ذكر فرودنبرجر (محلل نفسي) في هذا الصدد، قائلاً : “بصفتي محللا نفسيا وطبيبا ممارسا، أدركت أن الأشخاص، في بعض الأحيان، يقعون ضحايا للحرائق تمامًا مثل المباني. فتحت وطأة التوترات الناتجة عن الحياة، في عالمنا المعقد، تستهلك مواردهم الداخلية، في إطار العمل، بفعل النيران، تاركة فقط فراغاً داخلياً هائلاً، حتى وإن بدا الغلاف الخارجي سليمَا إلى حد ما..”
في عام1980 قدم فرويدنبيرجر وريتشلسون التعريف التالي للمتلازمة حالة من الإرهاق المزمن، والكآبة والإحباط تنتج عن التفانى لقضية ما أو نمط حياة أو علاقة تفشل في تحقيق النتائج المتوقعة وتؤدي في نهاية الأمر، إلى انخفاض الانخراط والأداء في الحياة اليومية.”
- أن هناك بعض المهن تشكل مخاطر أكثر من غيرها ولا سيما المهن التالية :
- مهن تستلزم جهد فكري وعقلي ووجداني وعاطفي.
- مهن تستدعى مسؤولية كبيرة لا سيما تجاه الآخرين.
- مهن ذات أهداف صعبة المنال بل قد تكون مستحيلة.
- مهن بها غموض أو صراع على الأدوار.
- وأن هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من غيرهم :
- أشخاص لديهم مثل عليا في الأداء والنجاح.
- أشخاص يربطون الرضا عن الذات بالأداء المهنى ؛ أو بالنجاح في علاقات معينة.
- أشخاص آخرون مركز اهتمامهم الوحيد هو عملهم.
- أشخاص يعتبرون عملهم ملاذا ويهربون من جوانب الحياة الأخرى.
إحذر التحول للنظام الآلي. بمعنى القيام بواجباتك اليومية بدون إحساس ورغبة ورؤية. تظن أن الأمور تسير لكنها ستتوقف في لحظة ما.. هذا هو إنذارك قبل الوصول للحظة الانهيار والتوقف.
أعراض الإحتراق

- فقدان الدافعية تجاه أي العمل.
- الشعور الدائم بالإجهاد أو الصداع
- سهولة الغضب والاستثارة، العصبية والتوتر
- النسيان
- قلة النوم أو كثرته
- أدوار البرد المتكرر
- الانعزال ورفض التواصل مع الأصدقاء والتصرفات السلبية مثل السخرية من الآخرين.
- تدنى في تقدير الذات والشعور بالفشل
- حالة من الحزن واليأس.
عليك أن تعتني بنفسك وجزء كبير من نجاحك في هذا الأمر يتطلب التأمل والتفكر وتقييم الوضع وتصحيح المسار. سيكون من الضروري عمل فحوصات طبية لتتأكد من عدم وجود سبب عضوي لهذا الإرهاق. وليكن في ترتيبك أيضا أن تعترف لمن حولك أنك تعبت (الهشاشة) ليتمكنوا من الوقوف بجانبك. كما أنك بذلك تدربهم على التعبير عن احتياجاتهم هم أيضا. علمهم أنه من حقهم التعبير عن ضعفهم. لا تكبت من حولك، وفكر لماذا وصلت لهذا الشعور وضع خطوات للعلاج.
الحل يكمن في التوازن بين المسؤوليات، تقييمها وضبطها إجراءات العلاج

