حلاوة الوصال مع ملك السموات والأرض ونعمة فتحه الإذن لنا بالإستعانة به هم عوان المحبة لرب كريم ودود غفور. اليوم نختم آية إياك نعبد وإيالك نستعين عسي نكون حققنا مقامي العبادة الإستعانة
- نبدأ اللقاء بالإستماع لقصيدة من تلكما القصيدتين ، او كلتيهما:
القصيدة الثانية:
- وبعد مدارسة إياك نعبد وإياك نستعين نتدارس مع الطلاب أحوال المسلمين في هاتان الخصلتان معا
قال ابن القيم رحمه الله ، أقسام الناس في العبادة والاستعانة أربعة أقسام:
يتم توزيع 4 بطاقات، كل بطاقة تصف حالة معينة وعلي الطلاب أن يصنفوا أصحاب تلك الحالات من حيث عبادتهم لله ومن حيث استعانتهم به. تعطي البطاقات للطلاب هم يقرؤونه بصوت عال لزملائهم. لا مانع من إضافة لهجة تمثيلية علي القراءة لإضافة روح من الفكاهة :
البطاقة الأولي: أنا شاب أحب أن أستمتع بحياتي. أنا سأعيش مرة واحدة فلابد أن أمتص منها أكبر قدر ممكن من اللذة والسعادة. أنا مسلم لكن لا أعرف كثيرا عن الدين فأنا ما زلت شابا ولا أجد وقتا لتلك الأمور. علي أن أرتب حياتي. دراستي ، عملي ومتعتي بالطبع. برغم حصولي علي الكثير من المتعة إلا أني في النهاية أشعر أن هذا الكون مليء بالظلم فكثيرا ما أجتهد لتحقيق هدف معين ويسرقه آخر بلا وجه حق. رغبت أحيانا في الإنتحار لأني أعجز عن تحقيق أهدافي ومتعتي بالصورة التي أريد. الشعور بالوحدة والضعف يقتلني ويحرمني المتعة حتي وهي في يدي.
البطاقة الثانية: أنا شاب نشأت في أسرة متدينة. علمني أهلي الصلاة وأنا في السابعة من عمري . علموني أيضا الصيام. أؤدي تلك العبادات غالبا. أنقطع أحيانا. لا أخفيكم سرا فأنا لا أفهم معناها ولا أستشعر لها قيمة أو أثرا لكن من باب العادة أؤديها. في حياتي العامة أنا حريص علي أهدافي. أرتب أعمالي ومذاكرتي. أنا مسؤول عن نفسي تماما ولا أطلب مساعدة أبدا فإن هذا يجعلني مضطرا لأن أقدم لهم شيئا في المقابل وأنا لا يوجد عندي وقت او مساحة للآخرين.
البطاقة الثالثة: أنا شاب مؤمن أعرف الله وأقدر عظمته. أعرف أنه قادر علي أن يحقق ما يريد فقط بكلمة كن. الله عظيم لا يحتاج لمسكين مخلوق مثلي. عباداتي لا تعود عليه بأي شيء. إنما هي ثقيلة علي. ثقيلة لانني شاب ومشغول وعندي كثير من العمل لأقوم به. ربما غدا عندما أنتهي من تأثيث حياتي ومستقبلي، سأجد وقتا لأكون أكثر عبادة. بالطبع كلما كبر الإنسان إزداد فراغه فيستطيع أن يعبد الله أفضل. لكن أنا بالطبع أطلب من الله أن يساعدني ويوفقني في حياتي فأنا بحاجة لكل مساعدة ممكنة.
البطاقة الرابعة: أنا شاب مسلم أعرف أن الله خلقنا وأن الدنيا إختبار لأعمالنا ثم نموت ونلقي الله في الحياة الآخرة. الآخرة هي الحياة الحقيقية التي ينبغي أن نعمل لنسكن جنتها. ولأن الحياة غختبار فهي مليئة بالمشقات وأعلم تمام العلم أنه لا مفر لي ولا نجاة لإجتياز تلك المشقات إلا أن يساعدني الله. كم تلقيت رسائل من الله توجهني لعمل معين وكم شعرت بحفظه ورعايته عندما اجتهدت لتحقيق أشياء وعندما لم تتحقق ، تكشف لي أنها لم تكن خيرا. كم اجتهدت في أشياء أخري فوجدت البركة أحاطتني وحصلت ما لم أكن أتخيل تحقيقه أبدا. أسير في هذه الدنيا مطمئنا، أعرف أن لي رب يرعاني ويستجيب دعائي ومن روعة ديني أنه يسمح لي بالإتصال بهذ الرب العظيم كلما رغبت في صلاتي. الحمد لله علي نعمة الإسلام في كل حين.
