حماية الفطرة 10 / أحد أبنائي يتابع الأفلام الإباحية، ماذا أفعل؟

إحدى الأمهات تقول: ابني شاب ممتاز خلوق يصلي منتظم في حلقة القرآن .دخلت عليه في أحد المرات فارتبك وبمزاح أصريت أن أنظر لما كان يشاهد على المحمول وفوجئت بها أفلاما إباحية. وعندما سألته منذ متى وأنت تتابع هذا النوع من الأفلام : بدا عليه الخجل الشديد وقال منذ فترة طويلة ولا أستطيع أن أتوقف. ماذا أفعل؟

سنقسم إجابتنا هنا على محورين. الأول هو محور الوقاية والثاني هو محور العلاج. ولنعلم أن الدراسات تقول أنه على الأقل 80% من الأطفال فوق 11 سنة يشاهدون تلك الأفلام أو على الأقل تعرضوا لها. فماذا تفيدنا تلك المعلومة؟

  • أولا: على الوالدين أن يتوقعوا تعرض أبنائهم لهذا بنسبة 80% حتى لو لم يكن ظاهرا عليهم أعراض سوء سلوك
  • ثانيا : أن أتعلم وأقوم بدوري أنا كأب أو أم لأحمي أولادي من هذا الخطر.

محور الوقاية

  • تدريب الأبناء على غض البصر: وأن نعلمهم أنه من المحرم في ديننا أي نظرة بشهوة جنسية لأي إمرأة أو فتاة أو العكس من الفتاة للفتيان. التدريب على الحياء من النظر بشهوة في الحياة اليومية سيكون حاجزا قويا بينه وبين النظر لمشاهد الإباحية. ولنؤكد أن هذا التحريم نعمة كبيرة من الله لم نقدر قيمتها إلا بعد اكتشاف العلم الحديث للأضرار التي تنشأ عن تلك المشاهدات.
    شرح الأضرار التي قد تنجم عن متابعة مثل تلك المقاطع. وسيتم سرد أهمها تحت محور العلاج.
  • لا يجوز أن يتأخر الآباء والأمهات عن المعرفة بخفايا الانترنت
  • متابعة ما يشاهده الأبناء. متابعة لطيفة بحيث لا يشعر الأبناء أنهم مراقبون.
  • أعطهم وقتا للحديث عما يرونه وما يفهمونه. أشعرهم دوما انك منفتح عليهم ومتفهم للأخطاء ولا تتوقع منهم المثالية وأن كل البشر خطاؤون وأن خير الخطائين التوابون. لا تشعرهم أبدا أنك تفزع لاحتمال وقوعهم في خطأ معين وإلا فسيخفون عنك أخطائهم وساعتها ستضيع عليك فرصة الوقوف بجانبهم للعلاج.
  • ان تحتشم الأم والبنات أمام الأبناء من الذكور
  • وعلم أبنائك معنى كف الجوارح عن محارم الله وهي عبادة إمتناع عن المعاصي وأن هذا يكون بكف كل عضو من أعضائنا عن المحرمات التي تخصه: فمثلا الأذن : لا تستمع للغيبة والنميمة
    اللسان : لا يكذب- لا يسب لا يغتاب…
    العين لا تنظر للعورات ولا تنظر بشهوة للجنس الآخر
    اليد لا تضرب أو تؤذي أو تسرق وهكذا
  • يجب أن نعلم أبنائنا كل ما ورد على الرابط التالي أيضا:
     حماية الفطرة 8/لماذا حجاب؟ لماذا غض البصر؟ لماذا يحرم الخضوع بالقول؟

محور العلاج

كل ما سبق بمحور الوقاية ويضاف إليه التالي:
1- الستر على الابن /الابنة الذي يقوم بذلك. حتى لو أمكن بينك وبينه وبعد أن تأكدت من هذا الفعل دون أن يعرف انك اكتشفت هذا الأمر.
أدر حوارا مع ابنك/ ابنتك على سبيل المثال كالتالي: بعد تحين  فرصة مناسبة تكونوا وحدكم فيها. يكون الجو هاديء والعلاقة مستقرة وتستحضر الحديث 

  • بني كيف حالك وكيف الأولاد بالمدرسة؟
  • ماذا عن زميلك (…) كنت تشكوا من تصرفاته؟
  • يكثر بين الأولاد في هذا السن الحديث بشكل خارج أحيانا وتناقل صورا أو مقاطع فيها لقطات سيئة المحتوى. فهل يحدث هذا في صفكم؟

تعرف بني إن الله حرم النظر إلى عورات الآخرين وأن عورة الرجل على الرجل هي من السرة إلى الركبة وأن عورة المرأة للرجال هي كل جسمها ما عدا وجهها وكفيها. وأنا فقط أذكرك إذا عرض عليك زملاؤك شيئا من هذا أن تحذر الوقوع في مثل ذلك. بل أرجوا أن تذكرهم بحرمته وليمتنعوا هم أيضا عنه. 
إعلم بني أن البصر نعمة من الله وأن من يستعمل نعم الله في معصيته هو معرض لزوالها بسبب غضب الله عليه.