- قلل عوامل الخوف: مثلا توقف عن متابعة نشرات الأخبار وإحصائات المرضى والوفيات
- المرونة النفسية تجنب الاحتراق النفسي، عندما تشعر بالاحتراق لا تطالب نفسك ب 10/10 في كل شيءكما هي معدلات انجازك المعتادة. ارحم نفسك وسامحها واسمح لها بالاستراحة لتعيد الشحن.
- اهتمام بالذات: نوم كافي جيد – طعام صحي – نظافة شخصية – زينة – رياضة
البابونج القرفة الكراوية القرنفل . الينسون خل التفاح خل التمر الشعير - أمسك بورقة وقلم وقم بتسجيل كل أدوارك في الحياة، مثلا: أب/ أم- طالب/ طالبة – إبن، إبنة – شقيق/ شقيقة – موظف/موظفة
- قم بإعطاء نفسك درجة من عشرة في كل هذه الأدوار، لكن لا تنسى دورك تجاه نفسك.
- لا حظ الأدوار التي تعطي نفسك فيها أقل من خمسة من عشرة وقرر خطوات بسيطة جدا يمكنها ضبط هذه الأدوار غير المتزنة. بعد هذا الوعي يمكنك تقسيم الوقت على المسؤوليات لتشعر بالراحة.
- إذا لم يكن الوقت كافيا، فلتتعلم التفويض وترتيب الأولويات والتنازل عن مستوى الكمال للوصول إلى ما يسمح به الواقع.
- لا تنس أن تتبصر بما حولك من نعمة وتستمتع بما لديك. اقترب من السعداء الذين يمكنهم أن يساعدوك على رؤية الجمال من حولك.
ومفاهيم إسلامية، ثباتها يحمي من الاحتراق النفسي. يمكنك ان تقرأ عنها وتتدبرها:

- اللجوء لله طلبا للقوة ثم التوكل والاعتماد على الله
- تذكر أن الدنيا ليست دار بقاء تتبدل فيها الأحوال باستمرار وأن أمر المؤمن كله خير
- صمام أمان المؤمن هو أسس ديننا. للتفكر والاطمئنان لجناب الله نتخذ من قصة سيدنا الخضر نموذج. ليس بالضرورة من الممكن الوصول لمبررات الأحداث؟ مبررات الأقدار كثيرا ما تكون غير الواضحة الآن.
- الثبات من عند الله والرسول والقرآن والسنة، فاستمر في الحصول على زادك بالوصال مع الله(الصلاة) وتلاوة القرآن وحضور حلقات العلم من السنة والتفسير وغيرها.
- ذكر الله مع الدعاء: سيساعد على التصرف بشكل أفضل. ذكر الله هو أفضل حالة تأمل ترتقي بنفسك
- التوازن بين الخوف والرجاء
- نفكر في الهدف خلف مهمات الحياة
- لله خطط عامة وخطط خاصة ونحن لن نخرج عنها وهي خير لنا في النهاية
وعادات عقليةتتدرب عليها

- التركيز على الأمور الجيدة في محيطك.
- وقت التفكير لمعالجة الوضع وتحسين العواقب
- ضع أهدافا منطقية
- رتب الأولويات
- أبتعد عن أصحاب التعليقات والانتقادات الساخرة. ومن يرغبون في تحطيم من حولهم
- توقف وفكر لا تندفع للإجابات السريعة، بماذا تشعر؟ فكر قبل التصرف.
- التواصل مع أفراد أسرتك. بعد مقدمة من الاحترام والتقدير ، إشرح ما تشعر به وانك بحاجة لدعمهم لتتمكن من تخطي تلك الحالة.
- لتفادي لحظات الانفجار عليك أن تتعلم التعبير عن مشاعرك وما يؤلمك.
- التماس الاعذار
- وضوح الهدف للعلاقة. وإذا كانت هناك علاقات لا تحقق الهدف منها ويمكنك التخلص منها فلتفعل
- تدرب على تمارين التنفس العميق 4:4:4
- الخروج للطبيعة، والتامل في الكون يعطي للهموم حجمها الحقيقي. الله يأمرنا بالنظر في الكون.
- لنعلم أننا بحاجة لنعيد ترتيب انفسنا، وأن هذا يتطلب وقتا.
نعم تعاطف مع نفسك ومع من يشعر بالاحتراق، لكن لا نساعدهم على الاستسلام لهذا الوضع بل ننتقل فورا لمربع التغيير المطلوب للخروج من هذا الحال.
لا تحارب الألم والمشاعر السلبية وأقرأ السبب الذي أوقعك فيها. عالج السبب ولا بأس أن تستشير من لديه الخبرة والأمانة ليساعدك.
مصادر إضافية يمكنك اللجوء إليها للاستزادة من الوعي بكيفية التخلص من تلك الحال:
- كتاب البالخي: صحة النفوس والابدان.
- مصالح الأنفس والابدان رانيا عواد