانك به نابع من إيمانك بقدرة الله وثقتك بأنه أودع بالإنسان..بك كل القدرات التي تؤهلك لتكون بأعلى مكانة بين كل مخلوقاته وبل وتكون حاكما ومسؤولا عن الأرض كلها لتجعلها مكانا أفضل للعيش فيها.
  2. أن تخبره أنك إذا لم ترى في نفسك تلك القدرة فليس لأنها غير موجودة وإنما لأنك لم تكتشفها. فلنكتشفها سويا.
  3. أن أخبر طلابي أن الله خلقنا مختلفين وأعطى كل منا مواهب خاصة به لأن لكل منا دورا في الحياة مختلفا عن الأخر، وواجبنا الأول هو أن نكتشف قدراتنا ودورنا في الحياة.
وإجابة عن السؤال: كيف أكتشف قدراتي ودوري في الحياة؟

فأجيب أن بعض الشباب يكون واضحا جدا لديه هدفه ورغبته المتوقدة لدور معين ومهمة معينة، وهذا ليس في أغلب الأحوال. وإنما على الأغلب فانت تحتاج  لخوض تجارب كثيرة والعمل على أداء المهمات المتنوعة وأثناء ذلك لاحظ :
أي المهمات كنت شغوفا بها ومستمتعا؟
أي المهمات كنت متميزا فيها؟

ونظل ننوع ونجرب ونرفع في درجة الصعوبة حتى نصل بالفعل لأقصى قدرة على التحدي  واكتشاف للنفس وتطوير للذات.وبناءا عليه:

  •  أعِدَّ لطلابك مهمات وأحيانا تحديات متنوعة تساعدهم على اكتشاف قدراتهم.
  • أثني دائما على منتجهم مع نصائح تساعدهم على التجويد والتحسين ، بمعنى آخر أضف إليهم الخبرة والدراية واتركهم يطورون ما قدمت لهم و يأتون بشيء جديد.
علي سبيل المثال:

في مشروع ما ، سنقدم لهم بعض المصادر والأبحاث الموثوقة و بعض المواقع المتخصصة  ونعطيهم الفرضية المطلوبة وهم يقررون كيفية السير للوصول للهدف. أثناء عملهم ستظهر لهم أسئلة واستفسارات يمكننا ان نساعدهم في ايجاد الطريقة للإجابة عن الأسئلة.

دور المعلم هو ميسر وموجه. يعطي السؤال الصحيح ولا يعطي الإجابة .

  • عندما تعطي لطلابك تحديا فليكن تحديا محسوبا بمعني: تحديا يستنهض قدراته ولكن لا يشعره بالعجز.
  • دربهم دوما على الأداء الأفضل وليس الأداء المثالي.
  • دربهم على مهارات الاسترخاء والتحفيز الذاتي.
  • دربهم على مهارات التفكير الإيجابي.
  • ساعدهم لوضع الأهداف الشخصية و تحديد الأولويات و إدارة الوقت.
  • تدريب الطلاب على التحكم في الحالة المزاجية واستبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية.
  • ومن أهم النقاط هي العمل على البيئة الصفية أن تكون مليئة بالاحترام والتقدير والقبول للجميع رغم الاختلاف.  

وختاما أرجو من حضراتكم مشاركتي في خانة التعليقات بكتابة إجابة عن كل من السؤالين التاليين:
ما هي التصرفات التي قد يقوم بها المعلم والمربي بدون قصد وتتسبب في تحطيم الصورة والتقدير الذاتي للطلاب؟
ما هي إقتراحاتك لأفعال أو أنشطة أو أساليب تساعد الطالب على بناء تقديره  لذاته؟

 

20 رأي حول “إذا كنت مربيا / فتلك مهمتك رقم 1”

    1. يسعدني جدا أن الموضوع لاقي استحسان من حضرتك ونتمني ان تشاركينا بالنصح حول موضوعات اخري ترينها بحاجة لتسليط الضوء عليها

