العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر وكيف نقدمها لأبنائنا.
نبدأ بتلاوة السورة
إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5)
معاني الكلمات
- أنزلناه: ابْـتـَـدَأنا إنـْـزَالَ القرآنِ العظيم
- ليلة القدْر: لَيلَةِ الشَّرفِ والعَظَمَة
- الرّوح: جبريل عليه السلام
- منْ كل أمر: بكلّ أمر من الخير والبركة
- سلام هيَ: على أولياء الله وأهل طاعته
التشويق
عملية قسمة مطولة. من يمكنه أن يقسم 1000 على 12 ويخبرني النتيجة.
ثم نسأل ما العلاقة بين الرقم 1000 والرقم 12 وسورة القدر.
إنها ليلة القدر وكل عبادة فيها خير من ألف شهر. وكانت العرب يعبرون بالألف وكأنه أكبر رقم ممكن. كما أن الله قال خير من 1000 شهر يعني تزيد زيادة بلا حدود مرتكزة على كرم الله الكريم وبالتالي فلا حدود لفضله وكرمه.
أحضر رزمة كبيرة من الأوراق والملفات. كلما كانت كبيرة كلما كان أفضل

موقف تفكيري: أخبر الأطفال: يا أولاد عندي لكم سؤال. لو أن في هذه الرزمة من الأوراق حلول لكل مشكلة ستقابلونها ورد على كل سؤال مهم ستمرون به في حياتكم كلها، ما هي الطريقة الأفضل للاستفادة منه؟
هل أعطيكم الملفات جميعها دفعة واحدة وأترككم؟
أم أبقى معكم وفي كل موقف، أخرج لكم الملف المناسب الذي يحتوي حل هذا الموقف وأطبق معكم ما جاء فيه؟
- نصل للإجابة أن وجود المعلم بجانب طلابه وإخراجه الملف المناسب سيوفر عليهم البحث الكثير وربما عدم الفهم واحتمال عدم العثور على الرد الصحيح. وأن شعورهم أنه بجانبهم دوما ويعطيهم الإجابة المناسبة بسرعة سيعطيهم الشعور بالأمان وأنهم تحت رعاية مستمرة الآن وفي المستقبل.
وهذا تماما ما حدث مع رسول الله والقرآن.
فلقد أنزل الله القرآن كاملا في ليلة القدر. ( ولله المثل الأعلى: لقد كان الكتاب جاهزا للنشر في هذه الليلة)
ولكن الله تخير أن ينزله في الوحي على رسول الله مقسما. حسب كل موقف، ينزل له الآيات المناسبة.
بهذه الطريقة يشعر الرسول الكريم بالرعاية والمتابعة من الله.
ويرتبط الرسول والصحابة بالله دوما منتظرين كلمته في هذا الشأن أو ذاك فتقوى الرابطة والمحبة.
عظمة الليلة من عظمة الحدث
أخبروني عن يوم مهم في وطنكم تحتفل به بلادكم كل عام.
هناك من يقول تحتفل بلادي كل عام بعيد الاستقلال. فيه يتم خروج الجيش في عرض عسكري مهيب ويتم عرض الأفلام الوطنية التي تسجل أحداث هذا اليوم ويعطوننا فيه عطلة لنشهد الاحتفالات
يخرج رئيس الدولة ليلقي خطابا يوجه في الناس للاستمرار على نفس الطريق من حب الوطن والتضحية في سبيله.
صحيح لأنه حدث عظيم نحتفل به كل عام
نعطي للأطفال أوراق وأقلام ونطلب منهم رسم توضيحي لما سبق أو يقوم المعلم بالرسم على اللوح :
الرئيس يخطب – الجيش في عرض عسكري – الزينة والأعلام في كل مكان – الناس متجمهرون

نفس الشيء لأن نزول القرآن الذي سيهدي البشر ويدلهم على طريق الحياة الطيبة حتى نهاية الزمان هو حدث عظيم:
- تتنزل الملائكة في هذا اليوم تماما كالعرض العسكري لجيش الدولة للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة.
- ويتنزل الروح ( سيدنا جبريل) : كما يخطب رئيس الدولة مذكرا الشعب بأهمية الحفاظ على مكتسبات هذا اليوم.
- ولله المثل الأعلى، يعطينا الله منحة مضاعفة الأجر والثواب والعفو عن الذنوب كما يصدر رئيس الدولة عفوا رئاسيا عن بعض المذنبين الذين أحسنوا السير والسلوك. (لهذا عليك أن تكثر من الصلاة والدعاء والاستغفار في هذا اليوم).
- ويعطينا عطلة في هذا اليوم لنشهد الاحتفالات. كما نعتكف نحن للعبادة في هذا اليوم لنقف بين يدي الله نطلب الأجر والثواب والعفو.
نرسم مربعين كبيرين وفي كل منهما نرسم بقعا سوداء
- نبدأ بسؤال: إذا كان هذا الرسم يوضح ذنوبا ارتكبها الإنسان، وأراد أن لا يحاسبه الله عليها فأيهما تريد العفو أم المغفرة ولماذا؟
من يعرف الفرق بين العفو والمغفرة؟
ثم نأتي على المربع الأول ونمسح البقع تماما: هذا هو العفو. ففي يوم القيامة يتم نشر الكتب التي تسجل فيها أعمالنا على الملأ. فعندما يعفو الله عنا، فلا نحاسب عليها وتختفي من كتب أعمالنا فلا نشعر بالخجل عند رؤيتها في الكتاب. وكأننا لم نرتكبها نهائيا.
ونأتي على المربع الثاني ونشطب على البقع: هذه هي المغفرة وهي جميلة جدا فلن نحاسب عليها أونعاقب. لكنها ما زالت مكتوبة في كتب أعمالنا ربما سترها الله علينا في الدنيا ولكنها تظل مكتوبة في كتاب أعمالنا.

- الآن أيهما تفضل: العفو أم المغفرة؟
العفو هو إحدى المنح التي يعطيها الله لنا كمنحة في ليلة القدر: لهذا نكثر من طلب هذه المنحة من الله قائلين:
(اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا)
وهذا الدعاء علمه لنا رسول الله عندما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها حين سألته: يا رسول الله، أرأيتَ إن أدركتُ هذه الليلة، فماذا أقول؟ قال قولي( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)،
معنى سلام هي حتى مطلع الفجر
لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة، وفي سائر الليالي قد يقدر الله اختبارا وابتلاء.
هي ليلة سالمة ، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى.
سلام هي : أي خير هي حتى مطلع الفجر، فأبواب العفو والأجر المضاعف مفتوحة حتى مطلع الفجر.
إذا عرفت مضاعفة الأجر في هذا اليوم وأن الله يمنح العفو في ذلك اليوم لمن يجتهد في استحقاقه، فماذا أفعل في هذا اليوم؟
- إقرأ ما تستطيع من القرآن
- استغفر الله وسيكون جيد لو كان لديك مسبحة.
- صلي قيام الليل وأقله ركعتان وتصل إلى ثمانية وشفع ووتر.
- أكثر من الدعاء:
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى عن الناس. - أخرج صدقة مهما كانت قليلة
- إلتزم الخلق الجميل فلا صرخ ولا سباب ولا شجار. تحدث لوالديك باحترام وتعاون معهما ليتمكنا من الصلاة لينالوا من الأجر والثواب.