تعرف بني أن الأبحاث العلمية

  • أثبتت أن من يشاهد الأفلام الإباحية تزيد جدا لديه إفراز مادة الدوبامين والتي قد تحقق شعورا غامرا باللذة والمتعة ولكنها على المدى الطويل تسبب نفس الأضرار التي تسببها المخدرات الأخرى من ضمور في المخ وضعف في وظائف العقل والذاكرة. تصبح تلك الشخصيات مهتزة وغير قادرة على بذل جهد منتظم ثابت. يصل بعضهم لدرجة من الإدمان تعيقه عن ممارسة أنشطة أساسية في حياته. فقد يكون لديه اختبار أو شيء مهم ولكنه لا يملك أن يتوقف عن المشاهدة ليحضر الامتحان أو يذهب للمدرسة أو العمل.

أيضا من يشاهد تلك الأفلام فإنه ينظر إلى العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة من زاوية ممنوعة وغير سليمة حيث لا يجوز أبدا مشاهدة مثل تلك المقاطع التي تحولت إلى صناعة حيث يعمل المخرجون على إضافة مؤثرات بين صوت وإضاءة وألوان وموسيقى مما يجعلها أكثر إثارة وبالتالي يصل الشخص المتابع لتلك المقاطع إلى درجة إثارة غير طبيعية وستجعله عاجزا عن استشعار المتعة الحلال مع زوج أو زوجة المستقبل.

تماما كما لو أنك تشممت عطرا نفاذا أو رائحة خل قوية، فإذا أمسكت بعدها وردة جميلة الرائحة فإن أنفك ستكون قد أصيبت بالشلل والعجز عن إدراك الرائحة الطبيعية الجميلة. مع استمرار الوقت واستمرار استنشاق تلك الروائح النفاذة، ستفسد مستقبلات الاحساس بالشم وتلتهب أنفك وتخسر كل شيء.
نفس الشيء يحدث مع من يشاهد تلك المقاطع فهم يخسرون متعة الحلال والبيت المستقر والمودة والسكن ونعمة الهدوء وراحة البال. إن الخسارة ليست في العلاقة الخاصة فقط فإن الزواج يحمل في طياته نعما كثيرة غير العلاقة الخاصة. فهو يوفر الشعور بالأمان والحنان والرعاية والأنس والمودة والرحمة.

إن الله يحرم كل ما هو ضار وخبيث ويأمر بكل ما هو طيب ونافع ، لهذا حرم الإباحية وحدد الزواج الشرعي كمسار وحيد صحي وسليم لتفريغ المشاعر الجنسية.

ثم نكمل لهم بقية الأضرار

  • يتحول سلوك المشاهدين للإباحية إلى العنف وعدم الصبر.
  • يقعون في التحرش ويشعرون بالرغبة في ممارسة ما يشاهدونه
  • يعانون من خلل في المشاعر وقد تهتز وتختل مشاعرهم ويعانون من خلل في هويتهم الجنسية كعرض مرضي.
  • من يدخل في هذه المشاهدة يقع في الإدمان بالتأكيد بسبب تأثيرها على المخ وهرموناته

ولنتعرف على مستويات الإدمان السبعة : لا تفكر إذا ما كان الشخص مدمناً أم لا ولكن فكر أنت مدمن إلى أى درجة من خلال هذه المستويات السبعة:

لا تفكر أنك معافا لأنك لم تستشعر تلك الأضرار بعد، فهو مسار للتدهور السريع ولتحمد الله أنك لم تصل لهذا المستوى بعد لكن عليك أن تسرع بالتوقف حتى تحمي نفسك من الوصول لهذا المستوى.

  1. المشاهدة أقل من مرة أو مرتين فى العام.
  2. .مشاهدة الإباحية على فترات متباعدة باهتمام متزايد
  3. مرة كل شهر يحاول أن يتجنبها ولكن من حين لآخر لا يستطيع أن يقاوم رغباته فيستسلم.
  4. يلاحظ الفرد تخيلات جنسية متزايدة، يحاول أن يسيطر عليها مما يسبب أضرار انسحابية أقوى.
  5. تؤثر الإباحية على حياة الشخص من يومٍ لآخر مع تزايد التفكير فى الإباحية
  6. وصلت الإباحية للتأثيرعلى العمل والدراسة والعلاقات الشخصية
  7. التصرف بدافع الإباحية يسيطرعلى أغلب اليوم تاركاً الشخص لا يستطيع السيطرة على نفسه
  • بعد التأكيد على تلك الحقائق ربما في جلسات منفصلة أو جلسة واحدة حسب الظرف والجو العام، نعطي الابن الفرصة للكلام  ونشجعه أنه إذا وجد شيئا من ذلك فيمكنه مصارحتنا وأن نتعاون سويا على التخلص منه.
    ربما عند هذه النقطة من الحديث إذا كنت أبا أو أما صديقا، يصارحك الابن بحاجته لك لمساعدته للتخلص من تلك العادة.