      إعجاب

  1. السلام عليكم
    احسنتم وجزاكم الله خيرا
    بالنسبه لاجابة السؤال الاول من التصرفات التى تقوم بتحطيم الصوره الذاتيه المقارنه بين الطلاب وغياب العدل فى التعامل مع الطلاب ولو فى ابسط الامور وتوبيخ الطالب وعدم الرفق فى نصحه

    إعجاب

      1. بارك الله في جهودكم وثقل موازين حسناتكم
        بالنسبة للسؤال الأول :أظن على المعلم أن ينتبه للتعبير الغير لفظي
        السؤال الثاني :اشراكهم في جماعات ورحلات وإعطاءهم دورات

        Liked by 1 person

        1. شكرا جزيلا علي مشاركتكم، بالفعل لغة الجسد وفلتات اللسان يمكنهما ان تظهرا قناعات الطالب الحقيقية أو همومه ومخاوفه الحقيقية والتي ربما يحجزه عن الإفصاح عنها سبب ما.

          إعجاب

  2. عذرا
    اجابة السؤال الثانى
    نفى جميع التصرفات التى تحطم الصوره الذاتيه للطلاب المذكوره فى اجابة السؤال الاول بالاضافه الى مساعده الطلاب فى اكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتشجعيهم وتعزيز الثقه لديهم مساعدتهم فى تخطى الصعاب والمشكلات التى يواجهونها وبناء علاقه وديه وقويه بين فريق العمل الواحد

    إعجاب

    1. فعلا ما ذكرته حضرتك في منتهي الاهمية ومع الأسف هو غائب عن معظم صفوفنا الدرسية بالمنطقة العربية، عسي ان تكون كلماتك جرسا يشد انتباه كل مسؤول قادر علي أن يشارك في تقديم برامج تغطي هذا الاحتياج

      إعجاب

  3. يعطيك العافية دكتورة. مقال ممتاز ويلقي الضوء على الجانب الإنساني من العملية التربوية. ينادي التربويين في العالم بتبني نهج “كل الطفل” (the whole child approach)..وهذا يعني أن المدرسة بشكل خاص والتربية بشك عام يجب ان تهتم بكل جوانب الطفل الانسان وليس فقط التركيز على الجانب الأكاديمي كما يحدث في الأغلب.
    دور المدرسة اليوم ليس تعليم القراءة والكتابة فقط دورها اليوم هو الاعداد للحياة .. والحياة أوسع وأكبر من مهنة المستقبل أو سوق العمل أو التخصص.
    من هذه الأدوار دعم وتطوير مهارات حياتية كثيرة منها النظرة الايجابية للذات.. فمن لا يرى أنه قادر ويستطيع وواثق من قدراته (ليس الأكاديمية فقط)سيبقى متعثرا.

    إعجاب

  4. أما بالنسبة للإجابة على أسئلة حضرتك
    أولا: لغة المعلم والكلمات والألفاظ التي يستخدمها. هناك ما نسميه اللغة الداعمة وهي قطعا ليست لغة المديح التعزيز فقط. فإن كانت لغته والفاكهة غير موجهه وجراحة او مستهدفة او قاسية أصبحت بيئة التعلم مهددة وغير آمنة.. وكما قال أحدهم« قد يقتل مبضع الجراح مريضا.. وقد تقتل كلمة المعلم جيلا»
    ثانيا: هناك الكثير من الأنشطة التي تستهدف ان بتعرف الطالب/الفرد (بما في ذلك المعلم والمدير)على نقاط القوة والضعف في شخصيته. من المهم جدا أن يتعرف الانسان على نقاط قوته ويوظفها لتثري حياته وليس فقط التعرف على نقاط ضعفه والعمل على تطويرها..

    إعجاب

    1. حميل ومتشوقة لأعرف رأي حضرتك في التوجه الذي يضع الجهد كله على تقوية نقاط القوة علي أساس أن نقاط الضغف ستتلاشي ذاتيا.