يتم نقاش كل حالة علي حدة وتشخيص حالته مع الله في مجالي الإستعانة والعبادة وهناك حالة لم نذكرها في البطاقات وإنما هي موجودة في الدنيا ونراها:
من يعمل في مجال يغضب الله و لا يرضيه ويقول اللهم وفقني، استعان بالله ولا يعرف عن منهج الله شيئاً، استعان به على شهواته وعلى حظوظه الدنيئة ربما يعطيه الله اياها ولكن هذا ليس له في الآخرة من خلاق.
بعد أن نقرأ كل بطاقة يكتب علي السبورة( اللوح) التصنيف ثم يعطي للطلاب لحظة صمت وكل منهم يقرر لنفسه أين هو من الفئات الأربع. وأن يقرر ما عليه أن يفعل حتي يحسن درجته وينتقل لفئة أفضل. من يرغب أن يشارك خطته في التحسن مع الآخرين طواعية فليفعل دون شرح حاله فإنه يبقيه سرا لنفسه مع الله( فلا يفضح أحد عيبه، بل يستر حاله) إنما يشارك خطة إيجابية للتحسن.
1) أهل العبادة والاستعانة بالله .. فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه أن يعينهم عليها ، ويوفقهم للقيام بها وهؤلاء هم الفائزون .
2) من لا عبادة ولا استعانة لهم .. وإن استعان به وسأله ، فعلى حظوظه وشهواته ، لا على مرضاة ربه وحقوقه وهؤلاء هم الخاسرون .
3) من له نوع عبادة بلا استعانة .. فحظه ناقص من التوكل والاستعانة به . ولهم من الخذلان والضعف والعجز بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم هؤلاء علي خطر عظيم .
4)من عنده استعانة بلا عبادة فهؤلاء عرفوا قدرة الله ولكنهم غفلوا عن طاعته فهؤلاء ما قدروا الله حق قدره وهم علي خطر عظيم
وبعد فترة الصمت وتشخيص كل طالب لحاله مع الله نؤكد علي المعني التالي ونطلب من الطلاب تدوينه وحفظه عن ظهر قلب:
- وإذا كان الله معك فمن عليك
وإذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، - وإذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتق الله،
- وإذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك
والآن بعض الأسئلة تطرح علي الطلاب ولنري ما لديهم من إجابات. يقوم الطلاب من أماكنهم ليبحثوا عن شريك غير معتاد وفي ثنائيات كل مجموعة تضع رأيها في إجابة سؤال من الأسئلة التالية وبعد 5 دق يعرض كل ثنائي سؤاله وإجابته:
هل يمكنني أن أطلب مساعدة من الناس في شأن من شؤون حياتي؟
طلب العون من الله يكون في كل شأن من شؤون الحياة ويمكننا أن نطلب من الناس مساعدتنا بالطبع فلقد وضع الله مصالح الناس لدي بعضهم البعض فتنمو المجتمعات وتترابط. ولكن هناك أحوال لا يجوز فيها الإستعانة إلا بالله مثل الأحوال التالية.
- الإستعانة بإنسان فيما لا يقدر عليه غيرالله من رزق وشفاء
- الإستعانة المتضمنة لكمال الذل وتفويض الأمر ويراد بها التوكل
- الإستعانة بمتوفي وإن كان وليا من أولياء الصالحين
وبالتالي عندما أطلب من إنسان مساعدة فأنا اعرف أنه سبب من الأسباب التي يسخرها الله وأن الله وحده الذي يملك الأمر من قبل ومن بعد
كيف تقوي التوكل علي الله؟
- تقوي الاستعانة كلما تعلم العبد عن ربه وعن نفسه
- أن تري التوكل والاستعانة بالله فريضة وشرطا من شروط الإيمان
- إن الله يحب المتوكلين
- دراسة سير الصالحين
تطبيقات عملية:
- تتبع الآيات التي ذكرت فيها العبادة والإستعانة فيما يحفظ الطلاب
- الإتفاق علي واجبات عملية مشتركة لتطبيق الآيات:
مثلا أن نذكر اسم الله في بداية كل عمل من قبيل الإستعانة به
أن نحافظ علي صلواتنا الخمس ومن تمكن ان يزيد نافلة فليفعل ويزيد إلتزامه بالنوافل تدريجيا
صيام يوم أسبوعيا أو 3 أيام البيض من كل شهر
متابعة أذكار الأحوال وأذكار الصباح والمساء ولو ذكر واحد
الدعاء يوميا بتوفيق الله لنا في كل عمل نقوم به
- عرض مشكلة حياتية يمكن حلها في إطار إياك نعبد وإياك نستعين، علي سبيل المثال مشكلة العجزفيستعيذ النبي منه صباح مساء
- مشكلة الكبر: إذا علم الفرد أنه وفق لما حقق بعون الله لانت نفسه وصلحت