نريد أن نصل لتوافق بيننا وبينهم أننا نقف إلى جانبهم وأننا بصفهم ضد هؤلاء المفسدين الذين يغزوننا بهذا البلاء. ولهذا فإن متابعتي معك التوقف عن هذا الأمر حبا وقلقا عليك  ومن باب حديث رسول الله ( إثنان خير من واحد وثلاثة خير من اثنين وما اجتمعت أمتي إلا على الخير) وأن (المؤمنان كاليدين يغسل أحدهما الآخر) وليس عقابا أو كراهية. أنا وأنت سنعمل سويا لنتخلص من ذلك البلاء.

  • قم بعمل نتيجة متابعة. تسجل عليها التواريخ وتوضع دائرة خضراء على كل يوم مر بدون مشاهدة. وعلامة حمراء على كل يوم حدث به مشاهدة.
    ستلاحظ وتتقبل تباعد المشاهدة وسقطات من وقت لآخر.
    استمر في التحفيز كلما طالت مدة الامتناع. قدم مكاآت معنوية ومادية أيضا لا بأس.
    استمر في التذكير بالضرر والأجر والثواب على الامتناع والتعافي.
    لا تستسلم مهما طالت المدة أو تكررت السقطات. ابدأ ثانية وقدم فرصة جديدة.
    لا تشعره أبدا انك تحتقره او تهينه بل أنت حزين من أجله وخائف عليه بسبب ما سيتضرر به في المستقبل.
    ربما تلجأ لمعالج نفسي متخصص لو لم تتمكنوا سويا من التعافي.
  • إذا توفر حلقة مسجدية بها تدبر للقرآن واستحضار لأسمائه وصفاته . أيضا العلم بالجنة والنار ويوم القيامة ومدارسة الأحاديث والآيات التي تصفهم إنما بشكل جميل و بشرط أن يكون القائمين عليها شخصيات مناسبة لشخصيات أبنائنا ومؤهلة للتعامل مع مرحلتهم السنية.
  • بعض البيوت يتمكن من الثبات على حلقة عائلية لتدارس تلك الموضوعات.
  • البعض قد يغير مدرسة أبناءه إلى مدرسة تعني بهذا الجانب في تربية طلابها.
  • ربما بعض البرامج الأونلاين تفيد في بعض الأحوال.
  • إذا أمكن للأبناء التسجيل في برامج علوم إسلامية بالتوازي مع التخصص الذي يدرسونه يكون جيدا جدا.
  • أن ينشغل الأبناء بما يفيد من كورسات لغات وبرامج رياضية وعمل تطوعي وغيره لهو من اهم العوامل المفيدة فإن الدافعية لمشاهدة تلك المقاطع تزيد مع الفراغ. ويسهل طردها بالإنشغال بأمور محببة ومفيدة.

أن نتوافق مع الأبناء على أنه من واجبنا كوالدين أن نتابع تليفوناتهم وأجهزتهم اللاب توب أو التابلت من وقت لآخر. الطريقة التالية:

  •  إختر تطبيقا من أولئك الذين يساعدوك علي متابعة هاتف أولادك وعلي سبيل المثال، يمكنك استعمال الطريقة التالية:
  •  حدد في إيميله تاريخ ميلاده بسنه الحقيقي
  • قم بتنزيل البرناامج:  وبهذا ستتمكن من التالي google family على تليفونك google family  : اربط الجهاز على برنامج اسمه 
    ١- الموبايل او التاب الخاص بابنك سيمنع عرض مقاطع غير مناسبة للاطفال وسيمنع فتح مواقع او عرض محتويات غير مناسبة للاطفال
    ٢- ستقدر من موبايلك تتحكم في الاوقات التي يتمكن ابنك من استعمال الموبايل او التاب. سيتمكن من فتحه فقط في الاوقات التي تحددها  انت وممكن تقفله في اي وقت حتى لو انت خارج البيت
    ٣-ابنك قبل ما يحمل أي برنامج أو لعبه لازم موافقتكم أولا عن طريق اشعارعلى موبايلك وتقدر تغلق برنامج شغالل على تلفونه
    يعني نظام امان وحمايه للاطفال من اضرار التكنولوجيا
    https://families.google.com/familylink/

بعد مراقبة الهاتف والتوافق منك، يجب تنمية الرقابة الذاتية من معرفة بالله وقدرته على معرفة السر وأخفى. يتم ذلك من خلال حلقات مدارسة قرآن أو سيرة أو عقائد. هذا هو العلاج الحقيقي وليس سهلا كما أنه طويل الأمد ويتطلب ترتيبا ومتابعة. بوالتأكيد ستختلف وسائله من بيت لآخر ومن بلد لآخر.

نرجوا من كل من يقرأ ذلك الموضوع أن يشارك معنا تجربة ناجحة أو سيئة لنفيد منها جميعا.

4 رأي حول “حماية الفطرة 10 / أحد أبنائي يتابع الأفلام الإباحية، ماذا أفعل؟”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.