      إعجاب

  5. اولا جزاكم الله خيرا دكتورة هناء الموضوع في غاية الاهمية ، بارك الله جهدكم
    فيما يخص السؤال الاول أرى ان من أكثر وسائل تحطيم الذات للطالب هو النقد الدائم حتي لو كان بناء فاستمراريته تضعف شخصية الطالب ويجعله يحمل الشكوك والتردد تجاه كل ما يفعله مما ، وحتي لو كان أداءه مكتملا سيشعر بالنفص دائما وان هناك خطأ ما مما سيؤثر علي ادائه فيما بعد ،
    ايضا عدم الانصاف في التعامل مع الطالب سيشعره أنه أقل من غيره وان عدم الانصاف لوجود خلل فيه لا خلل من المربي نفسه مما سيقلل من قيمته امام نفسه…
    ايضا التوجيه امام الجميع وبطريقة لاذعة يؤثر علي الطالب ويشعره بالخجل وربما عدم القدرة علي المواجهة مرة اخرى وربما كان يعرف اجابة سؤال ما او لديه فكرة ولكنه سيخشى من طرحها

    فيما يخص السؤال الثاني

    تقدير الطالب لنفسه يبدأ من ان يكتشف غيره ما يبرع به ويشجعه ويحفزه وهذا دور المربي مما يقوي تقدير الطالب لذاته لمعرفته بمجال براعته وتميزه

    ايضا الكلمات التحفيزية المستمرة العلنية والنقد المحفز غير الدائم وغمره بالحب سيجعله يوقن انه يستحق الحب وأولي الحب ان يحب ويقدر نفسه

    إعجاب

  6. السؤال الاول:_ المعلم الذى يصرخ كثيرا وينتقد كثيرا ويغضب سريعا والفاظه جارحه والذى يقارن بين الطلاب فيزرع فى قلوبهم الحقد
    أيضا المعلم الذى يهتم بالناحية العلميه فقط ولايعط اى مساحه للحوار والاستماع إلى الطالب فيفقدروح الترابط بينه وبين تلاميذه
    المعلم المادى البخيل الذى لايكافأ طلابه بهدايا تشجيعه بل هو من ينتظرمنهم فى المناسبات
    المعلم الذى يميز بين تلاميذه عل أساس من هو من أبناء أقاربه اوابناء أصحابه أو من يأخذ عنده درس خصوصي أو عل أساس من هواغنى ماديا او أعلى نسبة أو شهره
    النقد فى العلن أمام كل الطلبه فى الصف اوالحلقة
    السؤال الثانى:_
    *إعطاء مساحه كبيرة للطالب للتعبير عن نفسه وأفكاره وأحلامه
    *مساعدة الطالب عل معرفة عيوبه ومساعدته عل محاولة حلها حتى يصل المعلم معه إلى افضل نتيجه ملموس
    *معاملة الطالب عل انه صاحب واع وان يحترم المعلم أفكاره وميوله وان يصحح له أفكاره الخاطئة بهدوء واحترام دون غضب وسب واهانه
    *عدم تهديد الطالب بالبوح بأسراره وفضفضته مع معلمه إلى والديه بل تشعره بالأمان والاطمئنان
    *أن يشارك الطالب فى أنشطه تعليميه ثم يقوم بتعليمها لمن هم اصغر منه فيشعر بقيمته وبقدراته فتزيدثقته ف نفسه
    *الإنصات للطالب وتشجيعه ومشاركته ف هواياته الخاص أو اهتماماته الخاصه
    *تشجيع الطالب عل الرياضه والقراءة هتزيدثقته فى نفسه
    *عل المعلم إن يكثر من الكلام عل النقاط الإيجابية فى تلاميذه أمام بعضهم البعض ويشجعهم ويكافؤهم
    *تذكير وتشبيه كل مايفعله الطالب من مواقف جميله بمواقف كان يفعلهاالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته فيثق فى نفسه اكثر ويتمسك بالقيم والمبادئ التى زرعت فيه

    إعجاب

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.